ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن إسرائيل شنت ضربات قرب مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية الخميس، في أول هجوم على المنطقة بعد انسحاب القوات الحكومية السورية منها عقب اشتباكات مع مقاتلين محليين.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن "طيران الاحتلال الإسرائيلي نفذ غارة على محيط مدينة السويداء".
من جانبها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الجيش الإسرائيلي نفيه شنّ هجمات جديدة على السويداء.
وانسحبت القوات السورية من السويداء في وقت سابق الخميس بعد اشتباكات دامية مع مقاتلين دروز، رافقتها ضربات إسرائيلية وضغوط دبلوماسية للانسحاب من المحافظة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الخميس، ارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات في السويداء إلى نحو 600 شخص، بينهم 275 عنصرا من وزارتي الدفاع والداخلية و304 من أبناء السويداء.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، قد قال الخميس، إن الدروز "جزء أصيل من نسيج هذا الوطن"، مشددا على أن سوريا "لن تكون أبدا مكانا للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها".
وأضاف الشرع في كلمة: "نؤكد لكم (الدروز) أن حماية حقوقكم وحريتكم هي من أولوياتنا، وأننا نرفض أي مسعى يهدف لجرّكم إلى طرف خارجي أو لإحداث انقسام داخل صفوفنا، إننا جميعا شركاء في هذه الأرض، ولن نسمح لأي فئة كانت أن تشوّه هذه الصورة الجميلة التي تعبّر عن سوريا وتنوعها"، حسبما نقلت "سانا".
وتابع قائلا: "لقد قررنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكدين أن هذا القرار نابع من إدراكنا العميق لخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية، وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة قد تجرّها بعيدا عن أهدافها الكبرى في التعافي من الحرب المدمرة وإبعادها عن المصاعب السياسية والاقتصادية التي خلّفها النظام البائد".
وأوضح الشرع أن جهود الدولة: " نجحت في إعادة الاستقرار وطرد الفصائل الخارجة عن القانون، رغم التدخلات الإسرائيلية، وهنا لجأ الكيان الإسرائيلي إلى استهداف موسّع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود، ما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير، ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق، لولا تدخل فعال للوساطة الأميركية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول".
وأشار إلى أن سوريا كانت "بين خيارين، الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل الكرام".
وشدد على أن "الكيان الإسرائيلي الذي عوّدنا دائما على استهداف استقرارنا وخلق الفتن بيننا منذ إسقاط النظام البائد، يسعى الآن مجددا إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدما في مسيرة إعادة البناء والنهوض".
واعتبر أن "هذا الكيان لا يكفّ عن استخدام كل الأساليب في زرع النزاعات والصراعات، غافلا عن حقيقة أن السوريين، بتاريخهم الطويل، رفضوا كل انفصال وتقسيم".