آخر الأخبار

توقف رحلات مطار صنعاء يُفاقم معاناة آلاف اليمنيين

شارك

صنعاء- يستمر توقف الرحلات الجوية في مطار صنعاء الدولي الواقع تحت سيطرة جماعة أنصار الله ( الحوثيين ) في اليمن ، مخلفا تداعيات إنسانية وصحية واقتصادية قاسية.

وتوقفت الرحلات يوم 28 مايو/أيار الماضي بعد هجوم إسرائيلي دمَّر الطائرة الوحيدة العاملة في المطار التي تتبع الخطوط الجوية اليمنية، وتنقل المسافرين إلى وجهة واحدة فقط هي الأردن ، الذي يتخذونه ممرا لدول عدة.

وحينها، أصدرت الخطوط الجوية اليمنية بيانا استنكاريا، ووصفت الهجوم بأنه "جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الصهيوني المخزي والدامي".

وأوضحت الشركة أن الطائرة المستهدفة تعرضت لهجوم مباشر وجبان "قبل لحظات فقط من صعود الركاب من حجاج بيت الله الحرام إلى متنها، ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة للهبوط والتشغيل والإقلاع من جميع الجهات المعنية".

تداعيات صعبة

وحرم الهجوم الإسرائيلي مئات اليمنيين من السفر لأداء مناسك الحج رغم دفعهم أثمان التذاكر ذهابا وإيابا، كما خلفت تداعيات إنسانية صعبة على الراغبين في السفر عبر مطار صنعاء الذي يعد أكبر مطارات اليمن ويخدم عدة محافظات مكتظة بالسكان.

وقال مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف -في حديث خاص للجزيرة نت- إن استمرار إغلاق المطار تسبب في تداعيات إنسانية كبيرة خاصة على المرضى اليمنيين الذين كانوا يخططون للسفر والعلاج في الخارج.

وأوضح أن أكثر من 6 آلاف مريض لم يتمكنوا من السفر خلال فترة إغلاق المطار، إضافة لأعداد من المغتربين الذين تقطعت بهم السبل ويرغبون في العودة إلى وطنهم، فضلا عن المسافرين من فئات مختلفة كرجال الأعمال والطلاب.

واعتبر أن المطار يُمثل المنفذ الجوي الرئيسي لليمنيين كافة، مشيرا إلى أن الآثار الصحية الناجمة عن توقف الرحلات تأتي في المرتبة الأولى، بينما تبقى التأثيرات الاقتصادية "شحيحة" نظرا لأن المطار كان يسيّر رحلاته إلى وجهة واحدة فقط.

إعلان

وحول وضع المطار حاليا ومستقبل الرحلات، أضاف الشايف أن المطار "جاهز فنيا لاستقبال كافة أنواع الرحلات، وهناك ترتيبات جارية لاستئناف تشغيله بأقرب وقت ممكن، وبمجرّد توقف العدوان الصهيوني على إخواننا بغزة".

وتابع "بعد توقف العدوان الصهيوني، ستكون هناك بدائل لتوفير طائرات، والقيادة في صنعاء حريصة على تشغيل المطار واستئناف الرحلات الإنسانية والمدنية بأقرب وقت، بإذن الله".

مصدر الصورة اجتماع مسؤولين في صنعاء يبحث استمرار أزمة المطار الدولي (مواقع التواصل)

تنوع المعاناة

بدوره، أفاد مصدر ملاحي يمني -أول أمس الأربعاء- بأن حركة الطيران في مطار صنعاء الدولي لا تزال متوقفة أمام الرحلات التجارية، وتقتصر فقط على الرحلات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية.

وأضاف المصدر للجزيرة نت أن توقف رحلات الركاب التي كانت تُسيّر عبر الخطوط الجوية اليمنية تسبب في أضرار كبيرة، في مقدمتها معاناة المرضى الذين كانوا يسافرون للعلاج بالخارج، يليهم المغتربون والطلاب ورجال الأعمال الذين تأثرت مصالحهم بشكل مباشر.

وأشار إلى أن الخسائر امتدت إلى مستويات متعددة رسمية وخاصة وفردية، ومن ثم توقف أو شبه توقف أعمال إدارة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء، إلى جانب التأثير الكبير على موظفيها ومكاتبها، فضلا عن الركود الواسع في نشاط وكالات السفر.

وتسبّب استمرار توقف الرحلات الجوية في مطار صنعاء في معاناة متزايدة لليمنيين العالقين في الخارج، خاصة أولئك الذين سافروا للعلاج أو لأسباب إنسانية.

وتقول الشابة اليمنية هدى مطهر -للجزيرة نت- إنها سافرت قبل نحو أسبوعين من توقف الرحلات عبر مطار صنعاء إلى الأردن، ومن ثم إلى القاهرة، لتلقي العلاج برفقة عدد من أقاربها.

وأضافت "سافرت عبر الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء ودفعنا ثمن تذاكر ذهاب وعودة، لكننا الآن عالقون في مصر ، واضطررنا لشراء تذاكر جديدة من عدن للعودة، بكلفة 500 دولار لكل شخص، وهو عبء كبير علينا في ظل هذه الظروف الصعبة".

مصدر الصورة القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء حرم مئات الحجاج من أداء مناسك الحج لهذا العام (الجزيرة)

أثر الانقسام

وأشارت هدى مطهر إلى أن الانقسام السياسي انعكس على المسافرين، إذ ألغت الخطوط الجوية اليمنية في عدن تذاكر العودة التي تم شراؤها مسبقا من صنعاء . وقالت "كانت صفعة كبيرة لنا، حينما دفعنا مبلغا جديدا من أجل العودة للوطن الجريح".

وتحدثت أيضا عن إقبال شديد على شراء تذاكر العودة عبر مطار عدن، الذي أصبح الوجهة الوحيدة المتاحة، بعد توقف مطار صنعاء، وتابعت "حجزنا مقاعد للسفر بعد شهر من الآن نتيجة عدم وجود مقاعد شاغرة قبل هذا التاريخ بسبب الإقبال الكبير على تذاكر السفر، وهذا يضاعف معاناتنا المالية ويطيل فترة بقائنا القسري خارج البلاد".

وكانت الخطوط الجوية اليمنية الخاضعة لإدارة الحوثيين قد اتهمت السلطات في عدن برفض التذاكر الصادرة من صنعاء.

وشددت -في بيان صادر عنها مطلع يونيو/حزيران الماضي- على "عدم وجود أي مبرر قانوني أو مهني لرفض قبول تذاكر صادرة عن مكاتب الشركة في صنعاء، من قبل بعض المكاتب في الداخل والخارج".

إعلان

وحسب رصد مراسل الجزيرة نت، فهناك مواطنون عالقون في مصر سيضطرون إلى سلوك طريق جوي بديل من القاهرة إلى السعودية ، ثم العودة برا إلى اليمن نتيجة عدم وجود مقاعد شاغرة حاليا في الخطوط الجوية اليمنية التي تنظم رحلات إلى عدن.

مصدر الصورة الدخان يتصاعد في سماء صنعاء بعد الغارات الإسرائيلية الكثيفة (الأناضول)

خسائر اقتصادية

وفي السياق، يقول الباحث الاقتصادي رشيد الحداد إن "استمرار توقف الرحلات من مطار صنعاء وإليه أدى إلى آثار اقتصادية وإنسانية كبيرة، حيث تسبّب في إغلاق ما تبقى من مكاتب السياحة والطيران في العاصمة، وأوقف بعض الشركات بشكل كلي عن العمل، خاصة تلك التي كانت توصل الطرود عبر مطار صنعاء".

وأضاف للجزيرة نت أن الآثار الإنسانية كبيرة جدا، فقد حُرم كثير من المرضى من حقهم السفر للعلاج بالخارج، نتيجة توقف عشرات الرحلات الجوية، مما ضاعف معاناتهم بشكل كبير.

كما ارتفع -وفق الحداد- عدد العالقين، واضطر كثير من اليمنيين للتوجه نحو مسارات بعيدة كالوصول إلى عدن أو ميناء صلالة العُماني، مما تسبب في أعباء مالية كبيرة.

ونبَّه الحداد إلى أن الانقسام السياسي والنقدي بين صنعاء وعدن يمثل دافعا في حرمان كثير من السفر عبر عدن أو المهرة، موضحا أن السفر عبرهما أصبح خيارا محفوفا بالمخاطر والصعوبات، حيث أُوقفت إحدى الشخصيات القبلية المعروفة في أثناء سفرها للعلاج إلى سلطنة عمان عبر منفذ صرفيت، وهو ما يعكس حجم التحديات والمخاطر التي يواجهها المرضى والمسافرون عند استخدام معابر بديلة لمطار صنعاء.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا