آخر الأخبار

الجزيرة نت تحصل على تفاصيل التشكيل الوزاري الجديد بالسودان

شارك

حصلت الجزيرة نت على تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية المدنية التي يرأسها كامل إدريس والتي من المتوقع إعلانها في وقت قريب.
وبحسب مصادر متعددة تحدثت للجزيرة نت، فإن رئيس الوزراء سيطرح قريبا رؤيته الجديدة في اختيار الوزراء والتي تقوم على الكفاءة والنزاهة والحيادية، وشعارها "التقشف في كل التفاصيل".

ووفقا لمصادر ذات اطلاع ومقربة من رئيس الوزراء، فإن أسباب تأخير الإعلان يعود لعدد من الأسباب أولها إصرار إدريس على وضع معايير وأسس لشاغلي المناصب الوزارية من حيث الكفاءة والحيادية والمؤهلات العلمية، وكذلك إصراره على أن تكون الحكومة ذات تمثيل واسع النطاق للمجتمع السوداني، في حين تكمن العقدة الثالثة في إصرار حركات الكفاح المسلح على الاحتفاظ بحصتها وبالمقاعد ذاتها في التشكيل الوزاري القادم.

رجال حول رئيس الوزراء

وقبل الولوج في تفاصيل التشكيل الوزاري أو أوان إعلانه، يقفز السؤال عن المطبخ السياسي لرئيس الوزراء، أو عن الفريق الذي يعاون كامل إدريس في التفاصيل. ووفقا لشهود عيان ورموز سياسية التقت رئيس الوزراء الجديد، يقف وزير الإعلام السابق خالد الأعيسر على رأس معاوني إدريس، والأعيسر تربطه علاقة صداقة برئيس الوزراء إذ كانا يقيمان معا في العاصمة البريطانية لندن بل شرعا معا في تأسيس مشروع إعلامي موسع لم يكتب له النجاح بدأ بقناة المدارية الفضائية.

وكان الأعيسر -طبقا للمصادر ذاتها- أحد قنوات التواصل النشطة بين إدريس ورئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان حيث تم عقد أكثر من اجتماع في الخرطوم وفي أوقات متفاوتة بين البرهان وإدريس. والرجل الثاني وربما الأول الذي يقف خلف كامل إدريس هو الخبير الاقتصادي والإستراتيجي الدكتور حسين الحفيان الذي تربطه صلة قرابة بالبرهان وصداقة ومعرفة أسرية بكامل إدريس. كذلك يشمل الفريق السفير بدر الدين الجعيفري وهو دبلوماسي معروف يشغل منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية في جنيف، وعمل الجعيفري أستاذًا بجامعة الخرطوم قبل أن يلتحق بالعمل الدبلوماسي. في الدائرة الضيقة ذاتها، يقفز اسم العقيد نزار عبد الله وهو رجل مخابرات ذكي يتصف بالمهنية، وعمل في عدد من المحطات كان آخرها بعثة السودان في جنيف.

إعلان

والجعيفري ونزار والحفيان رافقوا رئيس الوزراء في رحلة عودته للبلاد.

كما ينشط رئيس الوزراء في التواصل مع دائرة أوسع تشمل رموزا سياسية وإعلامية مثل الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي ونبيل أديب المحامي والسياسي المعروف.

ويعكف كامل إدريس على طرح رؤية سياسية جديدة في اختيار طاقمه الوزاري عبر تحديد المعايير ثم فتح المنافسة للجميع، لكن عامل الزمن يشكل عبئا ضاغطا ربما يحول دون تنفيذ الفكرة على الوجه الذي يرغب فيه رئيس الوزراء، ولهذا ربما يعتمد آليات جديدة في تشكيل الوزارة الجديدة من بينها التشاور مع قطاعات مهنية ومجتمعية.

وطبقا لمصادر تحدثت للجزيرة نت، فإن إدريس كان قد أعدّ هيكلا وزاريا من ١٨ حقيبة وعدد من المجالس والمفوضيات، والهيكل المقترح تم التشاور عليه في اجتماع مشترك وموسع ضم الفريق البرهان وإدريس وعددا من أعضاء مجلس السيادة ونال موافقة الحضور وكان ذلك قبل اختيار إدريس بشكل رسمي والذي تم في 19 من الشهر الماضي.

وجوه جديدة في الحكومة

يصرّ إدريس على أن تكون حكومته الجديدة في عمومها من الشباب مع وجود فاعل للمرأة. وحسب مصادر مطلعة، سيتقلد أحد جرحى العمليات العسكرية وأحد قادة مجموعة "غاضبون"، وهي مجموعة من غير شباب الإسلاميين، حقيبة وزارية. كما ارتفعت حظوظ الشاب المسيحي القبطي جرجس روح الذي يعتبر أحد أبرز الوجوه التي شاركت طوعا في المعارك ضد الدعم السريع من طائفة المسيحيين الأقباط.

مصدر الصورة الأعيسر كان أحد قنوات التواصل النشطة بين إدريس والبرهان (وكالة الأنباء السودانية)

وفي وزارة الخارجية تحتدم المنافسة بين الوزير المعين حديثا عمر صديق سفير السودان السابق بالصين وعضو الوفد السوداني في مفاوضات جدة، والذي بجانب خبرته الدبلوماسية يحظى بثقة الرئيس البرهان كما أنه له علاقة وطيدة برئيس الوزراء الجديد، وأحد العوامل التي تقوّي من حظوظ صديق هي أبرز نقاط ضعفه كونه كان وزيرا سابقا وإن عمل لأيام معدودات.

المرشح الثاني لوزارة الخارجية هو نائب وكيل الوزارة السفير إدريس فرج الله، هذا السفير حظوظه وافرة بجانب أنه عمل في محطات مهمة مثل نيويورك التي شغل فيها نائب رئيس البعثة السودانية في أوج أزمات السودان. ومصدر قوة فرج الله هو إتقانه 3 لغات مثل كامل إدريس الذي يجيد 4 لغات، وفرج الله عمل كذلك في غرب أفريقيا وهذه المنطقة تشكل تحديات كبيرة للأمن الوطني في السودان حيث ارتبطت بظاهرة الإمداد البشري لقوات الدعم السريع. لكن البطاقة الرابحة عند فرج الله هي تمثيله لمنطقة جبال النوبة التي تشهد حربا يسعى كامل إدريس إلى إخمادها بنزع أحد المسببات وهو الإحساس بالظلم.

وتحظى منطقة شرق السودان باهتمام رئيس الوزراء الجديد حيث تربطه علاقة جيدة بقادتها ورموزها المجتمعية. وطبقا لمصادر الجزيرة نت، فإن إدريس يدرس ملفات شخصيات من شرق السودان لإسناد منصب وزير الصحة إلى أحدهم. وأبرز المرشحين لهذا المنصب هو الدكتور أوشيك سيدي أبو عائشة اختصاصي المخ الشهير والأستاذ السابق بكلية الطب في جامعة الخرطوم، وأبو عائشة يستند في ذلك إلى خبرته في التعامل مع المنظمات الدولية.

إعلان

أما المرشح الثاني فهو البروفيسور محمد الأمين أحمد مدير جامعة النيلين الأسبق وأحد المقربين لناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك صاحب التأثير الكبير في الإقليم الشرقي، وللبروفيسور الأمين ميزة تشكل نقطة ضعف في الوقت ذاته وهي أن له صلات سابقة بالإسلاميين فقد عيّن مديرا لجامعة النيلين التي حدثت لها طفرة في عهده قبل أن يقصى من منصبه إثر خلافات مع طه عثمان مدير مكاتب الرئيس المعزول عمر البشير.

ويطل اسم خالد الأعيسر باعتباره من أبرز الشخصيات التي ضمنت دورا في حكومة كامل إدريس المقبلة، فالأعيسر المقرب من العسكريين ومن كامل إدريس ربما لن يعود وزيرا للإعلام حيث برز اسم سامية الهادي في المنصب ذاته كونها تضيف وزن "الجندر" إلى الحكومة الجديدة كما أنها مهنية من الطراز الأول وتشغل الآن منصب وكيل وزارة الإعلام وليست مثيرة للجدل مثل الأعيسر الذي ربما يكلف بملف المستشار الإعلامي أو أي ملف آخر يمنحه حرية الحركة لخدمة الحكومة الجديدة.

مصدر الصورة عبد الرحمن الصادق المهدي (الجزيرة)

لا تستبعد مصادر أن يكون للفريق المتقاعد عبد الرحمن الصادق دور في حكومة إدريس المرتقبة خارج أروقة مجلس الوزراء، والدور ذاته ينتظر نبيل أديب الذي كان مقربا من تحالف الحرية والتغيير حيث ترأس اللجنة القانونية ولجنة التحقيق في كشف الجهة المسؤولة عن فض اعتصام القيادة العامة، والتي لم تظهر نتائجها حتى اليوم.

وقد فكر إدريس في تعيين نبيل أديب في منصب وزير العدل، إلا أن نصائح من مقربين جعلته يتراجع، ومن بين الانتقادات التي وجّهت لنبيل آراؤه المتكررة والسالبة حول الوثيقة الدستورية وكذلك صراحته الزائدة.

خلاف مع حركات الكفاح المسلح

وحول بروز خلافات بين إدريس والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، أكد مصدر مطلع ومقرب من كامل إدريس أن لا خلافات جوهرية مع حركات الكفاح المسلح والتي خصّها رئيس الوزراء بالذكر في خطابه للشعب السوداني ونوّه بدورها الوطني. وأضاف المصدر أن هنالك بعض التباعد في وجهات النظر مع حركة العدل والمساواة إذ يسعى رئيس الوزراء للاستفادة من جهود رئيسها جبريل إبراهيم في موقع متقدم في مجلس الوزراء.

لكن مصادر في حركة العدل والمساواة أكدت للجزيرة أن الخلافات تتركز في اتجاه كامل إدريس لعدم التقيد باتفاق السلام المبرم في أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٠ والذي حدد تفاصيل تقاسم السلطة. وهنا ذكر جبريل إبراهيم للجزيرة نت قبل أيام أن اتفاق السلام حدد النسبة والحصص ولا سبيل لتغيير ذلك إلا بموافقة الحركات الموقعة على اتفاق السلام.

وامتدح مصدر إعلامي مقرب من رئيس الوزراء جهود جبريل إبراهيم قائلا إن التجربة السابقة أثبتت أنه رجل دولة ويستحق أن يسند إليه تكليف أكبر من وزير المالية، وهو منطق لا تفضله حركة العدل والمساواة حيث أشار مصدر مطلع فيها إلى أن أي تحريك من إدريس لوزراء السلام أو تقليص عددهم يمثل تحديا له، وربما يقوض جهوده في حشد الإجماع وربما تتجه هذه الحركات إلى مقاطعة المشاركة في حكومة إدريس احتجاجًا على عدم احترامه لاتفاق السلام. ونوه مصدر العدل والمساواة بأن الانسحاب من التشكيل التنفيذي لن يؤثر على مشاركتهم في ما سماها معركة الكرامة والتي يراها ضريبة وطنية.

عامل الزمن يضغط على رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس إذ يوافق يوم غد الأربعاء مرور شهر كامل على تكليفه بالمنصب، ويسابق إدريس الزمن للاختيار بين إعلان تشكيل وزاري محدود يعرقله الخلاف مع حركة العدل والمساواة، وبين إعلان كامل للحكومة يحول دونه إصراره على تطبيق معايير دقيقة من دون أي استثناءات.
وبين هذا وذاك يترقب السودانيون مصير حكومتهم المدنية الجديدة في ظل عالم مضطرب يشهد تحولات تجعل من أزمة السودان أزمة منسية وملفا مهملا بين ملفات عديدة.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا