تعرضت مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، صباح الاثنين، لقصف إسرائيلي "مُركز وعنيف"، وفق ما وصفه شهود عيان، بالإضافة إلى ما أظهرته مقاطع مصورة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي.
وتنتشر في الإعلام الإسرائيلي معلومات عن "عملية خاصة" نفّذتها قوة إسرائيلية دخلت وسط خان يونس لتنفيذ مهمة إخراج رهائن إسرائيليين.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر أن "العملية هدفت لإخراج رهائن واختطاف قيادي في كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة حماس.
وتتداول وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية اسم "قيادي في أحد الفصائل الفلسطينية"، يُعتقد أنه كان هدف العملية العسكرية، وأنه تمت "تصفيته في خان يونس".
ونقل موقع والا الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "الجيش الإسرائيلي نفّذ عملية خاصة في خان يونس جنوب قطاع غزة دون إصابات في صفوفه".
وتأتي الهجمات المتزايدة بعد بدء دخول القوات البرية الإسرائيلية القطاع وبعد أن وافقت الحكومة الأمنية على إدخال المساعدات إلى غزة.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل نفّذت أربع عمليات خاصة في قطاع غزة منذ بداية الحرب، أسفرت عن تحرير ثماني رهائن.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية في غزة، إن طائرات مقاتلة ومسيّرة ومروحية شاركت في العملية.
وأفاد شهود عيان بأن القوة الإسرائيلية "تنكرت بلباس نسائي" و "تسللت بسيارة مدنية"، وأطلقت قنابل دخانية عند انسحابها وسط إطلاق نار مكثف.
وقال الجيش الإسرائيلي عقب التقارير الإعلامية، إن الجيش "ينفّذ عملية عربات جدعون في كافة أنحاء قطاع غزة"، دون الإشارة إلى مزاعم "العملية الخاصة"، أو "تحرير أي رهينة من قطاع غزة".
وأكد الجيش الإسرائيلي "عدم وجود تغيير في الوضع على الأرض".
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بمقتل 17 شخصاً، ستة منهم في مدينة خان يونس، فجر الاثنين، في قصف إسرائيلي لمناطق متفرقة على قطاع غزة.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أنّ إسرائيل ستسمح بدخول "كمية أساسية" من الأغذية إلى غزة، بعد أكثر من شهرين على منعها إدخال أي مساعدات إلى القطاع.
وجاء في بيان لمكتب نتانياهو أنه "بناء على توصية الجيش ونظراً إلى الحاجة العملياتية للسماح بتكثيف الحملة العسكرية لإلحاق الهزيمة بـ(حركة) حماس، ستسمح إسرائيل بدخول كمية أساسية من الغذاء للسكان لضمان عدم حدوث أزمة جوع في قطاع غزة"، ولفت البيان إلى أن إسرائيل "ستعمل على منع استيلاء حماس على هذه المساعدات الإنسانية".
وتمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ مطلع مارس/آذار، في حين تحذّر منظمات أممية وقادة دول من مخاطر وقوع مجاعة في القطاع.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الأحد إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات إلى غزة على نحو "فوري وواسع النطاق ودون عوائق".
وجاء في منشور لبارو على منصة إكس "بعد جهود دبلوماسية استمرت ثلاثة أشهر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أخيراً إعادة فتح المجال أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وشدّد الوزير على وجوب أن يكون ذلك "فورياً وواسع النطاق ودون عوائق".
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الجيش الإسرائيلي استهدف مستودع المحاليل والمهمات الطبية داخل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وذلك ضمن قصف "مُرّكز وعنيف" تتعرض له المدينة.
وأضافت الوزارة، عبر منشور على صفحتها في "فيسبوك"، أن القصف ألحق أضراراً جسيمة بالمستودع، ونشرت صوراً تُظهر مشاهد من داخله بعد الاستهداف.
على صعيد متصل، اتهم مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش الجيش الاسرائيلي بأنه "يثأر من المستشفيات لمنعها من علاج الجرحى والمرضى وأنهم لا يستطيعون تقديم خدمات للجرحى والمرضى مع تدفق أعداد كبيرة منهم"، على حد تعبيره.
وأعلن البرش في تصريحات له مقتل 500 شخصاً وسقوط أكثر من 1000 آخرين خلال 4 أيام.
كما أعلن عن وفاة مريضين بالكلى السبت بسبب غياب المستلزمات الطبية.
أما شمال القطاع، فتقدمت دبابات عدة تابعة للجيش الاسرائيلي مساء الأحد وتمركزت أمام بوابات المستشفى الإندونيسي الواقع في منطقة مشروع بيت لاهيا، وسط إطلاق نار وقصف مدفعي مكثف.
وقال شهود عيان ومصادر محلية إن الاتصال انقطع مع الموجودين داخل المستشفى، وهم بالعشرات من مرضى وجرحى وكوادر طبية.
وقال مصدر طبي إنه يوجد في داخل أقسام المستشفى 55 شخصاً، بينهم أربعة أطباء وثمانية ممرضين، إضافة إلى عشرات المرضى وهم غير القادرين على الحركة والذين تعذر إخلاؤهم نتيجة الهجوم الصباحي.
وفي السياق، أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل قرابة 20 شخصاً في غارات إسرائيلية جوية عنيفة وقصف مدفعي مكثف على قطاع غزة منذ فجر الإثنين، منهم 6 في خان يونس جنوبي القطاع و 8 في جباليا في الشمال.
وأكد مسعفون مقتل 5 وإصابة آخرين باستهداف طائرات حربية مواطنين قرب سوق الفالوجا غربي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وفي الجنوب أيضاً قتل 5 على الأقل وأصيب 6 في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة أبو الروس في محيط مدينة حمد شمال غربي مدينة خان يونس في جنوبي قطاع غزة.