نقلت وكالة رويترز عن مصادر مقربة من حركة حماس أن عناصر من الحركة نفذوا "عمليات إعدام بحق عدد من الأشخاص المتهمين بالسرقة"، عقب سلسلة من الهجمات شنتها "عصابات مسلحة استهدفت متاجر للأغذية ومطابخ" في قطاع غزة خلال الأسبوع الجاري.
وذكرت رويترز أن مسؤولي حماس وجهوا اتهامات لبعض المشتبه بهم بسرقة المواد الغذائية بالتعاون مع إسرائيل، التي تمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة منذ قرابة شهرين، في حين لم يصدر أي تعليق إسرائيلي على هذه الاتهامات حتى الآن.
وفي حادثة منفصلة، قالت وزارة الداخلية في غزة إن طائرة إسرائيلية مسيّرة أطلقت صاروخاً استهدف وحدة من الشرطة كانت تلاحق "مجرمين" في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة عدد من العناصر الآخرين.
وأكدت الوزارة في بيان لها السبت أنها ستتعامل "بحزم مع هؤلاء الخارجين عن القانون، وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لردعهم مهما كان الثمن، ولن نسمح لهم بالاستمرار في ترويع المواطنين وتهديد حياتهم ونهب ممتلكاتهم"، بحسب نص البيان.
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن "بعض المتهمين بعمليات النهب تحركوا تحت غطاء عشائري، في حين نشط آخرون ضمن مجموعات منظمة، تلقى بعضها دعماً مباشراً من إسرائيل"، بحسب قوله.
وأكد الثوابتة - بحسب رويترز - على تنفيذ عدد من "أحكام الإعدام ضد عدد من كبار المجرمين" الذين ثبت تورطهم في عمليات النهب.
ولم تستطع بي بي سي التحقق من صحة هذه الادعاءات بشكل مستقل.
بينما أفاد عدد من سكان غزة ووسائل إعلام فلسطينية بأن الجناح العسكري لحركة حماس فرض حظر تجول يبدأ من الساعة التاسعة مساءً بهدف "تقييد حركة السكان وتسهيل ملاحقة المطلوبين".
وقال أحمد، أحد سكان مدينة غزة، وفضّل عدم الكشف عن اسمه الكامل، إن "عصابات، بعضها مسلح بثّت الرعب في نفوس السكان"، مشيراً إلى أنها "لم تكتفِ بسرقة المواد الغذائية، بل عمدت إلى إيقاف المارة على الطرقات وسلب أموالهم وهواتفهم".
وأضاف أحمد لرويترز، أنهم "يساعدون الاحتلال في تجويعنا، ويجب اعتبارهم متعاونين مع العدو"، على حد قوله.
ونقلت رويترز عن وسائل إعلام فلسطينية أن وزارة الداخلية في القطاع شكلت قوة جديدة تضم 5000 عنصر، مهمتها "التصدي للّصوص والعصابات المسلحة"، مشيرة إلى أن قوات الشرطة المحلية واجهت صعوبة في تنفيذ مهامها بسبب الهجمات التي تشنها الطائرات الإسرائيلية.
يأتي ذلك فيما حذر مسؤولون في الأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، مع استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات للقطاع، حيث تقول إن حماس تستولي على الإمدادات المخصصة للمدنيين وتقوم بتوزيعها على عناصرها، وهو ما تنفيه الحركة بشكل قاطع.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، أن قطاع غزة "قريب جداً من الهاوية"، واصفة الوضع الصحي في القطاع بالكارثي.
وحذرت المسؤولة الأممية من تزايد المخاطر الصحية التي يواجهها السكان نتيجة عدم دخول أي مساعدات أو مستلزمات طبية منذ نحو شهرين بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل، وفق ما نقلته الوكالة.
وأكدت هاريس أن الفلسطينيين في غزة يعانون من حرمان كامل من أساسيات الحياة، حيث يفتقرون إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى، فضلاً عن عدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية.
وفي وقت سابق، حذر برنامج الغذاء العالمي من نفاد المواد الغذائية في القطاع خلال أيام، بعد أن سلّم آخر مخزوناته من السلع الغذائية إلى المطابخ الموجودة في غزة.