في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في أروقة السياسة العالمية، وتحديدا في الخط الرفيع بين طهران وواشنطن، يتشكل مشهد جديد لصفقة نووية مرتقبة قد تعيد خلط الأوراق.
وتشير معطيات متزايدة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى إلى التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران، رغم أنه اتفاق قد يقترب كثيرا من نسخة عام 2015 التي انسحب منها ترامب نفسه عام 2018، ولكن هذه المرة بشروط تفرضها طهران.
بحسب ما نشرته صحيفة "بوليتيكو"، فإن تيارين رئيسيين يتنازعان داخل البيت الأبيض.
الأول، بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز ، ويرى أن الدبلوماسية مع طهران محكومة بالفشل ويدعو لعمل عسكري حاسم.
وفي المقابل، يفضّل التيار الثاني الذي يقوده نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث، تسوية دبلوماسية تضمن مصالح واشنطن دون اللجوء إلى مواجهة مباشرة.
إيران التي تمرّ بتحولات إقليمية دراماتيكية، تدخل هذه الجولة من المفاوضات بنظرة استراتيجية، مع تمسّكها الصارم بحقها في البرنامج النووي السلمي والتخصيب بنسبة 3.67 بالمئة، وعدم استعدادها للتخلي عن منظومة الصواريخ بعيدة المدى أو دعمها للميليشيات الموالية لها.
وكما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فإن طهران ترفض تحويل المفاوضات إلى منبر إعلامي، متمسكة بسيادتها وأمنها القومي.
إسرائيل على الخط.. رصد وتحركات وتنسيق
تراقب تل أبيب عن كثب التطورات بين واشنطن وطهران، ويكشف الباحث السياسي إيلي نيسان في تصريحاته لبرنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية" أن إسرائيل تشعر بالقلق من إمكانية أن تقدم الولايات المتحدة على توقيع اتفاق لا يراعي مصالحها، معتبرا أن الاتفاق الجديد قد يكون أسوأ من اتفاق 2015.
ويؤكد نيسان أن إسرائيل لا تثق بنوايا إيران، وهي مستعدة للتحرك عسكريا في حال شعرت بأن الاتفاق يشكل تهديدا مباشرا لأمنها، حتى بدون ضوء أخضر أميركي، رغم تفضيلها التنسيق الكامل مع واشنطن في أي خطوة عسكرية.
ترامب بين رهانات سياسية وأطماع جائزة نوبل
ويرى مراقبون أن ترامب يحاول اليوم الاستثمار في هذا الاتفاق المحتمل كجزء من تعهداته الانتخابية غير المنجزة، وعلى رأسها إنهاء الحروب في غزة و أوكرانيا.
كما أن نجاحه في التوصل لاتفاق نووي قد يفتح له باب الترشح لجائزة نوبل للسلام، وهو ما لمح إليه إيلي نيسان في تحليله لتوجهات الإدارة الأميركية.
ورغم أن إيران تطالب بضمانات لعدم انسحاب أميركي جديد من الاتفاق، فإن مصادر إسرائيلية تشير إلى محاولات للضغط على الولايات المتحدة من أجل أن تكون الرقابة على البرنامج النووي الإيراني أميركية حصرا، وليس دولية.
ويتوقع أن تكون إسرائيل جزءا من التفاصيل الفنية خلال الاجتماعات المقبلة، مع مواصلة قواتها الجوية تدريبات عسكرية مكثفة تحسبا لأي سيناريو.
المفاوضات مستمرة.. والساعة النووية تدق
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التحركات من طهران إلى تل أبيب، ومن واشنطن إلى روما، يبقى الاتفاق النووي المحتمل مشوبا بالغموض والتوتر.
ورغم وجود قنوات مفتوحة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن نجاح المفاوضات مرهون بقدرة الأطراف على تقديم تنازلات واقعية تحفظ الأمن الإقليمي وتضع حدا للسباق نحو التخصيب العسكري، فهل نحن أمام اتفاق جديد يكرس الاستقرار، أم أمام هدنة مؤقتة قبل العاصفة؟.