في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تراجعت أسعار النفط اليوم الخميس، مع تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربه التجارية مع الصين، وذلك رغم إعلانه تعليق تطبيق الرسوم الجمركية على دول أخرى لمدة 90 يوماً.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.73 دولاراً، أو ما يعادل 4.17%، لتسجل 62.75 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 2.72 دولاراً، أو 4.36%، لتسجل 59.63 دولاراً، وفقا لـ"رويترز".
وسجلت عقود الخام ارتفاعاً بنسبة 4% عند التسوية أمس الأربعاء، بعد أن تراجعت بنسبة وصلت إلى 7% خلال الجلسة، وذلك عقب تعليق تطبيق الرسوم الجمركية على معظم الدول.
ورفع ترامب الرسوم الجمركية على الصين إلى 125% بأثر فوري، مقارنة بـ104% التي أُعلن عنها سابقاً، ودخلت حيز التنفيذ في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء.
وقال محللون في قسم السلع الأولية لدى "آي.إن.جي" في مذكرة بحثية اليوم، إن زيادة الرسوم الجمركية الأميركية على الصين تخلق حالة من الغموض في الأسواق.
وأضافوا: "لا يزال من المرجح أن يضغط هذا الغموض على النمو العالمي، وهو ما يمثل بوضوح مصدر قلق فيما يتعلق بالطلب على النفط".
كما أعلنت الصين عن فرض رسوم إضافية على السلع الأميركية بنسبة 84%، اعتباراً من اليوم الخميس.
من جانبه، قال العضو المنتدب لشركة "منار" للطاقة، جعفر الطائي، إن أسواق النفط تمر حاليًا بفترة شديدة التعقيد بسبب عدم اليقين الناتج عن السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لافتًا إلى أن هذا الوضع ينعكس سلبًا على أساسيات السوق، سواء من ناحية الطلب أو الإنتاج والاستثمار.
وفي مقابلة مع "العربية Business"، أشار الطائي إلى أن "الصورة معقدة جداً حتى الآن. من جانب، هذا الوضع سيؤثر على أساسيات السوق، سواء كان الطلب أو الإنتاج والعرض، لأن هذا عدم اليقين يصعّب موضوع الاستثمارات، والنفقات الاستثمارية، وتخطيط الإنتاج، سواء من ضمن أعضاء أوبك أو خارج أوبك".
وأضاف: "أكيد سيؤثر على الطلب في المدى القصير والمتوسط، فمن حيث أساسيات السوق، تأثيره سلبي جداً. الصورة معقدة ومقلقة جداً، لكن من جانب آخر، ترامب سيؤثر حتى على الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة، المنتجين خارج أوبك الذين يعانون من الكلفة العالية حتى قبل هذه الرسوم والصراع الاقتصادي، هذا سيقيّد الإنتاج خارج أوبك، وفي سيناريو ممكن أن يستفيد أعضاء أوبك على المدى المتوسط لأن كلفتهم أقل".
وتابع: "إذا استمر هذا الوضع، فيجب أيضًا أن ننتظر حتى منتصف الصيف لنرى الطلب المتوقع، وهناك توقع بأن الطلب سيرتفع، وقد يكون هناك انتعاش في الطلب. فيما يخص الطاقة المتجددة، مثل مشاريع الطاقة الشمسية وغيرها، إذا لم يكن هناك حركة أو زخم كبير في هذا المجال، فسنعود إلى الطاقة التقليدية، وهذا سينعكس على زيادة الطلب منتصف الصيف وفي النصف الثاني من عام 2025".
وحول ما يحاول ترامب تحقيقه من هذه السياسات، قال الطائي: "صحيح، الشعبية، وبالنسبة للمواطن الأميركي، أهم شيء أن تكون أسعار الوقود بأدنى مستوى ممكن، وهذا نوعًا ما حققه ترامب. لكن المشكلة أن السياسة غير مستقرة، يوم نسمع أنه متجه لفرض رسوم على بعض الدول المنافسة، ثم نسمع أنه تم التراجع عنها لثلاثة أشهر. هذا يعطي توترًا كبيرًا للسوق".
وأضاف: "ماذا سيحقق ترامب إلى حد الآن؟ غير مؤكد، لكن أظن أنه يطوّر البيئة للمناقشة والمفاوضات مع بعض الدول، وهذا الهدف أظن حققه، بأنه أرسل رسالة مفادها أن أميركا جادة في موضوع الرسوم والمنافسة الاقتصادية. هذا تحقق على المدى القصير، لكن على المدى المتوسط، الصورة مقلقة للاقتصاد الأميركي، وخاصة للشركات الأميركية التي كانت تاريخيًا من أكبر المنافسين على المستوى العالمي، وهي الآن ستعاني من تداعيات عديدة. وبالنسبة لسوق النفط، أيضًا هناك توتر كبير، خصوصًا بالنسبة للنفط الصخري وللمنتجين خارج أوبك".
وفيما يخص تداعيات التصعيد بين الصين والولايات المتحدة على سوق الطاقة، قال الطائي: "في الوقت القصير، أكيد. أكثر شيء تضررت منه الأسواق الآسيوية، سواء هونغ كونغ أو الصين، وآسيا عمومًا. حتى إذا تذكرنا أواخر التسعينات، في أزمة النمور الآسيوية، كان التأثير على آسيا كبيرًا جدًا، وهذا سيؤثر سلبيًا في الوقت القصير".
وأضاف: "لكن هناك بعض الإصلاحات الاقتصادية الصينية التي تقوم بها الحكومة، والتي قد تؤدي إلى انتعاش اقتصادي، وهذا من المتوقع أن نراه في النصف الثاني من عام 2025، ما قد يؤدي إلى انتعاش في الطلب. فهناك سيناريو قصير المدى لتأثير سلبي، لكن يجب أن ننتظر النصف الثاني لنرى إذا ما كان هناك نمو في الطلب وانتعاش في الطلب الصيني".
واختتم بالقول: "هناك سيناريو آخر، أن الصين قد تستغل عدم الاستقرار في السياسة الأميركية لتبرز اقتصاديًا. وهذا السيناريو أيضًا وارد، ويجب أن نتابعه في النصف الثاني من 2025".