موسكو "قلقة" من خطاب واشنطن.. "قصف نووي طهران لن يوصل للسلام"

في خضمّ التصعيد المتبادل بين طهران وواشنطن، اعتبر الكرملين أن وضع القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهّب كامل أمر "مقلق"، محذرًا من أن التوتر المتصاعد قد يخرج عن السيطرة إذا استمر غياب المسارات الدبلوماسية.

ونقلت وكالة "ريانوفوستي" الروسية عن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، قوله إن "التقارير التي تتحدث عن دخول القوات الإيرانية في حالة تأهّب كامل تبعث على القلق"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تواصل استخدام خطاب شديد اللهجة، فيما تقوم السلطات الإيرانية باتخاذ الإجراءات الوقائية والأمنية اللازمة".

وأضاف بيسكوف أن "الوضع الحالي بين إيران والولايات المتحدة يساهم في زيادة التوتر"، مشددًا على أن "التركيز يجب أن يكون على الحوار والدبلوماسية بدلاً من التهديد والضغوط".

وتأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وطهران، على خلفية تهديدات متكررة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرًا، توعّد فيها باستخدام "الخيار العسكري" إذا ما استمرت إيران في رفضها للتفاوض المباشر بشأن اتفاق نووي جديد.

ويصرّ ترامب على أن الاتفاق النووي القديم "لم يعد صالحًا"، ويجب استبداله باتفاق جديد يتضمّن قيودًا أوسع على البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى برنامج الصواريخ الباليستية ونفوذ طهران الإقليمي.

وفي السياق، قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء إن قصف إيران لن يمهد الطريق لتحقيق السلام معها وإن موسكو تأمل في أن تساعد المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في تجنب الأزمة.

وفي ردها على سؤال من رويترز، قالت زاخاروفا إن العالم سئم من التهديدات "التي لا تنتهي" لإيران وإن روسيا تدعم اتباع نهج عقلاني للنزاع بشأن برنامج طهران النووي.

ومن المقرر أن تعقد إيران والولايات المتحدة محادثات في سلطنة عمان في غضون أيام.

لا نقبل بخداع الإيرانيين

وعشية جولة جديدة من المشاورات بين إيران والولايات المتحدة، تتواصل وسائل الإعلام تغطية مواقف الجانبين حول طريقة التفاوض، وأفادت مصادر إعلامية بتبادل الرسائل والمواقف حول هذا الأمر.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" Washington Post عن مسؤول أميركي أن فريق ستيف ويتكوف، ممثل الحكومة الأميركية، أرسل رسائل إلى إيران عبر سلطنة عُمان، طالبًا إجراء مفاوضات مباشرة يوم السبت. وأضاف المسؤول الأميركي أنه في حال لم تُجرَ المحادثات بشكل مباشر، قد يقرر ويتكوف عدم السفر إلى عُمان. وقال: "نحن بحاجة إلى تفاهم وحوار شامل، ولا نقبل بخداع الإيرانيين".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن ويتكوف مستعد لزيارة طهران في حال تلقّى دعوة رسمية.

وفي السياق ذاته، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن المفاوضات المقررة السبت المقبل بين إيران والولايات المتحدة ستُجرى بشكل مباشر. وقالت: "لن نسبق ما ستؤول إليه المفاوضات التي سنُجريها مع إيران يوم السبت المقبل". وأضافت: "الرئيس ترامب فرض عقوبات شديدة على إيران، وأعلن صراحة أن أمامها خيارًا بين التوصل إلى اتفاق أو دفع ثمن باهظ". ووجّهت المتحدثة تحذيرًا فقالت: "إذا لم تختر إيران المسار الدبلوماسي، فستكون هناك عواقب وخيمة".

عراقجي: لا نقبل بالتفاوض المباشر

من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع مراسلة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، آمنة سادات ذبيح بور، أن المفاوضات ستُعقد يوم السبت في عُمان، وستكون غير مباشرة، مؤكدا: "نحن لا نقبل بأسلوب غير التفاوض غير المباشر".

وأضاف عراقجي: "شكل التفاوض ليس هو الأساس. ما يهم هو ما إذا كانت المفاوضات فعالة وجدية من الطرفين، وهل هناك إرادة للوصول إلى حل. هذا هو المعيار. أما الشكل فهو تابع لعدة اعتبارات. وشكلنا المفضل هو المفاوضات غير المباشرة".

وفي ختام تصريحاته، قال وزير الخارجية الإيراني: "المفاوضات التي يسعى فيها الطرف الآخر لفرض إرادته من خلال الضغط والتهديد ليست مفاوضات، بل إملاءات، ونحن لا نؤمن بهذا الأسلوب على الإطلاق".