في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال رئيس قطاع البحوث لدى "إي اف چي هيرميس" المصرية، أحمد شمس الدين، إن حالة الغموض حول ملف الرسوم الجمركية العالمية تفرض نفسها بقوة على أجندة المستثمرين المشاركين في مؤتمر المجموعة المقام حاليًا. مع تصدر التساؤلات حول التداعيات المحتملة لهذه السياسات التجارية على الاقتصاد العالمي والأسواق الناشئة اهتمامات المشاركين.
وأضاف شمس الدين في مقابلة مع "العربية Business"، أن الأسواق يسودها قدر كبير من الضبابية حيال مستقبل الرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي بشكل عام. ويتمحور المزاج السائد بين المستثمرين حول التساؤلات أكثر من اليقين بالإجابات أو الآراء القاطعة، إذ لا يمتلك أحد رؤية واضحة المعالم، "ولا أعتقد حتى أن صناع القرار السياسي لديهم تصورات نهائية للأسواق أو غيرها".
سوق الأسهم السعودية يرتفع بنحو 3% إلى مستوى 11525 نقطة
"لقد شهدنا بالفعل تقلبات ملحوظة، ولا شك أن المخاوف التي تنتاب أسواق المال لها ما يبررها بشكل كبير"، أوضح شمس الدين.
وعلى الرغم من حالة الترقب والقلق، أبدى رئيس الأبحاث في هيرميس نظرة إيجابية تجاه الفرص الاستثمارية المتاحة في الأسواق العربية، لا سيما في حال شهدت الأسعار مزيدًا من التصحيح. وقال: "بعد تجاوز فترة التقلبات الراهنة، أعتقد أن منطقتنا العربية تزخر بفرص استثمارية واعدة، لا سيما إذا ما انخفضت تقييمات الأسهم إلى مستويات أكثر جاذبية."
وفي سياق تأثير تراجع أسعار النفط، أشار شمس الدين إلى أن مدى تأثير هذا التراجع على الموازنات العامة للدول العربية يتباين من دولة إلى أخرى. إلا أنه أكد على أن برامج التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل تمضي قدمًا في معظم دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت.
ولفت شمس الدين إلى جاذبية القطاع المصرفي في المنطقة باعتباره قطاعًا دفاعيًا يتمتع بإمكانيات نمو واعدة، وذلك على الرغم من التكهنات بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة. معتبراً أن بعض البنوك في المنطقة قد تستفيد من دورة خفض أسعار الفائدة المرتقبة.
وأوضح أن العديد من البنوك تتداول حاليًا بتقييمات منخفضة مقارنة بقيمها الدفترية، لا سيما في أسواق المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأشار إلى أن توافر السيولة في البنوك الإماراتية يشجعها على تلبية طلب التمويل الكبير للمشاريع في السعودية.
كما سلط رئيس الأبحاث في هيرميس الضوء على السوق الكويتية، مشيرًا إلى الاهتمام المتزايد من جانب المستثمرين الأجانب تزامنًا مع التطورات الإيجابية على صعيد الإصلاحات الاقتصادية، معتبرًا القطاع المصرفي الكويتي من أبرز المستفيدين من هذه التوجهات.
وأوضح أن قانوني الرهن العقاري والدين العام المنتظرين سيساهمان في دعم أداء القطاع البنكي في البلاد.
وحذر شمس الدين من التداعيات السلبية المحتملة لاستمرار السياسات الحمائية والرسوم الجمركية لفترة طويلة، متوقعًا أن يؤدي ذلك إلى تباطؤ كبير في وتيرة النمو الاقتصادي العالمي وإلى اضطرابات حادة في أسواق المال.
وأكد على أن الأوساط الاستثمارية لا تزال تأمل في التوصل إلى حلول توافقية لتجاوز هذه التحديات التجارية. مشيراً إلى أن استمرار فرض الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى ركود يتسبب في "صدمة عالمية".