آخر الأخبار

حرب غزة: بعد انتظار أربعة أشهر تفاقمت خلالها حالتها، طفلة من غزة تكافح السرطان في مستشفيات ميلانو

شارك
مصدر الصورة

تقول عبير العوضي والدة هناء: "كل يوم كنت أرى ابنتي تموت أمام عيني".

هناء طفلة ولدت مصابة بصغر حجم الرأس، وهي حالة تعني أن رأسها كان أصغر من الطبيعي وكانت تعاني من ضمور المخ - وهو تضاؤل تدريجي لحجم المخ - لكنها كانت "طفلة جميلة وسعيدة، تأكل وتشرب وتستمتع بالحياة"، وفقاً لوالدتها عبير.

أجبرت الحرب عائلة هناء على النزوح من منزلهم في خان يونس، أكبر مدن جنوب غزة، إلى منطقة المواصي على الساحل وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024، عندما بلغت هناء سن الخامسة عشرة، شُخِّصت حالتها على أنها إصابة بسرطان الدماغ.

كشف فحص بالأشعة أن الورم انتشر وأصاب أذنيها وأنفها وحلقها، لكن "لم يكن هناك سبيل لتلقي العلاج الذي تحتاجه"، وفقاً للأم التي أضافت: "عشتُ في قلق وخوف وضيق لا مثيل له".

لم يتمكن معظم سكان غزة من مغادرة القطاع منذ بدء الحرب، التي أعقبت هجوم عناصر من حماس على بلدات غلاف غزة في إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب في مقتل 1200 شخص، واحتجاز 251 شخصا كرهائن بحسب السلطات الإسرائيلية.

وبدأت بعده إسرائيل هجوماً عسكرياً أدى لمقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، وأدى القصف إلى إغلاق المستشفيات، ومقتل عدد من الأطباء، ومنع وصول الأدوية إلى القطاع وتكدس المصابين في المنشآت الطبية القليلة المتبقية.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس استخدموا المستشفيات كقواعد عسكرية، وهو ما تنفيه حماس.

وأكدت عبير أن الأدوية الوحيدة التي تمكنوا من الحصول عليها على مدار أربعة أشهر لم تكن تساعد في تخفيف آلام ابنتها هناء.

وقالت إن حالة ابنتها تدهورت بسرعة بسبب عدم وجود أدوية لعلاج السرطان، إذ تورمت عينا هناء وفقدت بصرها، كما انسد حلقها، واضطر أطباء غزة إلى إجراء عملية ثقب القصبة الهوائية، وهي عملية لإدخال أنبوب في مقدمة الرقبة لتمكينها من التنفس.


*
* مصدر الصورة

وأضافت الأم أنها طلبت في البداية الإذن بإرسال هناء إلى الخارج لتلقي العلاج في أكتوبر/تشرين الأول، لكن العملية - التي تطلبت عدة موافقات، بما في ذلك من السلطات الإسرائيلية والمصرية - استغرقت أربعة أشهر ولم تحصل على ذلك الإذن إلا في بداية فبراير/ شباط من هذا العام.

وقالت عبير: "عندما علمت أن هناء تستطيع السفر أخيراً، شعرت بالأمل لأول مرة منذ أشهر".

لكن عند وصولهم إلى معبر رفح، أُبلغوا أن أسماءهم غير مدرجة في قائمة الإجلاء، وبعد أسبوع وتحديداً في 11 فبراير/ شباط الماضي، نُقلوا أخيراً بسيارة إسعاف إلى مصر.

وتُعد هناء واحدة من نحو 2100 شخصاً، من بينهم 850 مريضاً، أجلتهم منظمة الصحة العالمية من غزة عبر رفح منذ دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.

ورغم إجلائها ما يقرب من 5000 مريض بين بداية الحرب وإغلاق المعبر بعد سبعة أشهر، تقول منظمة الصحة العالمية إنه لا يزال هناك نحو 14 ألف شخصاً هناك يحتاجون إلى العلاج في الخارج.

وأضافت المنظمة أنها كانت تجلي مئة مريض من الحالات الحرجة من غزة يومياً قبل الحرب، لأن المستشفيات المحلية لم يكن مجهزة بالمعدات اللازمة للتعامل مع الحالات المعقدة.

وبعد وصولها إلى مصر، قضت هناء يومين في المستشفى الإيطالي في القاهرة قبل أن تُنقل إلى مستشفى في ميلانو حيث تخضع الآن للعلاج الكيميائي.

وكانت الرحلة مُرهقة، لكنها كانت مليئة بالأمل، وفقاً لعبير التي قالت إن كل ما تتمناه هو أن تحصل هناء على الرعاية التي تحتاجها، بينما أخبرها الأطباء أنهم يبذلون قصارى جهدهم لعلاجها.

وأضافت الأم: "كانوا صادقين معي وقالوا إنهم لا يستطيعون أن يعدوني بالشفاء، وأن الموت لا يزال من الاحتمالات القائمة".

رغم ذلك، تأمل عبير أن تتعافى هناء قريباً، حتى تتمكنا من العودة إلى خان يونس حيث ينتظرهما والد هناء وشقيقها وشقيقتها.

وقالت عبير إن "هذا المرض قدرها، لكن الحرب أخرت علاجها وفاقمت حالتها، لكنني أحمد الله على كل فرصة سُنحت لنا لمساعدتها".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا