العراق.. هل يكون بوابة تحرك أميركي جديد ضد إيران؟

تصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن مع استمرار تبادل التهديدات، في ظل تكثيف الإدارة الأميركية ضغوطها الاقتصادية والعسكرية على إيران لدفعها نحو العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برامجها النووية والصاروخية.

العراق يبرز مجددا كبوابة رئيسية لهذه الضغوط، مع إعلان واشنطن وقف تشديد الإعفاءات التي تتيح لبغداد شراء الكهرباء من إيران دون التعرض لعقوبات.

في هذا السياق، قال رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية": "الخطر كبير جدًا، الأمر لا يرتبط فقط بقضية الإعفاءات، بل بتأثير أوسع على النظام المالي العراقي، الذي استُخدم لسنوات كمتنفس لإيران للالتفاف على العقوبات".

تداعيات القرار على العراق

الحكومة العراقية وصفت القرار الأميركي بأنه يمثل "تحديات تشغيلية مؤقتة"، فيما حذرت مصادر سياسية عراقية من أزمة طاقة كهربائية غير مسبوقة مع حلول فصل الصيف.

وأكدت المصادر أن المواطن العراقي سيكون المتضرر الأكبر بسبب إخفاق الحكومات المتعاقبة في إيجاد بدائل عن الغاز الإيراني.

الشمري أشار إلى أن المذكرة الرئاسية للأمن القومي الأميركي لم تفصل بين العراق وإيران، مضيفًا: "اللجنة المشكلة في البيت الأبيض قد تتبنى إجراءات أكثر تشددًا، تشمل شخصيات ومؤسسات عراقية، مما قد يؤدي إلى شلل كبير في الدولة العراقية".

من جانبه، اعتبر الباحث السياسي الإيراني مصدق بور أن القرار الأميركي يعاقب العراق أكثر مما يعاقب إيران، قائلاً: "إيران لم تستفد تجاريًا من تصدير الغاز والكهرباء إلى العراق، لأن الأموال تُحتجز في البنوك العراقية ولا تُصرف إلا لأغراض إنسانية مثل شراء الأدوية".

أبعاد الأزمة والسيناريوهات المحتملة

العراق يعتمد على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، وبدائله محدودة على المدى القصير. مصدق بور أوضح أن العراق حاول سابقًا التفاوض مع دول أخرى لتأمين الغاز، لكن القيود الجغرافية والبنية التحتية أعاقت ذلك.

في المقابل، ترى واشنطن أن استمرار العراق في استيراد الطاقة من إيران يعزز نفوذ طهران الإقليمي، ويدعم الجماعات المسلحة المرتبطة بها. الشمري أكد أن العقوبات الجديدة قد تستهدف شبكات تهريب النفط والدولار التي تتهمها واشنطن بتمويل أنشطة إيرانية في المنطقة.

في المحصلة، يبدو أن العراق مقبل على مرحلة معقدة تتطلب حلولًا استراتيجية لتقليل الاعتماد على الطاقة الإيرانية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الأميركية ضمن سياسة "الضغط الأقصى" على طهران.

كما أن مستقبل العلاقات العراقية الإيرانية سيظل مرهونًا بتوازن بغداد الدقيق بين مصالحها الداخلية وتعقيدات المشهد الإقليمي.