آخر الأخبار

رسائل حزب الله وتوازنات المحور الإيراني في يوم التشييع

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تشييع حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في المدينة الرياضية ببيروت

بعد قرابة 5 أشهر من اغتيالهما، شهدت بيروت مراسم تشييع ضخمة لأميني حزب الله العامين، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وسط حضور سياسي وجماهيري واسع، جسّد أهمية الحدث على المستويين المحلي والإقليمي.

في خطابه، حرص الأمين العام الجديد، نعيم قاسم، على توجيه رسائل متعددة الاتجاهات، فأكد جهوزية المقاومة لمواجهة إسرائيل، لكنه شدد في المقابل على التزام الحزب بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، مما عكس محاولة الحزب إعادة التموضع في ظل الظروف المتغيرة.

يرى المفكر السياسي رضوان السيد، خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية أن حديث قاسم عن "مرحلة جديدة" لا يعني انتهاء الأعباء القديمة، بل يسلط الضوء على سعي الحزب إلى التكيف مع المستجدات السياسية والأمنية.

ويضيف أن الحزب، رغم كونه جزءًا من محور المقاومة، لم يساهم بفاعلية في دعم الجيش اللبناني لاستكمال تحرير البلاد بعد 2006، مما يعكس ازدواجية في أدائه بين كونه جزءًا من الدولة وكيانًا عابرًا لها.

أما الباحث في معهد الدراسات المستقبلية، عبدالله زغيب، فيشير إلى أن خطاب حزب الله الجديد يأتي في سياق إدراكه للتحولات الإقليمية، وضرورة إعادة تقييم دوره في مشروع المقاومة، خصوصًا بعد التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة.

ويرى أن الحزب قد يواجه تحديات متزايدة تتعلق بقدرته على الحفاظ على استراتيجيته التقليدية في ظل الضغوط الدولية والإقليمية.

إيران في التشييع.. إثبات نفوذ أم مراجعة استراتيجية؟

لم يكن الحضور الإيراني ووكلائه في المراسم مجرد تعبير عن التضامن، بل بدا وكأنه استعراض للنفوذ في وقت تواجه فيه طهران تحديات متزايدة على عدة جبهات.

فقد أرسل المرشد الإيراني، علي خامنئي، وفدًا رفيع المستوى ضم وزير الخارجية، ورئيس مجلس الشورى، ونائب قائد الحرس الثوري، في خطوة تحمل دلالات سياسية تتجاوز حدود التعزية.

كما حضرت وفود من الحشد الشعبي العراقي والحوثيين في اليمن، مما يشير إلى سعي طهران لإعادة تأكيد مركزية دورها في الإقليم.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة قم، أحمد مهدي، يرى أن هذا الحضور يعكس التزام إيران بمحور المقاومة، وحرصها على توجيه رسالة واضحة مفادها أن مشروعها الإقليمي مستمر رغم الضغوط.

ويضيف أن إيران لا ترى في حلفائها مجرد "وكلاء"، بل تعتبرهم أدوات استراتيجية لتحقيق توازن قوى في مواجهة النفوذ الأميركي والإسرائيلي.

على الجانب الآخر، يشير رضوان السيد إلى أن هذا الحضور الإيراني المكثف يطرح تساؤلات حول مدى قدرة إيران على الاستمرار في فرض نفوذها في لبنان، خاصة في ظل الأزمات الداخلية التي تواجهها طهران وتصاعد الضغوط الخارجية عليها.

كما يلفت إلى أن القيادة الإيرانية قد تجد نفسها مضطرة إلى إعادة ترتيب أولوياتها الإقليمية في ضوء المتغيرات الراهنة.

أما عبدالله زغيب، فيرى أن إيران قد تكون بصدد مراجعة استراتيجيتها في المنطقة، إلا أن احتمالات تخليها عن نفوذها في لبنان لا تزال ضعيفة. فالمشروع الإيراني الممتد من العراق إلى اليمن يجعل من لبنان ركيزة محورية يصعب على طهران التفريط فيها بسهولة.

في المقابل، عبّر الرئيس اللبناني، جوزيف عون، خلال استقباله الوفد الإيراني، عن استياء بلاده من تحولها إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، في إشارة واضحة إلى انزعاج بيروت من النفوذ الإيراني المتزايد في شؤونها الداخلية.

مستقبل حزب الله.. خيارات صعبة بين الدولة والمحور

يجد حزب الله نفسه أمام مفترق طرق معقد، حيث يتعين عليه الموازنة بين التزاماته تجاه محور المقاومة وبين الأوضاع الداخلية في لبنان، الذي يعاني من أزمات سياسية واقتصادية متراكمة.

ويشير زغيب إلى أن الحزب قد يضطر إلى إعادة النظر في حجم تدخله في النزاعات الإقليمية، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية على إيران وحلفائها.

أما رضوان السيد، فيرى أن الحزب مطالب بإعادة تقييم استراتيجيته بما ينسجم مع الواقع اللبناني، بحيث يصبح جزءًا من الدولة بدلًا من أن يظل كيانًا منفصلًا عنها. لكنه يشير إلى أن هذا التحول ليس سهلًا، نظرًا للارتباط الوثيق بين حزب الله والمشروع الإيراني، الذي لا يبدو مستعدًا للتخلي عن أدواته الإقليمية بسهولة.

لم يكن تشييع أميني حزب الله مجرد مناسبة تأبينية، بل شكل محطة مفصلية لإعادة رسم المشهد السياسي داخل الحزب وفي علاقته مع إيران، وسط توازنات إقليمية قد تفرض واقعًا جديدًا على محور المقاومة في المرحلة المقبلة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا