قالت وسائل إعلام فلسطينية إن القوات الإسرائيلية نفذت عدة اقتحامات ومداهمات لمناطق مختلفة في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة فجر الإثنين، مشيرة إلى حدوث اشتباكات في مناطق غرب جنين.
جاء ذلك بعد أن صعد الجيش الإسرائيلي الأحد، عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية ضمن ما سماها عملية "السور الحديدي"، حيث دخلت مدرعات عسكرية إلى الضفة الغربية، لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً.
ورصد نشطاء وصحفيون دخول أربع دبابات إسرائيلية من بوابة المقيبلة في سهل مرج ابن عامر باتجاه مدينة جنين ومخيمها، الذي تتواصل فيه العملية العسكرية الإسرائيلية لليوم الـ34 على التوالي.
وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فإن القوات الإسرائيلية تعمل على توسيع نطاق عملياتها الهجومية في المنطقة بهدف إحباط الهجمات المسلحة، إذ تشارك في العمليات قوات من لواء "ناحال" ووحدة "دوفدفان" في قرى بمنطقة جنين التابعة للواء "منشيه"، إلى جانب وحدة مدرعة تضم مدرعات قتالية لدعم الجهود العسكرية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إدخال المدرعات إلى شمال الضفة الغربية جاء نتيجة لضغوط من المستوى السياسي على الجيش الإسرائيلي.
إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن هذا الانتشار "يعني شيئاً واحداً، وهو أننا سنكافح الإرهاب بكل الوسائل وأينما كان".
وفي زيارة غير مسبوقة، تفقد نتنياهو الجمعة، القوات الإسرائيلية في مخيم طولكرم للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، حيث أمرهم بتكثيف العملية العسكرية الجارية هناك.
وتزامناً مع ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، "إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس"، موضحاً انها "أصبحت الآن خالية من السكان".
وأشار كاتس إلى أن "التعليمات أُصدرت للجنود للاستعداد لإقامة طويلة في المخيمات التي تم أخلاؤها، لعام من الآن، وعدم السماح بعودة قاطنيها وعودة الإرهاب".
من جانبها، استنكرت وزارة الخارجية الفلسطينية "استقدام الجيش الإسرائيلي دبابات ثقيلة إلى محيط جنين"، معتبرة ذلك "مقدمة لتعميق عمليته العسكرية في شمال الضفة الغربية ومخيماتها".
واعتبرت الوزارة تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس بمنع عودة الفلسطينيين للمناطق التي تمّ إخلاءها، وبقاء الجيش الإسرائيلي فترة طويلة فيها، تصعيداً خطيراً للأوضاع في الضفة، و"محاولة مكشوفة لتكريس حرب الإبادة والتهجير ضد شعب اعزل" بحسب بيان لها.
وطالبت الوزارة بضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل، وإجبار إسرائيل على وقف "عدوانها على الفلسطينيين".
وأسفرت عملية "السور الحديدي" التي بدأها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ أكثر من شهر، عن مقتل 51 فلسطينياً على الأقل، من بينهم سبعة أطفال.
فيما قتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود إسرائيليين بحسب الأمم المتحدة التي استنكرت "وجود عشرات الآلاف من سكان مخيمات اللاجئين، الذين لا يزالون نازحين" بعد شهر على بدء العملية.
وخلال العملية، دمّر الجيش الإسرائيلي عشرات المنازل لفتح ممرات داخل المخيمات المكتظة بالسكان في طولكرم وجنين.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل ما لا يقل عن 900 فلسطيني خلال عمليات للجيش الإسرائيلي أو هجمات مستوطنين إسرائيليين بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
بينما قتل ما لا يقل عن 32 إسرائيلياً بينهم جنود، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات عسكرية إسرائيلية، بحسب البيانات الإسرائيلية.