الهند عالقة بين العقوبات الأميركية وإصرار إيران.. مشروع ميناء جابهار إلى أين؟

تحاول الهند الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق لتطوير ميناء جابهار جنوبي إيران إلا أنه ثمة احتمال أن يتوقف المشروع رغم إصرار إيران وذلك نتيجة للعقوبات الجديدة التي فرضتها الإدارة الأميركية على طهران ومن يتعامل معها.

إلى ذلك ذكرت وكآلة أنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، "من المحتمل أن تغلق نافذة ميناء جابهار بعد عقوبات ترامب الجديدة".

وعلقت الوكالة بالقول: "نيودلهي عالقة في فخ العقوبات التي فرضها ترامب للضغط على طهران".

وحسب تقرير إرنا فإن "إلغاء الإعفاءات الحالية (للهند) من العقوبات لمواصلة مشروع جابهار، بموجب القرار الأخير الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران، جعل نيودلهي في حالة من الارتباك."

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بهذا الخصوص: "إن طهران تدرك استمرار المشاورات بين نيودلهي وواشنطن، وإن الهند هي التي يجب أن تتخذ قرارها."

العقوبات الأمريكية الجديدة وتأثيرها على ميناء جابهار

وفي 6 فبراير 2025، فرضت إدارة دونالد ترامب عقوبات جديدة على إيران في إطار سياستها "الضغط الأقصى"، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على مشروع تطوير ميناء جابهار."

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات على شبكة دولية شاركت في نقل النفط الإيراني إلى الصين، شملت هذه العقوبات أفرادًا وشركات في الصين والهند ودول أخرى، وهذه العقوبات من شأنها وقف عمليات تطوير ميناء جابهار، حيث كانت الهند قد استثمرت بشكل كبير في هذا المشروع.

أهمية تطوير ميناء جابهار

تطوير ميناء جابهار له أهمية استراتيجية كبيرة للهند وإيران وآسيا الوسطى وأفغانستان، ويعتبر أحد الأهداف الرئيسية لهذا المشروع بالنسبة للهند هو تجاوز باكستان كمسار ترانزيت رئيسي للوصول إلى هذه المناطق.

وبالنسبة للهند، يُعد ميناء جابهار منفذ للوصول إلى الموارد الطبيعية في آسيا الوسطى وأفغانستان دون الحاجة للمرور عبر باكستان.

ويمكن للهند استخدام هذا الميناء كمسار ترانزيت للبضائع، ما يقلل من اعتمادها على المسارات الباكستانية، ويعزز علاقاتها التجارية مع دول آسيا الوسطى وأفغانستان، كما يساعد هذا الميناء الهند على تعزيز موقعها في المنافسات الإقليمية والعالمية، خاصة في مواجهة الصين.

أهمية تطوير ميناء جابهار لإيران

بالنسبة لإيران، يُعد ميناء جابهار مشروعا حيويا، من جهة، يمكن لهذا الميناء أن يسهم في التنمية الاقتصادية لإيران ويزيد من فرص العمل في منطقة جابهار جنوبي بلوشستان على بالقرب من بحر عمان والمحيط الهندي، ومن جهة أخرى، يتيح هذا المشروع لإيران تعزيز علاقاتها التجارية مع دول آسيا الوسطى وأفغانستان، وهي دول حبيسة تبحث عن منفذ للبحار الدولية، كما يساعد هذا الميناء على تقليل اعتمادها على الموانئ في الخليج العربي، كما تحاول إيران تعزيز مكانتها كمركز ترانزيت رئيسي عبر ممر الشمال الجنوب لربط روسيا والقوقاز بالمياه الدافئة. ‎