لقي متزلجان فنيّان، في الـ 16 من العمر، مصرعهما، رفقة والدتَيهما، ومدربَين روسيَين، ضِمن آخرين عديدين، في حادث تصادم طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية بمروحية عسكرية فوق نهر بوتوماك في واشنطن العاصمة.
هؤلاء القتلى الستة، وبينهم المتزلجان الفنيان المراهقان سبنسر لاين وجينا هان، كانوا جميعاً أعضاء في نادي التزلّج ببوسطن.
قال دوغ زغيب، الرئيس التنفيذي للنادي، الخميس، إن "مجتمع التزلج الفني هو مجتمع مغلق تربط بين أفراده علاقات وثيقة ... أشعر أننا قد خسرنا أعضاء من عائلتنا".
وكان هؤلاء الضحايا الستّ عائدين من معسكر إعداد للمتزلجين الشباب، كان قد أقيم على هامش بطولة التزلج الفني الأمريكية التي استضافتها مؤخراً مدينة ويتشيتا بولاية كانساس.
ولا يتوقع مسؤولون أمريكيون خروج أي ناجٍ من هذا الحادث المروّع، الذي وقع في ليل الأربعاء الماضي.
وتمّ انتشال 28 جثة من موقع الحادث حتى الآن. ويُعتقَد أن ما لا يقل عن 14 من ركاب الطائرة المحطّمة كانوا مشاركين في بطولة التزلج الفني.
أكد الاتحاد الأمريكي للتزلج الفني، الجهة التنظيمية لرياضة التزلج في البلاد، أن رياضيين "عديدين" ومدربين وأفراداً من عائلاتهم ممن حضروا البطولة في ويتشيتا، كانوا على متن الطائرة المحطّمة.
ولم يرُدّ الاتحاد على طلب من بي بي سي، بشأن قائمة بأسماء المتزلجين وأفراد عائلاتهم ممن يُعتقد أنهم كانوا على متن الطائرة.
يُجري المجلس الوطني لسلامة النقل، وكالة فيدرالية مستقلة، تحقيقاً بشأن عدد من العوامل، في إطار البحث عن سبب للحادث.
هذا، وتواصل فِرق الإنقاذ أعمال البحث في مياه نهر بوتوماك المتجمدة، حيث سقط حطام الطائرتين.
وكان على متن طائرة الخطوط الجوية الأمريكية 64 شخصاً، بينما كان على متن المروحية العسكرية ثلاثة أشخاص.
ولم يتم الكشف بعدُ عن العدد الإجمالي للمتزلجين الذين كانوا على متن الطائرة، كما لم يتم الكشف بشكل كامل عن بقية الركاب وطاقم الطائرة.
وقالت جامعة ديلاوير، إن ساشا كيرسانوف، وهي مدرّبة سابقة بنادي التزلج في الجامعة، كانت من بين مَن لقوا مصرعهم في الحادث.
وقال رئيس الجامعة في بيان: "نعتقد أن متزلجَين شابَين من أعضاء فريق جامعة ديلاوير للتزلج الفني، كانا على متن الطائرة المحطمة"، دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.
أندية أخرى للتزلج، بينها نادي فيلادلفيا، ونادي فيرجينيا الشمالية، أصدرت بيانات تقول إنها مُنيت بخسارة فادحة جرّاء الحادث، لكنّ أياً من هذه الأندية لم يكشف عن أسماء الضحايا.
وكانت إنّا فوليانسكايا، بطلة الاتحاد السوفييتي السابق في التزلج الفني، على متن الطائرة المحطمة، وفقاً لوكالة تاس الروسية للأنباء.
ومن بين مَن خسرهم نادي التزلج في بوسطن: كريستين لاين، وجينا هان، ووالدتاهما، والمدربان الروسيان يفغينيا شيشكوفا وفاديم نوموف.
وفي حديث للصحفيين من داخل النادي يوم الخميس، قال دوغ زغيب، رئيس النادي يصف الحادث إنه: "مأساة مروّعة تركتنا محطّمين تماماً، ولا نجد كلمات تعبّر عن حجم الخسارة".
وفي وصف مهارة اللاعب سبنسر لاين، قال زغيب إنه كان "موهوباً، يتربّع على عرش لعبة التزلج الفني".
وعن سبنسر أيضاً، قالت المدرّبة إلين شارن: "كان لديه موهبة فطرية. كان جميلاً يفهم طبيعة الجليد، كما كان سريعاً. في حياتي، لم أرَ لاعباً يؤدي بهذه السرعة وبهذه التلقائية".
وقال دوغ زغيب، إن سبنسر وجينا هان، كانا "قياديَين" في النادي.
وعن جينا، قال زغيب: "كانت جادّة ولكنها مع ذلك محبوبة من الجميع".
أما المدربّان شيشكوفا ونوموف، فكانا زوجين روسيين متقاعدَين في لعبة التزلج الفني، وقد أحرزا بطولة العالم في سنة 1994، كما شاركا في مسابقات أولمبية، قبل أن يتّجها للتدريب في الولايات المتحدة.
وترك شيشكوفا ونوموف وراءهما ابناً في الـ 24 من عمره، يُدعى ماكس، وعلى غرار والدَيه، يمارس ماكس رياضة التزلج الفني أيضاً.
نانسي كيريغان، حائزة على ميدالية أولمبية، وعضوة في نادي بوسطن للتزلج الفني، جاءت لتقديم التعازي في شيشكوفا ونوموف.
قالت نانسي: "في حياتي، لم أرَ أحداً أحَبّ التزلّج الفني مثل هذين الزوجين. الحادث مؤلم جداً، ولا أعرف كيف سأتغلب على هذا الألم".
هذا الحادث المروّع أعاد إلى أذهان الكثيرين في عالم التزلج الفني حادثاً أليماً آخر وقع في عام 1961، حين تحطّمت طائرة كانت تقل 18 لاعباً هم فريق التزلّج الفني الأمريكي بينما كانوا في طريقهم إلى براغ عاصمة التشيك، للمشاركة في بطولة العالم، ليلقوا جميعاً مصرعهم في الحادث.
وقد استغرق الأمر عقوداً لكي تتعافى رياضة التزلّج الفني في الولايات المتحدة من آثار هذا الحادث، بحسب دوغ زغيب رئيس نادي بوسطن.
يقول زغيب: "عندما تفقد مدربين ولاعبين كهؤلاء، فإنك تفقد معهم مستقبل اللعبة كذلك".