آخر الأخبار

دونالد ترامب: قرارات ووعود ترامب تثير ردود فعل دولية واسعة

شارك الخبر
مصدر الصورة

فور وصوله إلى المكتب البيضاوي، وحتى قبل انتهاء مراسم حفل تنصيبه، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوقيع سلسلة من القرارات والأوامر التنفيذية بإلغاء وتجميد قوانين اتخذتها الإدارة التي سبقته، بينما تعهد في ثلاثة خطابات ألقاها في يوم تنصيبه باتخاذ جملة من القرارات الخارجية والمحلية التي ستعيد "العصر الذهبي لأمريكا"، ما أثار ردود فعل واسعة.

إذ أكد المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، فالديس دومبروفسكيس، تعليقاً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية محتملة، أن الاتحاد الأوروبي مستعد "للدفاع عن مصالحه" إذا اقتضت الضرورة.

وكان الرئيس الأمريكي قال في خطاب تنصيبه في واشنطن، يوم الإثنين، إنه سيفرض "رسوماً جمركية وضرائب على الدول الأجنبية" من دون أن يفصّل هذه التدابير.

وتعهد ترامب سابقا بفرض رسوم جمركية على منتجات دول منطقة اليورو، وخصوصا ألمانيا التي تتمتع بأعلى فائض تجاري مع الولايات المتحدة، وكذلك على السلع المستوردة من كل من كندا والمكسيك والصين.

وأشار دومبروفسكيس في تصريحات عقب خطاب ترامب، يوم الإثنين، إلى أن الاتحاد الأوروبي رد "بطريقة متناسبة" على الرسوم الجمركية، التي فرضت على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية إلى الولايات المتحدة، خلال الولاية الأولى لترامب ما بين عامي 2017 -2021 ، بفرض رسوم على الواردات الأمريكية.


* ما الذي سيفعله ترامب في الشرق الأوسط؟
* دونالد ترامب ودول الخليج: مسار جديد أم استمرار للسياسات السابقة؟

وإزاء التهديد الذي يلوح في الأفق، تبنَّى الاتحاد الأوروبي على مدى الأشهر الماضية الدعوة إلى التعاون بين التكتل والولايات المتحدة، بدلاً من المواجهة.

وأكد دومبروفسكيس أن "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حليفان استراتيجيان، ونحتاج إلى العمل معاً، خصوصاً في هذا السياق الجيوسياسي المضطرب"، محذّراً من أن أي نزاع تجاري ستكون "كلفته الاقتصادية كبيرة على الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة".

كما أشار إلى وجوب العمل على تعزيز اقتصاد الاتحاد الأوروبي، لا سيما من خلال السعي لتنويع الشراكات التجارية للتكتل.

وأعلن الاتحاد الأوروبي عن اتفاق تجاري معزّز مع المكسيك قبيل تنصيب ترامب، كما أعلن يوم الاثنين أنه سيستأنف المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع ماليزيا.

سياسات ترامب "تهدد بسحق أوروبا"

في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، من أن فرنسا والاتحاد الأوروبي قد "يُسحقان" بسبب السياسة المعلنة لدونالد ترامب، إذا لم يتحركا لمواجهتها.

وقال بايرو إن "الولايات المتحدة قررت اتباع سياسة مهيمنة على نحو لا يصدق من خلال الدولار، ومن خلال السياسة الصناعية، ومن خلال الاستيلاء على كل الأبحاث والاستثمارات".

وأضاف أنه "إذا لم نفعل شيئا، فسوف نخضع للهيمنة ونتعرض للسحق والتهميش، والأمر مناط بنا نحن الفرنسيين والأوروبيين لاستعادة زمام الأمور".

وقال بايرو أمام موظفي بلدية "بو" التي يترأسها، في جنوب شرق فرنسا، إن "تنصيب دونالد ترامب يضعنا أمام مسؤولياتنا".

وكانت إيزابيل شنابل، المسؤولة الكبيرة في البنك المركزي الأوروبي، قد قالت يوم الأحد إن اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة أمر "محتمل جداً" في ظل رئاسة دونالد ترامب، محذّرة من أن هذا الأمر ستكون له عواقب سلبية على الحركة التجارية والأسعار.

وقالت شنابل، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوربي، إن الرسوم الجمركية "كانت محورية في تصريحات دونالد ترامب... وبالتالي من المرجح جدا أن تندلع حرب تجارية".

"قناة بنما ستبقى بنمية"

مصدر الصورة

وردا على ما جاء في خطاب ترامب أيضاً، رفضت بنما الإثنين تصريحاته التي تعهد فيها بـ "استعادة" قناة بنما، مشددة على أن الممر المائي سيبقى تحت سيطرتها.

وجاء في بيان لرئيس بنما، خوسيه راول مولينو: "أرفض بالكامل كلام الرئيس دونالد ترامب".

وشدّد على أن "القناة بنمية وستبقى كذلك"، رافضاً إشارة ترامب إلى أن القناة تشغّلها الصين، وقال مولينو إنه "لا حضور لأي من بلدان العالم ولا تدخل (في قناة بنما)".

وتظاهر عشرات الأشخاص أمام مقر إقامة السفير الأمريكي في "بنما سيتي"، حيث أحرقوا الأعلام الأمريكية ورفعوا لافتات كتب عليها "قناة بنما ليست للبيع".

يذكر أن الولايات المتحدة بنت القناة وافتتحت في عام 1914، وسلّمت إلى بنما في 31 من ديسمبر/كانون الأول عام 1999، بموجب معاهدات وقّعت في سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، والزعيم القومي البنمي عمر توريخوس.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال ترامب إن بنما تفرض رسوماً "سخيفة وغير عادلة" مقابل المرور عبر القناة، وأضاف أنه إذا لم تتوقف هذه "السرقات"، فسوف يطالب بإعادتها إلى سيطرة الولايات المتحدة.

كما قال إنه يشعر بالقلق إزاء الصين، التي تستخدم القناة بشكل متكرر والتي لديها أيضا استثمارات اقتصادية كبيرة في بنما.

ترحيل المهاجرين سيكون "عاراً"

مصدر الصورة

قال البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، إن خطط دونالد ترامب لترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة ستكون "عاراً" إذا تحققت.

وفي حديثه لبرنامج تلفزيوني إيطالي من مقر إقامته في الفاتيكان، قال فرانسيس إنه إذا تم تنفيذ الخطط، فإن ترامب سيجعل "الفقراء الذين لا يملكون أي شيء يدفعون الفاتورة".

وأضاف: "هذا ليس صحيحاً، هذه ليست الطريقة التي تحل بها المشاكل".

وتعهد ترامب ببدء أكبر عملية طرد للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة، بعد توليه منصبه، ووقع بالفعل أمراً تنفيذياً بإعلان حلة الطوارئ على الحدود الجنوبية لبلاده، ووعد مناصريه بـ"طرد أكثر من 88 ألف مهاجر" دخلو عبر الحدود.

وأكد أن جميع عمليات الدخول غير القانونية سيتم "إيقافها فوراً"، مضيفاً أن الحكومة ستبدأ عملية إعادة "الملايين من الأجانب المجرمين" إلى أوطانهم.

وفي رسالة إلى ترامب تمت مشاركتها يوم الإثنين، قدم البابا فرانسيس له "تحيات ودية"، وحثه على قيادة مجتمع "لا مجال فيه للكراهية أو التمييز أو الإقصاء"، كما حثه على تعزيز "السلام والمصالحة بين الشعوب".

"الباب لا يزال مفتوحا أمام اتفاق باريس للمناخ"

ومن بين القرارات التي وقعها ترامب فور استلامه منصبه، قرار انسحاب واشنطن من اتفاق باريس للمناخ، ورسالة موجهة للأمم المتحدة لإبلاغها بقرار الانسحاب الأمريكي.

ورداً على ذلك، قال رئيس شؤون المناخ في الأمم المتحدة إن "الباب لا يزال مفتوحاً"، أمام اتفاق باريس التاريخي لمكافحة تغير المناخ.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، سيمون ستيل، في بيان يوم الإثنين: "الباب لا يزال مفتوحاً أمام اتفاق باريس، ونحن نرحب بالمشاركة البناءة من أي دولة وكل الدول"، مؤكداً أن التحول إلى الطاقة النظيفة يمثل فرصة للنمو الاقتصادي.

وأكد ستيل: "إن طفرة الطاقة النظيفة العالمية - والتي بلغت قيمتها 2 تريليون دولار في العام الماضي وحده وترتفع بسرعة - هي صفقة النمو الاقتصادي لهذا العقد (من الزمان)"، مضيفاً أن "تعزيزها يعني أرباحا هائلة، وملايين الوظائف في التصنيع وهواءً نظيفا".

وتابع: "تجاهلها لن يؤدي إلا إلى إرسال كل هذه الثروة الهائلة إلى اقتصادات المنافسين، بينما تستمر الكوارث المناخية مثل الجفاف وحرائق الغابات والعواصف العاتية في التفاقم، وتدمير الممتلكات والشركات، ما يؤثر على إنتاج الغذاء على مستوى البلاد، ويدفع التضخم في الأسعار على مستوى الاقتصاد".

ويسعى اتفاق باريس الموقع عام 2015 لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لتغيّر المناخ، في ظل تواتر الأحداث الجوية الكارثية في جميع أنحاء العالم.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا