فشل البرلمان اللبناني في انتخاب جوزيف عون في الدورة الأولى من التصويت في الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
ورفع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الجلسة لساعتين لمزيد من التشاور، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، ثم ستعقد بعد ذلك الجلسة الثانية.
وحصل قائد الجيش السابق جوزيف عون على 71 صوتا في دورة التصويت الأولى، ويحتاج إلى الحصول على أصوات أكثر من ثلثي مجلس النواب المؤلف من 128 عضوا حتى يصبح رئيسا للبلاد.
وشهد المجلس سجالاً حاداً، أثناء انتخاب رئيس للبلاد، وفق ما أكدته وكالة الانباء اللبنانية الرسمية.
وأشارت إلى أن الجلسة عقدت في حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، والموفد السعودي يزيد بن فرحان، وسفراء اللجنة الخماسية وعدد من الدبلوماسيين.
ونقلت الوكالة مداخلات عدد من النواب داخل المجلس، بعد تلاوة مواد دستورية وأخرى من النظام الداخلي للمجلس حول الانتخاب.
ونقلت عن النائب ملحم خلف في مداخلته قوله: "حفاظاً على الجمهورية وتمسكاً بالديمقراطية أدعوكم دعوة صادقة الى عدم خرق الدستور وأن نذهب في انطلاقة إلى دولة الحق والقانون".
بينما قال النائب جبران باسيل إن "ما رأيناه في الأيام الماضية يدل أننا عدنا الى عهد القناصل وتعليمات أتت من الخارج لعدد من النواب وتتالت المواقف بتأييد مرشح معين، وهذا يدل اننا امام عملية تعيين، وهو ما يضعنا امام سؤال كبير: هل المجلس يرتضي بالتنازل عن ممارسة السيادة عبر وصاية خارجية جديدة؟"، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
في حين عارض النائب جميل السيد انتخاب رئيس "غير مؤهل دستورياً"، لافتاً إلى أنه "لم يتعرّض لأيّ ضغط من قبل أحد لإلزامي بانتخاب أي مرشّح".
وجاءت مداخلة للنائبة بولا يعقوبيان أشارت فيها إلى أن "الطبقة السياسية اللبنانية لا تريد رئيساً قادراً على القيام بأي شيء"، وهو ما أدى لحصول سجال حاد بينها وبين النائب سليم عون، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
وبدأ البرلمان اللبناني اليوم جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية يُفترض أن تنهي شغوراً رئاسياً استمر لأكثر من عامين.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال عون في أكتوبر/تشرين الأول 2022، لم ينجح البرلمان خلال 12 جلسة في امتخاب رئيس للبلاد.
وأعلنت قوى المعارضة اللبنانية توافقها على انتخاب قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، رئيساً للجمهورية.
جاء ذلك في بيان صادر عن اجتماع نواب المعارضة في مقر حزب القوات اللبنانية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن محللين قولهم إن "الدور المطلوب من الجيش في المرحلة المقبلة لتنفيذ وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله شكّل عنصراً حاسماً في ترجيح كفّة جوزيف عون".
وقد أعلن سليمان فرنجية، الأربعاء انسحابه لصالح قائد الجيش، كما تكثّفت الاجتماعات والمشاورات بين القوى السياسية في الساعة الأخيرة بهدف التوصل الى "توافق" حول قائد الجيش .
ومنذ مطلع الأسبوع، أجرى كل من الموفد الأمريكي إلى بيروت آموس هوكشتاين، والموفد السعودي يزيد آل فرحان، والموفد الفرنسي جان-إيف لودريان، لقاءات منفصلة مع نوّاب وشخصيات سياسية مختلفة في لبنان.
وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، عن أمله في التوافق على رئيس جديد للجمهورية، قائلا: "للمرّة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور لأنه، بإذن الله، سيكون لنا رئيس جديد للجمهورية".
ويحتاج عون إلى تعديل دستوري في حال انتخابه، ليصبح رئيساً، إذ إنّ الدستور لا يسمح بانتخاب موظفين من الفئة الأولى وهم في المنصب وحتى عامين من استقالتهم أو إحالتهم إلى التقاعد.
ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من الانتخابات إلى غالبية ثلثي الأصوات، أي ستة وثمانين صوتاً من أصل مئة وثمانية وعشرين صوتاً للفوز. وفي حال جرت دورة ثانية، فالغالبية المطلوبة تكون بالأكثرية المطلقة، أي خمسة وستين صوتاً.
وفي حال انتخاب جوزيف عون سيكون رابع قائد جيش سابق يتولى رئاسة الجمهورية في لبنان، بعد اتفاق الطائف عام 1990.
والموضوع ليس محض صدفة على اعتبار أن كلا الموقعين يشغلهما مسيحي ماروني بحسب العرف.
لكن الظرف الحالي يزيد من رمزية وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية. فلبنان اليوم تحت المجهر الأمريكي بشأن تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدوانية بين حزب الله وإسرائيل، وهناك تعويل كبير على دور الجيش في القيام بذلك.
ويعتبر قائد الجيش الحالي جوزيف عون من الشخصيات التي تربطها علاقات وطيدة مع الأمريكيين الذين يشيدون بدور الجيش وبما يفعله حتى اللحظة في إطار تنفيذ الاتفاق.
والولايات المتحدة تعتبر الداعم الأبرز للجيش اللبناني، وهي الجهة التي تقدم له المساعدات الأكبر رغم ضآلة الحجم الإجمالي لهذه المساعدات وعدم شمولها على أي أسلحة نوعية، كما أنها أسهمت في مرحلة سابقة في دعم أجور عناصره.
ونُقل عن لسان الموفد الرئاسي الأمريكي، آموس هوكستين، الذي زار لبنان مطلع الأسبوع، قوله إن جوزيف عون يمتلك المواصفات المطلوبة في المرحلة المقبلة، وإن كان ليس الوحيد بهذه المواصفات.
كما أنه يأتي من مؤسسة يُنظر إليها بأنها جامعة ووطنية وأنها مترفعة عن الانقسامات السياسية ولا تشوبها اتهامات فساد.