آخر الأخبار

حرب غزة: وفد مفاوضات إسرائيلي إلى الدوحة الجمعة، وتراشق أممي بعد إحراق مستشفى كمال عدوان، وحصار طواقم "الإندونيسي" تحت "خطر الموت جوعاً"

شارك الخبر
مصدر الصورة

وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على إرسال وفد إلى الدوحة للمضي قدماً في المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين، ووقف لإطلاق النار في القطاع.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن أن نتنياهو غادر اليوم مستشفى هداسا في القدس، بعدما بقي فيها لأربعة أيام، إثر عملية جراحية خضع لها.

ومن المقرر أن يضم الوفد الإسرائيلي، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، ممثلين عن الجيش وجهازيْ الاستخبارات (الموساد) والأمن العام (الشاباك).

وقالت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، إن الوفد سيغادر إلى العاصمة القطرية الجمعة، وإن اتخاذ القرار بإرساله جاء بعد تحقيق تقدم في الأيام الماضية، وفقا للقناة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو سيعقد جلسة "مناقشات خاصة"، مشيرة إلى أن الثغرات في مسار المفاوضات تتعلق بعدد الرهائن الذين سيُفرج عنهم، والانسحاب من محوريْ نتساريم وفيلادلفي، والالتزام بإنهاء الحرب في غزة.

من جهتها، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن حماس عبرت عن تفاؤل بالتوصل إلى اتفاق، مشيرة في الوقت ذاته إلى ما ذكره مسؤولون إسرائيليون في الأيام القليلة الماضية، من أن المحادثات دخلت "طريقاً مسدوداً" بعد رفض حماس تقديم لائحة بأسماء الرهائن الأحياء، الذين قد يُفرج عنهم، وفق ما ذكرت الصحيفة.

وقال موسى أبو مرزوق، أحد كبار مسؤولي حماس، لصحيفة قطرية: "هناك فرصة جيدة لنجاح المفاوضات هذه المرة"، وفق ما نقلت تايمز أوف إسرائيل.

وتأتي تعليقاته في الوقت الذي قيل فيه إن وفد حماس غادر القاهرة إلى الدوحة لمواصلة المحادثات مع الوسطاء.


* لماذا يتأخر الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة؟

وقال مسؤول آخر في حماس، جهاد طه، للصحيفة القطرية إن وفد حماس التقى بوسطاء مصريين وقطريين وأتراك في القاهرة "من أجل التغلب على العقبات والشروط التي وضعها الجانب الإسرائيلي مؤخراً بهدف مواصلة العدوان على شعبنا"، مضيفاً أن "حماس تتعامل بإيجابية وصراحة مع جميع القضايا".

غارة إسرائيلية "تغتال" قائد شرطة حماس ونائبه

مصدر الصورة

على الصعيد الميداني، قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي صَعَّد خلال الساعات الماضية، من قصفه لعدة مناطق في مدينة غزة، بما طال مواطنين ومنازل ومربعات سكنية ومراكز للإيواء.

وأسفر التصعيد وفق تلك المصادر عن مقتل قرابة 30 شخصاً خلال قرابة ثلاث ساعات، وأدى لارتفاع حصيلة القتلى منذ فجر الخميس إلى ما يقرب من 60 شخصاً بجانب عشرات الجرحى.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، إن تصاعد الغارات الخميس، أدى إلى أن يكون "يوماً قاسياً جداً على سكان قطاع غزة وتحديداً مدينة غزة"، مشيراً إلى أن "القصف لم يتوقف منذ ساعات الصباح حتى اللحظة".

وفي هذا السياق، قُتل رئيس قوة الشرطة التابعة لحماس في غزة ونائبه في غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين.

وأدانت وزارة الداخلية في غزة ما أسمته "اغتيال" محمود صلاح وحسام شهوان، اللذين قالت إنهما كانا "يؤديان واجبهما الإنساني والوطني".

ونعت الوزارة مدير عام الشرطة في القطاع اللواء محمود صلاح باستهدافه عبر غارة جوية أثناء تواجده في محافظة خان يونس برفقة اللواء حسام شهوان عضو مجلس قيادة الشرطة، متهمة اسرائيل بـ"اغتيالهما وهما يؤديان واجبهما الإنساني والوطني في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني".

وجاء في البيان أن صلاح قضى بعد 30 عاماً من العمل في جهاز الشرطة الفلسطينية منذ تأسيسه متنقلاً في المسؤولية بين إداراته المختلفة وصولاً إلى مسؤوليته عن جهاز الشرطة منذ 6 سنوات، واصفاً إياه بأنه "مهني ولديه علاقات مع مختلف أطياف المجتمع الفلسطيني".

وأضاف البيان: "دماء صلاح وشهوان ليست أغلى من دماء الشعب الفلسطيني من النساء والأطفال والشباب والشيوخ".

واتهمت وزارة الداخلية في غزة إسرائيل بـ"نشر الفوضى" و"تعميق المعاناة الإنسانية" في القطاع بقتل صلاح وشهوان. وأصرت على أن قوة الشرطة كانت "وكالة حماية مدنية" تقدم خدمات للفلسطينيين.

وقال مسعفون إن تسعة أشخاص آخرين، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، قُتلوا أيضاً في الهجوم الذي وقع ليل الأربعاء- الخميس في المواصي بالقرب من مدينة خان يونس الجنوبية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة استهدفت شهوان، الذي زعم أنه "إرهابي" ساعد الجناح العسكري لحماس في التخطيط لهجمات على القوات الإسرائيلية في غزة.


* من هم قادة حماس الستة الذين طالتهم العقوبات الأمريكية الجديدة؟

النيران تلتهم المستشفيات

أضرمت قوات إسرائيلية النيران في عدد من مدارس الإيواء والمنازل في محيط المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، وهدمت جرافاتها سور المستشفى، كما قصفت بالمدفعية مستشفى العودة في تل الزعتر بمخيم جباليا شمال القطاع، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأضافت الوكالة أن حرائق كبيرة اندلعت في محيط مستشفيات العودة وكمال عدوان والإندونيسي شمال قطاع غزة، نتيجة القصف المتواصل وإضرام النار في محيط تلك المستشفيات.

ونقلت (وفا) عن محاصرين، والبالغ عددهم 23 بين مرضى وكادر طبي داخل المستشفى الإندونيسي، إنهم يواجهون خطر الموت جوعاً مع عدم توفر الماء والطعام داخل المستشفى.


* المستشفيات في غزة "أرض معركة"، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟
مصدر الصورة

وفي السياق، دانت المقررتان الخاصتان التابعتان للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي وتلالينغ موفوكينغ، الهجمات الإسرائيلية إزاء حق الفلسطينيين في الحصول على الرعاية الصحية، وذلك إثر شنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية على مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة واعتقال مديره الدكتور حسام أبو صفية.

وفي بيان مشترك، أكدت الخبيرتان أن "الاعتداء الإسرائيلي الصارخ على الحق في الصحة في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة قد وصل إلى مستويات جديدة من الإفلات من العقاب"، مشيرتين إلى أن هذا الهجوم يعكس تصعيداً في الهجمات ضد العاملين في المجال الصحي، بعد تدمير 22 مستشفى في غزة.

من جانبه، ردّت البعثة الإسرائيلية في جنيف على البيان، معتبرة أنه "بعيد جداً عن الحقيقة" و"يتجاهل تماماً الحقائق الحاسمة"، مضيفة أن "حماس تستخدم المنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات، لأغراض عسكرية".

وقالت المقررة الخاصة المعنية بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، وتلالينغ موفوكينغ، المقررة المعنية بالحق في الصحة، إنهما "تشعران بالصدمة والقلق" إزاء الهجوم على مستشفى كمال عدوان واعتقال الدكتور حسام أبو صفية، مطالبين بالإفراج الفوري عنه وعن العاملين في المجال الصحي المحتجزين.

وفي تصريحات للجيش الإسرائيلي، قال المتحدث العسكري لوكالة الأنباء الفرنسية إن "حماس تستخدم المستشفيات والمراكز الطبية في أنشطتها الإرهابية"، مؤكداً أن إسرائيل تتخذ "كل التدابير العملياتية الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين، بما في ذلك دعم القوافل وعمال الإغاثة".

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مستشفى كمال عدوان لأنه يضم "مركز قيادة تابع لحماس".

وفي سياق متصل، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عن أسفه البالغ للوتيرة "البطيئة جدًا" لعمليات الإجلاء الطبي من قطاع غزة. وذكر في منشور على منصة إكس أنه تم إجلاء 5383 مريضاً فقط منذ أكتوبر/تشرين أول 2023.

يُذكر أن مستشفى كمال عدوان كان آخر مرفق صحي كبير في شمال غزة يعمل في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس، التي اندلعت في أكتوبر/تشرين أول 2023 بعد هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



إقرأ أيضا