رفض عمال شركة "بوينغ" العرض العقدي الأخير الذي قدمته الإدارة ليستمر إضرابهم الذي يعدّ الأطول في تاريخ الشركة للأسبوع الثالث عشر على التوالي.
ويعمق هذا الإضراب الأزمات التي تعاني منها برامجها العسكرية، بما في ذلك تأخير تسليم مقاتلات جوية حيوية
وأعلنت قيادة النقابة، التي تمثّل نحو 3,200 عامل منتمٍ إلى الاتحاد الدولي لعمال الميكانيكا والفضاء (IAM) في المقاطعة 837، أن العرض الجديد "يفشل في تلبية احتياجات العمال"، مُشيرة إلى أن إدارة "بوينغ" لم تستمع فعلياً إلى مطالبهم، رغم ادّعائها العكس.
وقال براين براينت، رئيس الاتحاد الدولي:
"تقول بوينغ إنها استمعت لموظفيها، لكن نتيجة التصويت اليوم تُفنّد ذلك. المديرون التنفيذيون يواصلون إهانة العمال الذين يصنعون أحدث الطائرات العسكرية في العالم — طائراتٍ تحافظ على أمن جنودنا وأمن الأمة بأكملها."
ويُشبه العرض الجديد، الذي يمتد لخمس سنوات، العروض السابقة التي رُفضت من قبل، إذ خفّضت "بوينغ" مكافأة التصديق (signing bonus)، لكنها أضافت 3,000 دولار على شكل أسهم تُمنح على مدى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى مكافأة احتفاظ بقيمة 1,000 دولار تُدفع بعد أربع سنوات. كما تضمّن العرض تحسينًا طفيفًا في معدل نمو الأجور للعاملين في أعلى درجات السلم الوظيفي، بدءًا من السنة الرابعة.
من جهته، دافع دان جيليان، نائب رئيس "بوينغ"، عن العرض، قائلاً إن تمويل هذه الزيادات تطلّب "مفاوضات صعبة ومقايضات"، منها تقليص الزيادات المرتبطة بالحضور وبعض الورديات. ووصف الاتفاق بأنه "تاريخي ورائد في السوق"، مؤكّدًا أن الشركة "لن ترفع القيمة الإجمالية للعقد، بل ستعيد توزيع بنوده المالية فقط".
في المقابل، تطالب النقابة بزيادة مساهمات الشركة في خطط التقاعد، ومكافأة تصديق أقرب إلى 12,000 دولار — وهو المبلغ الذي منحته "بوينغ" العام الماضي لعمالها في قسم الطائرات التجارية خلال إضراب سابق في شمال غرب الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الجمود العَقدي في وقتٍ حرج لـ"بوينغ"، التي من المقرر أن تُعلن نتائجها المالية للربع الثالث يوم الأربعاء. ويتوقّع محلّلو وول ستريت أن تكشف الشركة عن خسائر جديدة، قد تصل إلى مليارات الدولارات، جرّاء تأخّر برنامج طائرة 777X — الذي تأخر ست سنوات كاملة وما زال ينتظر اعتماده من الهيئات التنظيمية.
المصدر: "نيويورك بوست"
المصدر:
روسيا اليوم