أعلن بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) أمس الأربعاء أن الصين سجلت قفزة في المعاملات بالعملة الصينية اليوان (الرنمينبي) مع كمبوديا وماليزيا في الربع الأول من عام 2025، وذلك حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا". يأتي ذلك في وقت تسعى فيه بكين إلى اختراق الهيمنة التاريخية للدولار على التجارة الدولية.
وخلال هذه الفترة وصلت قيمة المعاملات باليوان بين الصين وكمبوديا إلى 5 مليارات يوان (693 مليون دولار)، بزيادة 45% على أساس سنوي.
ومن هذا الإجمالي، بلغت قيمة المعاملات باليوان لتجارة السلع 1.3 مليار يوان (180 مليون دولار)، بزيادة 23% على أساس سنوي.
وفي الوقت نفسه، وصلت قيمة المعاملات باليوان بين الصين وماليزيا خلال الربع الأول من هذا العام إلى 102 مليار يوان (14 مليار دولار)، بزيادة 27% قياسا إلى الفترة المماثلة من العام الماضي.
وقال البنك المركزي الصيني إن الصين ستواصل تحسين سياساتها لتوفير بيئة أكثر سهولة وملاءمة للكيانات التجارية في الصين وكمبوديا وماليزيا لاستخدام الرنمينبي في التسويات التجارية والاستثمارية العابرة للحدود.
يأتي إعلان المركزي الصيني بينما يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بجولة آسيوية شملت كلا من فيتنام وماليزيا، واليوم وصل إلى العاصمة الكمبودية بنوم بنه في محطته الأخيرة، في وقت تسعى فيه بكين لتعزيز العلاقات التجارية الإقليمية وتجاوز انعكاسات الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب .
وتعد الصين أكبر الشركاء التجاريين لكمبوديا ومصدرا للاستثمارات، وأكثر من ثلث الدين الأجنبي لكمبوديا البالغ 11 مليار دولار مستحق للصين، وفق صندوق النقد العالمي.
وتعليقا على زيارة الرئيس الصيني لبلاده، قال رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت إن البلدين يرتبطان بـ"مصالح مشتركة قائمة على مبادئ احترام السيادة والمساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وأضاف أن الصين لعبت "دورا محوريا" في التنمية الاجتماعية الاقتصادية لكمبوديا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن ترامب فرض رسوم بنسبة 49% على كمبوديا، هي من الأعلى التي فرضها على الواردات إلى بلاده. ثم علق الزيادة بالنسبة لبعض الدول لمدة 90 يوما وأبقى على تعرفة الشاملة الأساسية التي فرضها سابقا والبالغة 10%.
واستثنى ترامب الصين من تعليق الرسوم لـ90 يوما، وأعلنت واشنطن فرض رسوم تصل إلى 145% على السلع الصينية. واعتبرت بكين الرسوم "مهزلة" وفرضت في المقابل رسوما بنسبة 125% على السلع الأميركية.
وخلال زيارته لماليزيا، أبلغ الزعيم الصيني رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الأربعاء أن الصين ستكون شريكا متعاونا وستقف مع جيرانها في جنوب شرق آسيا في أعقاب الصدمات الاقتصادية العالمية.
وقال الزعيم الصيني، في تصريحات أدلى بها خلال مأدبة عشاء مع رئيس الوزراء الماليزي: "في مواجهة الصدمات التي يتعرض لها النظام العالمي والعولمة الاقتصادية، ستقف الصين وماليزيا مع دول المنطقة لمكافحة التيارات الجيوسياسية".
وأضاف: "سنحمي معا الآفاق المشرقة لأسرتنا الآسيوية".
تتمتع الصين بقوة اقتصادية تجعلها ثاني أكبر اقتصاد عالمي، حيث تشكل 18% من الناتج العالمي، وتستورد 40% من النفط العالمي، مما يعطيها نفوذا في مفاوضات تسعير السلع باليوان.
كما أن التحالفات الجيوسياسية توسع نطاق استخدام اليوان، حيث رفعت الصين حصتها في تجارة " آسيان " إلى 21.3%.
ومن خلال مبادرات مثل بريكس و"الحزام والطريق" أتمت السعودية 18 مليار دولار من صفقات النفط باليوان الرقمي عام 2024، وفق بيانات مجلس النفط الصيني.
وحسب معهد التمويل الدولي "آي آي إف" (IIF) فإن 60% من التبادل التجاري الصيني الروسي عام 2024 قد سوي باليوان.