آخر الأخبار

لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران

شارك

رغم الأجواء المتوترة التي سادت العاصمة الإيرانية طهران ومناطق أخرى عقب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 12 يوما، طمأنت السلطات الثقافية الإيرانية مواطنيها بأن الموروث الحضاري للبلاد "لم يتعرض لأي ضرر"، مؤكدة تنفيذ سلسلة من الإجراءات الوقائية الدقيقة لحمايته.

زار الوزير بالوكالة للتراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية علي دارابي كلا من المتحف الوطني الإيراني وقصر غلستان التاريخي وسط طهران، لتفقد إجراءات الحماية الميدانية. وفي تصريح له خلال الزيارة التي أجراها بعد وقف إطلاق النار مباشرة، قال دارابي: "مع الهجوم العدواني من قبل النظام الصهيوني الغاصب، تم إغلاق المتاحف والمواقع الثقافية مؤقتا، لكن لحسن الحظ، لم تسجل أي أضرار على الممتلكات الثقافية والتاريخية".

وشدد على أن "إعادة فتح المتاحف والمواقع التاريخية في كل محافظة مرهون بقرارات مجلس الأمن المحلي لكل منطقة"، في إشارة إلى استمرار التقييمات الأمنية.

مصدر الصورة تمثال داريوس الأول، كما يسميه الفرس بداريوش الكبير هو الملك الأخميني الثالث (المتحف الوطني الإيراني)

تأمين آلاف القطع الأثرية

وخلال الجولة، قدمت مديرة قصر غلستان آفرين إمامي، تقريرا مفصلا عن الإجراءات المتخذة قائلة إن "نحو 300 ألف قطعة أثرية جرى تغليفها وتنظيمها ضمن خطط الحماية".

وفي السياق ذاته، أضاف رئيس المتحف الوطني جبرائيل نوكنده أن "القطع التي لا يمكن نقلها إلى المستودعات المؤمنة، تم تحصينها باستخدام عوازل حرارية وأكياس رمل لحمايتها من أي أذى محتمل".

خطوات سريعة ومراسلات دولية

وفي تصريح لاحق خلال الاجتماع الوطني لمعهد التراث الثقافي في 24 يونيو/حزيران، قال دارابي إن "الأوامر التنفيذية الخاصة بالحماية تم تطبيقها فور بدء العدوان"، مشيدا بجهود فرق الحماية والخبراء التي تمكنت من "نقل الآثار والممتلكات الثمينة إلى مواقع آمنة".

وأوضح أيضا أنه "تم تشكيل لجنة خاصة خلال الأيام الأولى من الأزمة لمتابعة حماية التراث المادي وغير المادي، إذ شملت أعمالها إعداد أرشيف رقمي وتوثيقا دقيقا قائما على تحديد المواقع الجغرافية".

إعلان

وفي بعد دولي، كشف دارابي أن "أكثر من 100 شخصية من نشطاء قطاع التراث وقعوا على رسالة تطالب بدعم دولي لحماية الآثار"، مضيفا أن "استجابة لذلك، وجه وزير التراث الثقافي رسالة رسمية إلى المدير العام لمنظمة اليونسكو".

مصدر الصورة نقل الوثائق التاريخية إلى مخازن الآثار التاريخية الثمينة (المتحف الوطني الإيراني)

بين العراقة والاحتراز

تعد إيران من الدول الغنية بالتراث الثقافي، إذ تضم 28 موقعا مدرجا في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وآلاف المواقع والمجموعات الأثرية غير المسجلة.

يبرز متحف إيران الوطني بوصفه مؤسسة فكرية وثقافية مركزية، يضم بين جدرانه آلاف القطع الأثرية التي تؤرخ لمسار الحضارة الإيرانية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الحقبة الإسلامية. في قاعاته الممتدة، تتوزع تماثيل من سوس ونقوش من برسبوليس وأدوات فخارية من العصر الحجري، إلى جانب مخطوطات قرآنية ومصاحف مذهبة، ما يجعل منه شاهداً على تتابع الإمبراطوريات والزخارف الروحية والفكرية التي مرت على هذه الأرض.

وغير بعيد عن المتحف الوطني، يوجد متحف المجوهرات الوطنية، الواقع تحت إشراف البنك المركزي الإيراني، ويضم واحدة من أثمن مجموعات المجوهرات الملكية في العالم. ما أن يدخل الزائر حتى يجد نفسه أمام بريق لا يضاهى: تاج شاهات القاجار، سيوف مرصعة، قلائد وأساور ملكية، والقطعة الأكثر شهرة على الإطلاق: ألماسة “دريّا نور” (بحر النور)، وهي من أندر أنواع الألماس الوردي على وجه الأرض.

وفي العاصمة أيضا، يحتل قصر جولستان موقعًا خاصًا في سردية طهران التاريخية. بُني في القرن الثامن عشر، وكان المقر الملكي لحكام الدولة القاجارية، وشهد تتويج شاهات إيران حتى عهد البهلويين، كما يتواجد متحف الري الإيراني الذي يقدم تجربة فريدة تسلط الضوء على براعة الإيرانيين في استغلال المياه والموارد الطبيعية، وتحتضن العاصمة أيضا متحف السينما الإيرانية في حديقة فردوس.

وفيما يلي بعض الصور من مقتنيات متحف إيران الوطني "موزه ملی ایران" وهو المؤسسة الأثرية البارزة في البلاد والموصوف بأنه "ذاكرة البلاد التاريخية":

مصدر الصورة (المتحف الوطني الإيراني) مصدر الصورة (المتحف الوطني الإيراني) مصدر الصورة (المتحف الوطني الإيراني) (المتحف الوطني الإيراني) (المتحف الوطني الإيراني) (المتحف الوطني الإيراني) (المتحف الوطني الإيراني) (المتحف الوطني الإيراني) (المتحف الوطني الإيراني) (المتحف الوطني الإيراني) (المتحف الوطني الإيراني)
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار