في ليلة حملت أكثر مما تحمله مباراة في كرة قدم، امتزج فيها العرق بالدموع والفرح بالأمل، سجل المنتخب الفلسطيني فوزا أمام نظيره القطري في المباراة الافتتاحية ببطولة كأس العرب 2025 بالدوحة انتصارا يتجاوز حدود ملعب البيت في الخور ليصل صداه إلى غزة وفلسطين راسما فرحة على أهلي غزة والشعب الفلسطيني.
لم يكن الفوز على قطر بهدف وحيد مجرّد نتيجة تُضاف إلى سجل البطولة، بل كان رسالة عميقة من اللاعبين تقول إن فلسطين، رغم الجراح والحرب والحصار، قادرة على أن تُبدع في المحافل الكروية، وأن تُفرح العالم، وأن ترفع رايتها عاليا بين الأمم.
بعد صافرة نهاية المباراة التي حملت معها فرحة فلسطينية عربية عارمة، مرّ لاعبو الفدائي بالمنطقة المختلطة وقلوبهم تنبض بنبض الوطن، كانت كلماتهم تفيض بمشاعر شعب يلتقط من كرة القدم لحظات تُنسيه الألم وتمنحه الأمل.
لم يتحدث لاعبو منتخب الفدائي كلاعبين فقط، بل كأبناء قضية أمة، كأصوات تُعبّر عن وطن يقاوم ويؤمن بأن الفرح حق مشروع مثل أي أمة في العالم. تعالت تصريحاتهم محمّلة بالشكر للجماهير، وبالوفاء للشهداء، وبالعهد على الاستمرار في رفع اسم فلسطين في كل بطولة. كلمات خرجت من القلب لتصل إلى كل قلب.
لم يخف الدولي الفلسطيني محمود وادي وهو لاعب عاش ويلات الحرب في غزة بعد المباراة فرحته العارمة ومشاعره، مؤكدا أن انتصارهم في مستهل كأس العرب بمثابة هدية بسيطة للشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم وتحدث بمشاعر صادقة للجزيرة نت "الحمد لله استطعنا أن نقدم لفلسطين هذه الفرحة البسيطة، أعتقد أن الشعب الفلسطيني عامة وأهلنا في غزة يستحقون هذا الفوز وهذه الفرحة".
واستمر مهاجم فريق أم صلال محمد القطري في حديثه "أنا من اللاعبين الذين عاشوا الحرب في غزة لنحو 6 شهور، وأدرك تماما الظروف الصعبة لشعبنا الفلسطيني وأهالينا في غزة بشكل خاص".
وبقلب ينبض بنبض الوطن أيضا، تحدث المهاجم ثامر صيام عن الفرحة الكبيرة بعد المباراة "الفوز هو أقل شيء يمكن أن نهديه لأهالينا وشعبنا في غزة وفلسطين وإن شاء الله نستمر في إسعادهم لأطول فترة ممكنة في هذه البطولة".
وأشاد صيام لاعب فريق الشمال القطري بمدرب منتخب الفدائي إيهاب أبو جزر بقوله "بصراحة الكابتن إيهاب قدم إضافة كبيرة للمنتخب ومنح اللاعبين ثقة كبيرة ترجمت على أرض الملعب ضد المنتخب القطري بطل آسيا والمتأهل لكأس العالم 2026".
الفوز على قطر كان يحمل معاني كثيرة بالنسبة للحارس الأول للمنتخب الفلسطيني رامي حمادة "انتصار مهم لنا كلاعبين، لكن الأهم بالنسبة لنا هو أن يفرح الشعب الفلسطيني.. شاهدنا مقاطع فيديو تظهر الأهالي في الخيام وهم يتابعون المباراة ويحتفلون بعدها لقد كانت مشاهد مؤثرة ومحفزة في الآن ذاته".
وتابع رامي حمادة "سعادة شعبنا بسعادتنا ونحن كلاعبين لم ندخر ولن ندخر جهدا لمنحهم لحظات من الفرحة تمسح دموعهم وتنسيهم ولو لفترة قصيرة من الزمن المعاناة والظروف الصعبة".
ورغم الهزيمة أمام فلسطين، هنأ لاعب منتخب قطر عبد العزيز حاتم المنتخب الفلسطيني على الفوز مشيرا إلى أن المباراة الأولى للبلد المضيف تشكل ضغطا كبيرا على اللاعبين وقال "عادة ما تكون المباراة الافتتاحية صعبة، في الشوط الأول كانت لنا الافضلية واستحوذنا على اللعب لكن افتقدنا للفعالية ولن نستثمرها في هز مرمى فلسطين".
وأوضح حاتم البالغ من العمر 35 عاما "أعتقد أن الجماهير كانت تنتظر منا تقديم مستوى أفضل مما أظهرناه في المباراة الافتتاحية.. تبقت لنا مباراتان أمام سوريا وتونس ونعد جماهيرنا أننا سنقاتل فيهما من أجل تحقيق الفوز والتأهل إلى الدور المقبل بإذن الله".
وعن توقعاته للمباراة المقبلة ضد المنتخب التونسي قال حمادة حارس نادي المرخية القطري "بعد خسارته أمام سوريا 0-1، من المتوقع أن يظهر المنتخب التونسي بوجه مغاير وسيكون أكثر قوة وتركيزا ونحن سنكون جاهزين لهذه المواجهة التي لن تكون سهلة أبدا".
وأضاف "بإذن الله سنستمر بنفس الروح والعزيمة لتحقيق فوز ثان يمنحنا بطاقة العبور إلى الدور المقبل".
من جانبه أكد القطري عبد العزيز حاتم لاعب فريق الريان القطري أن مواجهة سوريا في المباراة الثانية ستكون فرصة للتعويض بالنسبة للعنابي وقال "من خلال تجربتنا السابقة في بطولة كأس العرب وحصولنا على المركز الثالث، ندرك حقيقة صعوبة جميع المباريات وعلينا أن نؤدي بشكل جيد ونظهر إمكانياتنا الحقيقية في المباراة المقبلة ولدينا أفضلية الفوز أمام سوريا".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة