آخر الأخبار

المرزوقي: رفضت سجن المعارضة التونسية .. وإسرائيل ستزول في النهاية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قال المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، إن “المشكلة الأساسية التي تركت إسرائيل تسرح وتمرح في العالم العربي، وتعمل كل شيء، هو أن هذه الدول بنيت منذ قرن على استبداد فاشل، قسم الشعوب ودمرها”، مردفا بأن مشروع المنطقة ينبغي أن يكون “بناء دولة قانون ومؤسسات”.

وفي لقاء خاص مع جريدة هسبريس الإلكترونية انتقد المرزوقي بشدة من ينادون بـ”الرجل القوي”، قائلا إن دول العالم العربي تعج بنتائج هذا التصور الخاطئ، مع ذكره: “في تونس اعتبروني رجلا ضعيفا لأني لم أضع أحدا في السجن، رغم أني قاومت الاستبداد، وتعرضت لمحاولات اغتيال، وكنت في السجن، وذهبت وأنا في السبعين في باخرة إلى غزة، وخطفني الإسرائيليون، بينما (الرئيس الحالي) الذي خرج من تحت الطاولة، ولم يسمع به أحد، ولم يكتب يوما مقالة ضد التعذيب، أصبح بطلا ورجلا قويا لأنه وضع الأعداء في السجن”.

وتابع المتحدث منتقدا: “هذا التخلف الذهني الموجود يجعل الشعوب تخلط بين القوة والاستبداد. وطالما أن هذه الشعوب تفكر بهذه الطريقة سيأتي مستبد وراء مستبد؛ لكن لما ستنضج الشعوب ستفهم أن القوة الحقيقية هي أن تملك أعصابك، وأن القوة هي القانون، هي المؤسسات، وأن الأشخاص الأقوياء يكونون في خدمة المؤسسات القوية”، وزاد: “لا سلطة فوق سلطة القانون والمؤسسات، أي القانون الذي يوصل الحقوق إلى أصحابها، وليس القانون الذي يعتدي على حقوق الناس… والمؤسسات الفاعلة، والقضاء المستقل، والبرلمان المستقل، والرئاسة المستقلة”.

ثم استرسل الرئيس الأسبق: “لا تستمروا في وضع كل بيضكم في سلة شخص أو مجموعة واحدة، ما نحتاجه هو دولة قانون ومؤسسات، وشعوب من المواطنين لا شعوب من الرعايا. شعوب المواطنين فكرة مركزية، لأن شعوب الرعايا كونها الاستبداد، وهي خانعة وخائفة وتتعلم التزلف (…) بينما شعوب المواطنين تمارس الحرية والمسؤولية في الوقت نفسه، أي الحرية المسؤولة”.

وحول “7 أكتوبر” وما تلاها من إبادة إسرائيلية للفلسطينيين في غزة قال المنصف المرزوقي الذي يقطن في فرنسا: “ما أبهرني وأثلج صدري، وما يجعلني أستعيد نوعا من الثقة في البشر، هو رؤيتي أوروبيين يهودا يستيقظون ويقولون لا لهذه أمور (…) لقد رأيت هبة الإنسانية في هذه الشعوب التي ضغطت على حكوماتها. واليوم في بريطانيا مثلا يوجد صراع حقيقي بين الشعب البريطاني الذي يخرج بأعداد وبين الحكومة التي مازالت تجرم عمل الحقوق الفلسطينية، والأمر نفسه في ألمانيا، وفي كل بلدان أوروبا تقريبا وحتى الشعب الأمريكي”.

واستحضر المرزوقي حضوره أول جلسة لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، في يناير من سنة 2024، قائلا: “هذه قصة أثرت فيّ كثيرا، فقد دخلت ووقفنا في الصف أنا وأصدقائي ليلة كاملة حتى استطعنا أن ندخل إلى المحكمة، ولما دخلنا رأيت على يميني وعلى يساري وفد جنوب إفريقيا والوفد الإسرائيلي، وأمامهما المحكمة؛ ثم بدأت مرافعات دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، ودافعت الأخيرة عن نفسها…”.

وواصل المتحدث: “لما جلست رأيت طريقتين في حل المشكلة نفسها؛ فعلى يميني كانت جنوب إفريقيا، أي الحل الإنساني رغم كل الأحقاد وطريق للعيش المشترك في إطار دولة ديمقراطية مبنية على المواطنة، وليست مبنية على العرق أو الدين (…) وعلى الطرف الآخر السياسة المعاكسة تماما، أي السياسة العنصرية، وسياسة التبجح ورفض الآخر، وسياسة الفصل العنصري (الأبارتايد) إلى أبعد الحدود، والإيمان بالقوة المطلقة”.

ويقدر الرئيس التونسي الأسبق، في حواره مع هسبريس، أن إسرائيل “ستختفي في الحالتين؛ ستختفي إما بأن تصبح دولة مثل جنوب إفريقيا، أي دولة لكل مواطنيها، وهذا سيأخذ كثيرا من الوقت بسبب الأحقاد بعد هذه الحرب؛ فإذا كانت عند الإسرائيليين أحقاد على الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر فالعرب عندهم أحقاد 1000 مرة أكثر، نظرا لما حدث ويحدث لهم (…) وأخشى ما أخشاه أنهم سيتمادون في غيهم، وفي الحروب، وهذا سيؤدي إلى حرب أزلية تنتهي بتدمير المنطقة وتدمير إسرائيل. هذان هما الخياران”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا