آخر الأخبار

بوريطة: المغرب يطالب بجعل ضحايا الإرهاب في محور السياسات الإفريقية

شارك

أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الثلاثاء، في افتتاح المؤتمر الدولي للضحايا الأفارقة للإرهاب، أن هذا المؤتمر يطمح إلى بلورة أهداف ومسار مشترك للعمل الإفريقي في هذا الجانب، يترجم إلى مبادرات ملموسة لدعم ضحايا الإرهاب وتعزيز صمودهم.

وفي هذا الإطار، قدم بوريطة، خلال افتتاح المؤتمر الذي تستضيفه المملكة بدعم من مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، تحت شعار “الوقوف مع الضحايا الأفارقة للإرهاب .. من خلال العدالة والتعافي والقدرة على الصمود”، وشهد تبني “إعلان الرباط لدعم الضحايا الأفارقة للإرهاب”، “اقتراحات لبعض المسارات العملية التي يرى المغرب أنها أساسية لتحقيق مقاربة لتحقيق هذه الغايات”.

وفي مقدمة هذه الاقتراحات، ذكر الوزير، بحضور الوكيل بالنيابة للأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ألكسندر أوزيف، ووزراء خارجية أفارقة وأجانب، إعادة الاعتبار للضحايا والناجين من خلال الاستماع إلى أصواتهم وشهاداتهم؛ “فشهادات الضحايا مادة معرفية وإنسانية وسياسية ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار”، وكذلك “مقاربة شمولية للدعم النفسي والاجتماعي والاقتصادي تأخذ بعين الاعتبار حاجتهم إلى مرافقة نفسية طويلة الأمد وآليات للإدماج الاجتماعي والمهني”.

مصدر الصورة

رؤية مشتركة

أما المقترح الثاني، وفق بوريطة، فيتمثل في “بناء رؤية إفريقية مشتركة تجعل من الضحايا محور السياسيات، من خلال مقاربة تجعلهم فاعلين في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وكذلك استثمار تنوع التجارب الإفريقية لبلورة فهم أوضح لقصص الضحايا والناجين”.

ودعا المسؤول الحكومي ذاته، مستعرضا المقترح الثالث، إلى “إطلاق منصة رقمية لدعم ضحايا الإرهاب وإدماجهم”، مؤكدا أن “من شأن هذه المبادرة تثمين الرصيد الإفريقي المشترك وإتاحة تقاسم التجارب بين الدول والمؤسسات الأفارقة، وكذلك ستشكل مرجعا عمليا لصناع السياسات والقرار”.

ودعت المملكة المغربية، على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى “دعم المبادرات الإفريقية في مجال مساندة الضحايا وتمويل الآليات المبتكرة؛ بما فيها المنصات الرقمية”.

وأوضح بوريطة أن المؤتمر، الذي يحتضنه المغرب، “يأتي بعد ثلاثة أشهر فقط من الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب المنعقد بنيويورك برئاسة مشتركة بين إسبانيا والعراق”، مبرزا أنه “في الرباط، من خلال هذا المؤتمر، نمنح لهذه القضية بعدها الإفريقي، ونجعل من الضحايا محورا للنقاش وركيزة لرؤية إفريقية جديدة لمكافحة الإرهاب”.

مصدر الصورة

خيارات استراتيجية

وأكد بوريطة أن “تنظيم هذا المؤتمر ليس حدثا معزولا بل هو امتداد طبيعي لاختيارات استراتيجية راسخة في السياسة الخارجية للمملكة”، تحت قيادة الملك محمد السادس، الذي أكد أن إفريقيا بالنسبة للمملكة أكثر من مجرد انتماء جغرافي وارتباط تاريخي؛ فهي مشاعر صادقة من الحب والتقدير، وروابط إنسانية وتاريخية عريقة، وتضامن ملموس.

وفي هذا الصدد، ذكر المسؤول الحكومي ذاته أنه تجسيدا لهذه الرؤية يأتي هذا المؤتمر كترجمة عملية لاختيار المملكة خيار التضامن الإفريقي.

وشدد بوريطة على أن مسألة مكافحة الإرهاب أكثر من أن تختزل في أرقام أو إحصائيات؛ “فعندما نتحدث عن الإرهاب، لا نتحدث عن أزمة أمنية فقط بل مسألة جامعة تصيب الأرواح والذاكرة”.

وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن الإرهاب “ليس مجرد حدث عابر؛ بل تمزيق للنسيج الاجتماعي للاقتصادات المحلية ومحاولة ممنهجة لزرع الرعب واليأس”.

مصدر الصورة

فرصة للانتقال

استحضر ناصر بوريطة مجموعة من التقرير “التي تؤكد أننا أمام تهديد مركب يستهدف الأفراد والجماعات”، موضحا أن “إفريقيا أصبحت الأكثر تضررا؛ فغرب القارة وحده شهدن في سنة 2025، حوالي 450 هجوما إرهابيا، بينما منطقة الساحل أصبحت بؤرة رئيسية من حيث عدد الهجمات والضحايا”.

وترفض المملكة، وفق المسؤول الحكومي سالف الذكر، أن “ترى إفريقيا من زاوية الهشاشة؛ فهي قارة الصمود والتضامن الاجتماعي والقدرة على النهوض”.

وأضاف المتحدث عينه أنه “أمام القارة فرصة للانتقال من مجرد الاعتراف بالضحايا إلى توسيع حضورهم في السياسات العمومية، وتعزيز آليات التقييم الذاتي لقياس مدى الاستماع إليهم”.

وأشار بوريطة إلى أنه تبعا لهذه الرؤية، اعتمدت المملكة، في إطار استراتيجية شمولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، مقاربة ثلاثية الأبعاد؛ البعد الأمني عبر اليقظة وتفكيك الخلايا الإرهابية، والبعد التنموي من خلال برامج التنمية البشرية، ثم البعد الفكري عبر إصلاح الحقل الديني ونشر قيم الوسطية والاعتدال وتكوين الأئمة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا