آخر الأخبار

التوزاني: فيلمي "زنقة مالقة"عودة إلى الجذور والأكثر حميمية في مساري

شارك

فتحت المخرجة المغربية مريم التوزاني قلبها للصحافيين في المائدة المستديرة التي نظمت اليوم الإثنين ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، متحدثة بإسهاب عن فيلمها الطويل الجديد “زنقة مالقة”، الذي وصفته بأنه العمل الأكثر قربا من ذاتها، والأكثر ارتباطا بذكرياتها ومسار حياتها.

وقالت التوزاني، وهي تسترجع بدايات تفكيرها في هذا المشروع السينمائي، إن الفيلم يشكل بالنسبة لها “رحلة نحو الداخل”، موردة: “زنقة مالقة هو أكثر أفلامي شخصية، يعود إلى ما تركته طنجة في قلبي، إلى الوجوه التي عشت بينها، وإلى الأماكن التي كونتني”.

مصدر الصورة

وأبرزت المخرجة أن اختيارها تصوير الفيلم في مسقط رأسها لم يكن صدفة أبدا، بل قرارا واعيا بالعودة إلى الذاكرة الأولى، مردفة: “التصوير في طنجة كان عودة إلى الجذور… كان انغماسا في ما هو أكثر حميمية في داخلي”.

وأضافت المتحدثة أن الفيلم لا يسعى إلى تقديم “رسالة جاهزة”، بل إلى مشاركة إحساس، متابعة: “لا توجد في الفيلم أي أخلاق تلقن، فقط حياة امرأة نلتقي بها. وأردت من الجمهور أن يجاور ماريا، وأن يتنفس عالمها ويشعر بعلاقتها العميقة بالمكان”.

ويتابع الفيلم قصة ماريا، السبعينية الإسبانية التي عاشت أغلب سنوات عمرها في المغرب وترفض مغادرة منزلها بعد أن قررت ابنتها بيعه. وأوضحت التوزاني أن هذه الشخصية تمثل بالنسبة لها “قوة داخل الضعف وجرأة داخل الصمت”، مواصلة: “ماريا تجسد تلك القدرة على إعادة اكتشاف الذات في سن متقدمة، فبالنسبة لي الشيخوخة ليست نهاية… بل بداية أخرى”.

وأبرزت المخرجة أن ما شدها في شخصية ماريا هو تعلقها الوجداني بمدينة طنجة، معتبرة أن هذا التعلق يعكس حالة الكثير من الأشخاص الذين يجدون في أماكن معينة امتدادا لذواتهم وهوياتهم، وزادت: “أردت أن يفهم المشاهد لماذا تحب ماريا هذا البلد بهذه القوة، ولماذا يبدو الرحيل بالنسبة لها كاقتلاع روحي”.

مصدر الصورة

وعن البعد الحسي الذي يميز الفيلم تحدثت التوزاني بشغف عن تفاصيل المشاهد التي تملؤها الألوان والروائح والأصوات، مسترسلة: “الحياة مصنوعة من التفاصيل، وأفلامي كذلك.. الضوء، رائحة الخبز، الأقمشة التي تتحرك مع الهواء… كلها ليست عناصر ديكور، بل أجزاء من الذاكرة”.

وأضافت المتحدثة أن طنجة، بالنسبة لها، ليست خلفية للتصوير، بل “جسد حي” مردفة: “أحببت أن أصور المدينة كما أشعر بها، دون تزيين أو مبالغة، فقط كما هي، صادقة، هشة، قوية، وغاية في الجمال”.

وخلال حديثها عن مكانة فيلمها الجديد ضمن المشهد السينمائي المغربي الحالي أبرزت التوزاني أن السينما الوطنية تعيش مرحلة من الحيوية اللافتة، معربة عن فخرها بأن تكون جزءا من جيل من المخرجين الذين يحكون قصصهم من هنا، من أرضهم، وموضحة أن هناك موجة جديدة من الأصوات التي تكتب بجرأة وعمق، وتصل إلى العالم دون أن تتخلى عن جذورها.

وأبرزت زوجة المخرج عيوش أن ما يميز هذه المرحلة هو قدرة السينمائيين المغاربة على الانطلاق من المحلي للوصول إلى الإنساني، معتبرة أن هذا ما يجعل السينما المغربية تزداد حضورا وقوة.

مصدر الصورة

وعادت المخرجة للحديث عن علاقة الفيلم بموضوع الهوية والانتماء، مؤكدة أن “زنقة مالقة” لا يسعى إلى تقديم تعريف جاهز لهذه المفاهيم، بل إلى طرح أسئلة حول الارتباط بالأماكن والناس والذكريات، وقالت: “ماريا إسبانية، نعم، لكنها في العمق امرأة تجذرت في طنجة، المدينة التي أصبحت جزءا من روحها”.

وأضافت المتحدثة أن الفيلم يفتح أيضا تساؤلات حول الخسارة، الفقد، والتشبث بما يجعل للحياة معنى.

وفي نهاية الجلسة شددت مريم التوزاني على أن “زنقة مالقة” هو قبل كل شيء فيلم عن الحب، عن إمكانية أن يشعر الإنسان بالرغبة من جديد، وأن يجد نفسه حتى في عمر متقدم، ودعوة إلى العيش والتصالح مع الحياة، ومع الجرح، وللتذكير بأنه ليس هناك عمر متأخر للحب أو للبدء من جديد.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا