في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
مع بدء تشغيل 202 ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهرو-ضوئية، يخطو المجمع الشريف للفوسفاط، اليوم الاثنين فاتح دجنبر 2025، عبر شركته التابعة “OCP Green Energy”، المرحلة الأولى على درب تفعيل وأجرأة برنامجه الاستثماري الضخم للطاقات الخضراء الممتد بين 2023 و2027، محققا “إنجازا هيكليا” في إطار استراتيجية الطاقة لمجموعة “OCP”.
جرى الكشف عن تفاصيل ذلك خلال لقاء مع وسائل الإعلام، اليوم الاثنين بمدينة خريبكة، فيما أعلن القائمون على المشروع أنه “تم تشغيل ثلاث محطات للطاقة الشمسية بقدرة إجمالية تصل إلى 202 ميغاواط في كل من بنجرير، فم تيزي وأولاد فارس بخريبكة، وهو ما يساهم في تعزيز القدرة التنافسية للمجموعة وتأمين إمدادات مواقعها الصناعية والمنجمية.
وتعد محطة الطاقة الشمسية “أولاد فارس” نواحي خريبكة بقدرة 105 ميغاواط، حاليا، “أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهرو-ضوئية قيد التشغيل في المغرب”، بحسب ما أفاد به القائمون على المشروع، متفاعلين مع أسئلة الصحافيين.
كما يتوزع البرنامج الأوّلي، الذي يعمل بنسبة 100 في المائة، على موقعيْن آخرين: ابن جرير (67 ميغاواط)، وفم تيزي (إقليم خريبكة) (30 ميغاواط).
الإطلاق أعقَبَ الانتهاء من الأعمال والاختبارات التشغيلية المُجراة الصيف الماضي، “حيث وصلت المنشآت إلى طاقتها القصوى، خاصة خلال فترات الطلب المرتفع”.
كما تم، حسب المعلن رسميا، “إطلاقُ مشروع نظام تخزين الكهرباء من أجل ضمان إمدادات مستمرة بالطاقة المتجددة، وتعزيز مرونة الشبكة الكهربائية”، وهو مشروع نظام تخزين الطاقة بالبطاريات “BESS” بابن جرير، كما يعد “أول طلب مؤكد لشراء بطاريات LFP في المغرب”.
سيكون هذا النظام، الذي تبلغ قدرته 25 ميغاواط/125 ميغاواط ساعة (5 ساعات من الاستقلالية)، جاهزا للتشغيل سنة 2026، وسيمكن من تخزين الطاقة الشمسية التي يتم إنتاجها في النهار من أجل استعادتها في أوقات الذروة، “ما سيمكن من استمرارية الإمدادات المتجددة، تدبير الطلب بشكل أفضل وتعزيز مرونة الشبكة الكهربائية”.
تشكل محطات الطاقة الشمسية، المعتمدة أساسا على تقنيات كهرو-ضوئية، “خطوة محورية في مسار التحول الطاقي الذي تنهجه مجموعة OCP”، وفق ما شرحته حنان مرشد، مديرة التنمية المستدامة والابتكار بالمجمع الشريف للفوسفاط، و”تغطي حاليا جزءا كبيرا من احتياجات المواقع المنجمية، وتساهم في تعزيز أمن الإمدادات ومرونة المجموعة بفضل تكلفة الكهرباء التنافسية، كما تدعم انتقالها الصناعي نحو أسمدة مشخَّصة أكثر كفاءة واستدامة وأكثر ملاءمة للاحتياجات الحقيقية للتربة والزراعات”.
وينتظَر أن تُمكّن هذه الاستثمارات من “تحقيق توفير كبير في فاتورة الطاقة من خلال تكلفة إنتاج كهرباء تنافسية للغاية، تبلغ حوالي 368 درهما/ ميغاواط ساعة”.
هذه المشاريع المشغَّلة حظيَت بترخيص صادر من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، في إطار “قانون الإنتاج الذاتي للكهرباء”، كما تنسجم مع اللوائح التنظيمية المعمول بها، ولا سيما قرارات الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء (ANRE) التي تحدد شروط الوصول إلى الشبكة الوطنية للنقل والتوزيع واستخدامها، إضافة إلى الشروط التقنية والتعاقدية المطبقة على المنتجين الذاتيين.
تم تفعيل هذا الإطار من خلال إبرام اتفاقيات للربط والولوج مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE)، مما يضمن نقل الكهرباء بين مواقع الإنتاج والاستهلاك المرتبطة بالشبكة الوطنية.
ويمكن هذا النظام من الاستخدام الأمثل للكهرباء النظيفة التي تولدها جميع مواقع مجموعة “OCP”، وتزويد محطات “OCP Green Water” لتحلية المياه وكذا المنشآت الصناعية الاستراتيجية للمجموعة التي تديرها وحدة التصنيع “SB Manufacturing” والمنشآت الصناعية لوحدة المنتجات والحلول المشخصة “SPS” و”Nutricrops”.
حسب شروح قُدمت لجريدة هسبريس خلال زيارتها إلى موقع “أولاد فارس” ضواحي خريبكة، فإن إنجاز المحطات لم يكن ليرى النور دون الارتكاز تنفيذيا على “إشراك المقاولات المغربية المحلية في مختلف المراحل وفي جميع مجالات الهندسة، التصميم والتنفيذ”، ما مكن من إنجاز المرحلة الأولى “في الوقت المحدد وضمن الميزانية ووفقا للمعايير الدولية”، خاصة من الناحية البيئية والأثر السوسيو-اجتماعي المنتظر.
وتفيد المعطيات الرسمية بـ”تنفيذ هذه المرحلة باستثمار معبأ قدره 1.8 مليار درهم، تحت إشراف مباشر من “OCP Green Energy”، عبر نموذج “EPCM” (الهندسة المشتريات وإدارة المشاريع)، وهو ما مكن من إشراك المنظومة الصناعية المغربية على نطاق واسع.
وأبرز مسؤولو الشركة المنجزة للمشروع أن الأخير مدعومٌ بتمويل واعتراف دوليين، مذكّرين بأنه في أبريل 2023، منحت مؤسسة التمويل الدولية “SFI”، التابعة لمجموعة البنك الدولي، تمويلا بقيمة 100 مليون يورو لدعم تطويرها، عادّينَ ذلك “دليلا على جودة الحكامة والهندسة التي تم اعتمادها”.
كما اتسع نطاق الشركاء ليشمل بنك “إعادة الإعمار الألماني (KFW) من أجل تعزيز التكامل بين قطاعي المياه والطاقة اللذين يشكلان إحدى ركائز استراتيجية مجموعة OCP”. وتشمل هذه التمويلات أيضا مساهمات من “صندوق التكنولوجيا النظيفة” (Clean Technology Fund)، وهو برنامج يسهر عليه البنك الإفريقي للتنمية (BAD)، والمخصصة لتطوير أنظمة مبتكرة لتخزين الطاقة.
في تصريح أدلت به من ميدان المشروع نواحي خريبكة، قالت هدى أوبريري، مديرة المطابقة والحكامة بشركة “OCP Green Energy”: “نتواجد حاليا في محطة أولاد فارس التي تُعد أكبر محطة تعمل بتكنولوجيا الطاقة الكهرو-ضوئية في المغرب، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 105 ميغاواط. وقد تم تدبير هذا المشروع بالكامل من طرف الشركة”، مسجلة “الحرص على إدماج الشركات المغربية في إنجازه”، والاعتماد على اليد العاملة المحلية في المنطقة”.
وفي إطار تطوير البنية التحتية الطاقية، أوضحت المسؤولة ذاتها، في تصريح لهسبريس، جهود “إطلاق مشروع جديد لتخزين الطاقة يعتمد على بطاريات ليثيوم-حديد-فوسفاط (LFP)”، موردة أن هذا المشروع يستهدف “تزويد المواقع الصناعية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بطاقة نظيفة ومستدامة، مما يعزز من كفاءة الشبكة الكهربائية للمجموعة”.
كما أكدت أن “الأهداف الاستراتيجية الكبرى لشركتنا تتمثل في تحقيق بلورة شاملة لاستراتيجية المجمع الشريف للفوسفاط، وذلك عبر تأمين 100% من حاجياته الطاقية من مصادر خضراء في أفق عام 2027، وصولا إلى تحقيق الحياد الكربوني الكامل بحلول عام 2040”.
بدوره، شدد ياسر بديع، مدير الإنجاز والتطوير بالشركة ذاتها، على رمزية الحدث، قائلا: “نحتفل اليوم بانتهاء الأشغال وبدء التشغيل الفعلي للمرحلة الأولى من البرنامج الاستثماري الأخضر بسعة 202 ميغاواط. وتضم هذه المرحلة ثلاث محطات تعتمد على التقنية الكهرو-ضوئية الشمسية، موزعة بشكل استراتيجي لتلبية الحاجيات الطاقية للمجمع”.
بحسب بديع، مصرحا لهسبريس، فإن محطة “أولاد فارس” بخريبكة بسعة 105 ميغاواط، هي “اليوم أكبرُ محطة قيد التشغيل في المغرب، مما يعكس حجم الإنجاز المحقق”، مردفا: “يُعد هذا اليوم مرحلة جوهرية في سياسة الانتقال الطاقي للمجمع الشريف للفوسفاط، حيث بدأنا فعليا بتزويد المركبات المنجمية والكيميائية ومحطات تحلية المياه بالطاقة الخضراء. هذا الانتقال لم يعد مجرد تخطيط، بل أصبح واقعا ملموسا يساهم في الإنتاج الصناعي المستدام”.
وتابع: “بالإضافة إلى التوليد، فعّـلْنا مشروع محطات تخزين الطاقة ببنجرير الذي ستنطلق أشغاله قريبا ليبدأ استغلاله في 2026. سيساهم التخزين في إطالة مدة الاستفادة من الطاقة الشمسية ليلا، تقوية الشبكة الكهربائية، خفض الفاتورة الطاقية، والرفع من تنافسية المجمع الشريف للفوسفاط عالميا”.
المصدر:
هسبريس