آخر الأخبار

أكاديمية المملكة المغربية تنسج الروابط بين العلوم الإنسانية والممارسة الطبية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

نبّه جون سيبيليا، عميد كلية الطب بجامعة ستراسبورغ بفرنسا، إلى أن بعض استخدامات الذكاء الاصطناعي سوف تفاقم من حدة غياب العدالة في مجال الصحة، داعيا إلى استثمار مفاهيم تعبر عن “أخلاقيات مُقاوِمة”؛ لأن “الشق الأخلاقي متعدد الأشكال بالضرورة، ونحتاج رؤية أخلاقية شاملة تتأثر بالاعتبارات الأخرى، فيكون انعكاسها متحققا ضمن مبادئ البحث العلمي في الشأن الطبي”.

مصدر الصورة

وذكر سيبيليا، الأربعاء، خلال مشاركته في جلسة علمية حول “الحوار بين العلوم الإنسانية، وعلم الأحياء والطب”، منعقدة ضمن الملتقى المغربي-الفرنسي للصحة حول “أخلاقيات الطب وعلم الأحياء في الصميم الإنساني.. بين العلم والضمير”، استمرار وجود أبحاث علمية على الحيوانات، مشددا على “ضرورة أن تكون هذه الممارسة أيضا مستوحاة من الصرامة الأخلاقية في التعامل مع الحيوان”.

وأثناء التوسع في محاضرته التي تتمحور حول “الأخلاقيات والبحث في طب الأحياء.. من الأسس إلى التحديات الجديدة”، تطرق الأكاديمي الفرنسي إلى مفهوم “الأخلاقيات المُحدثة”، موضحا أن “المفهوم يقوم على أن التفكير الأخلاقي يجب أن يبدأ منذ اللحظة الأولى لتصور المشروع ووضع تصميمه، وأن ترافق هذه الرؤية الأخلاقية جميع مراحل المشروع حتى تطبيقه العملي في الميدان والمجتمع”، وسجل أنه “مفهوم مثير للاهتمام لكونه ينطوي على مقاربة تشاركية”.

مصدر الصورة

وشدد المتحدث على الحاجة الملحة إلى “منطق تشاركي في العمل”. وتابع: “الأخلاق لا يمكن أن تكون إلا تشاركية، تماما كما هي الحال في البيئة”، موردا أنه “ما دامت البيئة شأنا سياسيا صرفا أو مقتصرة على ‘قلة محظوظة’ فلن تنجح. ومن ثم، فالأخلاق، شأنها شأن البيئة، نظام شامل يهم الجميع؛ وعندما لا يتم استدعاء الجميع للمشاركة، في كل وقت وعلى كل المستويات، فلن يكون العمل فعالا”.

كما توقف من جهة أخرى عند “أخلاقيات المخاطر”، وأكد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المخاطر الكامنة في الأجهزة أو العلاج نفسه أو المخاطر المتعلقة بالمريض”، مشددا على “ضرورة فهم هذه المعادلة وتقييمها. وقد أصبح من الواضح، اليوم، أن هذه مسألة تتطلب عملا جادا؛ إذ لم يعد ممكنا التعامل معها اعتمادا فقط على التجارب العشوائية التقليدية كما في الماضي. ولذلك، بعض التجارب تستثمر شخصيات رقمية (avatars) للتعامل مع هذه المخاطر”.

من جانبها، قالت البروفيسورة نجية حجاج حسوني، عضو أكاديمية المملكة المغربية وعميدة كلية الصحة بالجامعة الدولية بالرباط، إن العلوم الإنسانية في السياق الطبي تضيف بعدا إنسانيا ونقديا للممارسة الطبية، وتساعد على تطوير رعاية صحية أكثر ملاءمة وفعالية في مواجهة تحديات العصر.

مصدر الصورة

وسجلت حجاج حسوني، ضمن مداخلتها الموسومة بـ”دور العلوم الإنسانية والاجتماعية في الطب.. نحو العلوم الإنسانية الطبية”، أن “دمج هذه العلوم مع الطب يتيح فهم تجربة المريض بشكل أعمق، وتطوير التعاطف والقدرة على التفكير النقدي”.

وأشارت العميدة إلى دور هذه العلوم الإنسانية في “تحسين التواصل بين الطبيب والمريض، وتكييف الرعاية الصحية وفق السياقات الثقافية المختلفة، إضافة إلى الوقاية من الإرهاق المهني بين الكوادر الصحية”، مبرزة أن التخصصات المشاركة متعددة وتشمل الفلسفة وعلم الأخلاق وتاريخ الطب وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والأدب والفنون وعلم النفس والقانون والاقتصاد؛ وهو ما يعكس الطبيعة متعددة التخصصات لهذا المجال”.

وأوضحت البروفيسورة المغربية أن “تطبيقات هذه العلوم في التعليم الطبي يمكن أن تشمل برامج دراسية إلزامية، وبرامج مزدوجة تجمع بين الطب والعلوم الإنسانية، أو تخصيص شهادات جامعية متخصصة في هذا الموضوع، بالإضافة إلى طرح شراكات متعددة التخصصات”، مشيرة إلى إمكانية أن تتضمن المناهج والأساليب طرق تعليمية مبتكرة مثل الطب السردي؛ من خلال أوراش كتابة وتحليل قصص المرضى، وتعزيز التفكير التأملي في الممارسة السريرية”.

مصدر الصورة

وتطرقت عضو أكاديمية المملكة المغربية، خلال الملتقى المنظم من لدن أكاديمية المملكة المغربية بتعاون مع أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات والأكاديمية الوطنية للطب بفرنسا ومؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، كذلك إلى “العلاج بالفنون عبر دراسة الأعمال الفنية، وزيارات المتاحف، وتطوير مهارات الملاحظة السريرية”، وكذا “خيار الأندية السينمائية بالمستشفيات كذلك، الذي يتيح تحليل الأفلام والوثائقيات والمسلسلات الطبية، مثل ‘Ciné-club Barberousse’ في باريس”.

من جهة أخرى، عرض إيمانويل فلان روز، أستاذ علم الأعصاب في جامعة السوربون، لتجربة بودكاست “Le Serment d’Augusta” الذي يعده رفقة أوليمب دوجي، لمناقشة موضوع العلوم الإنسانية الطبية بهدف إعادة تصور علاقة الرعاية الصحية، مع مراعاة التساؤلات الراهنة حول دور المرضى داخل المنظومة الطبية ومكانة الصحة في المجتمع.

مصدر الصورة

وحسب ملخص المحاضرة، فإن التجربة تركز على دمج المحددات البيولوجية والبيئية والنفسية والاجتماعية للصحة بهدف تحسين جودة العدالة والإنصاف في الرعاية الصحية. كما تولي اهتماما خاصا لتأثيرات الصور النمطية والتمييز في الرعاية الصحية، ولصعوبات الوصول إلى الخدمات الصحية لدى الفئات الضعيفة.

يجمع بودكاست “قسم أوغوستا” بين “المعرفة التجريبية والطبية- العلمية ضمن إطار العلوم الإنسانية والاجتماعية. ويستهدف كذلك الجمهور العام؛ ليكون أداة وممارسة ديمقراطية في الصحة، إذ يتيح للممارسين والمرضى التعرف على بعضهم البعض والتعلم المشترك، غالبا خلال لقاءات وجلسات تفاعلية بين المرضى والأطباء والطلاب والأساتذة والجمهور”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا