أكد يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والشغل والكفاءات، أهمية تعزيز البنيات التحتية داخل المقاولات لضمان شروط المراقبة والتحكم في ممارسات الصحة والسلامة في العمل، مشددا على أن الهدف ليس مجرد المساعدة التقنية، بل تحقيق الأمان في بيئة العمل.
وشدد المسؤول الحكومي خلال مشاركته في فعاليات المعرض الدولي للصحة والسلامة المهنية وحماية الأشخاص والممتلكات المنعقد بمدينة الدار البيضاء، على أهمية التنويع القطاعي في معالجة قضايا الصحة والسلامة في العمل.
وأكد الوزير، خلال ندوة بعنوان “استراتيجية المعهد الوطني لظروف الحياة في العمل في مجال الصحة والسلامة المهنية: نحو المستقبل”، أن النهوض بهذا المجال يقتضي تطوير منظومة الإشراف والتكوين وتدبير الموارد البشرية.
وأشار الوزير إلى أن عدد المهنيين المؤهلين والمعتمدين في الصحة والسلامة المهنية لا يزال محدودا، وهو ما يستدعي بذل مزيد من الجهود على الصعيد الوطني لسد هذا الخصاص.
وثمن مبادرة مديرة المعهد الوطني لظروف الحياة في العمل (INCVT) التي أطلقت حوارا موسعا مع مختلف الاتحادات المهنية، بهدف بلورة خطة عمل واستراتيجية طموحة تمكن المعهد من الاضطلاع بدوره الريادي في هذا المجال الحيوي.
وأوضح الوزير أن التحديات تختلف من قطاع لآخر، سواء في المناجم أو البناء أو السياحة أو الخدمات، ما يتطلب مقاربات متخصصة لكل مجال.
وأشاد المتحدث عينه كذلك بمشاركة شبكة المرأة في هذا الحدث، مؤكداً أن تمكين المرأة ومواكبة مسارها المهني يتطلب اهتماما خاصا وجهدا إضافيا، داعيا إلى تبني مبادرات استباقية في هذا الاتجاه.
وفي سياق حديثه، أبرز السكوري أن الحكومة، بتوجيهات من الملك محمد السادس، تعتمد استراتيجية طموحة، وهو ما تعكسه مقتضيات قانون المالية الحالي الذي يقدم حلولاً عملية لفائدة الشباب والنساء والباحثين عن الشغل والخدمات ذات الجودة.
وأشار الوزير إلى أن مرافقة هذا التوجه تتطلب تحسين ظروف العمل في القطاعات الصناعية والخدمية على حد سواء، قائلا إن “ما يهمنا ليس فقط الجوانب التقنية والمادية، بل أيضا رفاهية العاملين وصحتهم النفسية، لأن البعد اللامادي يؤثر بشكل كبير على الأداء والالتزام المهني”.
وأضاف أن الجيل الجديد من الأجراء له متطلبات مختلفة، مما يفرض إعادة التفكير في فضاءات العمل، وساعاته، وصيغه، بما يضمن بيئة مهنية قائمة على الاحترام والتقدير الذاتي والرفاهية.
ولفت السكوري إلى أن كثيرين اليوم لا يرفضون العمل لأسباب مادية فقط، بل بحثا عن ظروف أفضل تضمن توازنهم النفسي والمهني.
كما نوه بالمعرض والصالون المهني المنظم في هذا الإطار، داعيا إلى مزيد من الانفتاح على المواضيع الجديدة مثل الاحتراق الوظيفي، التوتر، التطوير الذاتي، وإعادة الإدماج المهني، معتبرا أن هذه العناصر أصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من مفهوم الصحة والسلامة في العمل بالمعنى الواسع.
المصدر:
العمق