في أول خروج إعلامي له عقب تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار يدعم خطة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية اعتبر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أنه “تتويج لمجهود كبير” للملك محمد السادس، “خلال الـ26 سنة الأخيرة”، مشيرا إلى أنه قبل سنة طالب الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية، وهو ما تحقق، وفقه، عبر القرار الجديد.
وقال بوريطة في حوار حصري مع القناة الثانية: “اليوم إذا كان المغاربة يحسون بأن هناك تحولا بعد البشرى التي زفها جلالة الملك، والمرتبطة بقرار مجلس الأمن، فإنه جاء ثمرة لمجهود كبير قام به جلالة الملك محمد السادس خلال الـ26 سنة الأخيرة”.
وأضاف الوزير الذي كان يشرح “كيف وصلنا إلى هذه اللحظة”: “نعيش اليوم تتويجا لانخراط ومجهود شخصيين” للملك محمد السادس، مردفا: “القرار في حد ذاته قطيعة مع القرارات السابقة، وتحول في قضية الصحراء”.
وتابع المسؤول الحكومي ذاته شارحا: “في 1998 كنا نتحدّث عن مخطط التسوية عبر الاستفتاء الذي يعد الاستقلال أو الانفصال أحد الخيارات الأساسية”، موضحا أن الملك “منذ ذلك التاريخ، وقبل نهاية 1999 تحديدا، بدأ الاشتغال على كيفية الخروج من هذا المسار الذي ظهر أنه لن يعطي أي نتيجة وصعب التطبيق”.
بعد ذلك باشر الملك محمد السادس “الاشتغال على البديل”، وهو “مبادرة الحكم الذاتي التي بدأ العمل عليها منذ سنة 2004، لتوضع رسميا سنة 2007″، وفق بوريطة، الذي سجل أنه عند “تعثر المسار، بسبب غياب الإرادة لدى الأطراف الأخرى” انتقل الملك محمد السادس إلى “جعل الحكم الذاتي المرجع بالنسبة للدول، ما دامت الأمم المتحدة لم تكن مستعدة آنذاك”.
واستحضر ضيف القناة الثانية إشارة الملك محمد السادس، في خطابه، إلى أن ثلثي الدول في الأمم المتحدة تعترف بالحكم الذاتي، مردفا: “هذا لم يأت من فراغ، ففي 2007 و2008 و2009 كانت فقط بضع دول تعترف بهذه المبادرة”.
وبخصوص منعطف الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، سنة 2020، قال الوزير ذاته إنه جاء “بعد تفاعل كبير للملك محمد السادس مع الإدارة الأمريكية آنذاك”، وواصل: “كانت المقاربة والرؤية واضحتين منذ البداية لدى الملك، مع التأني إستراتيجي، وعزيمة بأننا سنصل في هذا الملف”، وزاد: “في 2020 رغم أن ولاية الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب كانت مشرفة على نهايتها دخل الملك ذلك المسار في إطار تفاعله المباشر، فنلنا الاعتراف الأمريكي” في النهاية.
وأكد المسؤول الحكومي أن “الجميع كان يظن أن هذا الاعتراف ستتراجع عنه أمريكا بمغادرة ترامب كرسي الرئاسة، لكن الملك لم يحافظ فقط على هذا المكسب مع الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس بايدن، بل عند رجوع الرئيس ترامب اشتغل فغير موقف إسبانيا سنة 2021، وألمانيا في السنة ذاتها، وفرنسا بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي ورسالته إلى الملك محمد لسادس في يوليوز 2024، وأخيرا بريطانيا في يوليوز 2025”.
وذكّر المتحدث بما قاله الملك محمد السادس في خطابه خلال افتتاح السنة التشريعية الماضية، بخصوص وجود عالمين: عالم حقيقي واقعي به المغرب في صحرائه، ودول تعترف بالحكم الذاتي، وتنمية اقتصادية، “وعالم آخر يتمسك بتصورات قديمة وعفا عنها الزمن”، واسترسل بأن الملك سجّل آنذاك أن على الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها، “حتى لا يظل هذان العالمان في الآن نفسه”، وأن “تصبح القنطرة حتى يصبح العالم الحقيقي هو الموجود لدى وثائقها”.
سنة بعد ذلك، يمضي الوزير مفسرا، استمر اشتغال الملك، “واليوم أخذت الأمم المتحدة بالفعل مسؤوليتها، فغدا القرار الجديد، أمس، يعكس العالم الواقعي، أي إن الصحراء مغربية شرعية بالتاريخ والحقيقة، والحكم الذاتي هو المرجع الذي يجب أن يكون الأساس ونقطة الوصول”.
وشدد ناصر بوريطة على أن “المغاربة يجنون اليوم ثمار عمل الملك محمد السادس لمدة 26 سنة، وتطور هذا الملف”.
المصدر:
هسبريس