لم يفوت عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، فرصة سادس محطات الجولة التواصلية “مسار الإنجازات” بجهة بني ملال-خنيفرة، اليوم السبت فاتح نونبر الجاري، دون تأكيده أن “المسؤولية التي يتحمّلها ليست امتيازاً”، وقال أمام حضور غفير ناهز 2500 شخص: “أعتبرُها مهمة أساسية وثِقة مُقدسة أمام الله، وأمام جلالة الملك، وأمام مواطنات ومواطني هذا البلد الحبيب”.
وتابع رئيس الحزب القائد للائتلاف الحكومي، متحدثا في كلمة مطولة: “قد يقول البعض ‘ماذا يعرف هذا الرجل عن التحديات؟’، أجيبهم بأني ومنذ نعومة أظافري ظل والدي يُعلّمني أن الامتياز الكبير هو أن تكون لديك روح المسؤولية والمبادرة والعمل والاجتهاد. الطموح الذي أضعه نصب عيني كل يوم هو الطموح نفسه الذي نأمل أن نصل إليه جميعًا، لأولادنا ولِمغربنا؛ هو الذي يُعطينا القدرة على الصمود وعلى مواجهة الصعوبات كل يوم، مهما كان حجمها”.
وتعهّد أخنوش بأنه “دائم التذكّر لهذا الحلم الذي يجمعنا اليوم جميعا؛ وهو مغرب يسوده العدل، ويتيح العيش بكرامة ويُعطي فرصًا متكافئة”، مستدلا بخطاب الملك لافتتاح البرلمان، حينما أكد على “التحلي باليقظة والالتزام في الدفاع عن قضايا المواطنين”، وذكر بأننا “جميعًا لدينا مسؤولية كبيرة تجاه المواطنين وتجاه الوطن”، وتفاعل قائلا: “لهذا يجب أن نواصل العمل ونكون في مستوى المسؤولية. هدفنا هو تحقيق العدالة والكرامة والمساواة لجميع المغاربة. هذه مسؤولية نتحملها جميعًا”.
وزاد رئيس الحكومة: “سنمضي قدمًا ونواصل العمل حتى نكون عند حُسن ظن المغاربة؛ فالأزمات والاضطرابات يمكننا دائمًا تجاوزها، ولكن لا يمكننا تجاهلها ولا نسيانها، بالعكس يجب أن نستمع إليها. ما سمعناه بوضوح هو صوت يقول: ‘نريد ما هو أحسن، نريد ما هو أفضل في الصحة والتعليم، نريد ما هو أحسن لبلادنا التي نُحب'”، في إشارةٍ إلى التفاعل مع المطالب التي حملتها التعبيرات الاحتجاجية الشبابية التي عرفها المغرب مؤخراً.
رئيس “حزب الحمامة” أقام خلال خطابه ربطاً بين “ضرورة الإنصات للمواطنين” في جهة بني ملال خنيفرة وغيرها من جهات المملكة و”بين تفعيل وتسريع المشاريع الحكومية الكبرى في مجالات التشغيل، الصحة، والتعليم”، مع تأكيده على “القرب الميداني والبعد التشاركي في التدبير”.
وبعد إشارته إلى أن “جهة بني ملال خنيفرة تعيش مفارقة تنموية: موارد طبيعية غنية وتاريخ وحضارة عريقة، لكنها مازالت تعاني من ضعف في الخدمات وفرص الشغل”، أكد أخنوش قيام قيادة الحزب بـ”جولات ميدانية ونقاشات للاستماع للمواطنين والمنتخبين والمناضلين”، راصداً “تأثير الجفاف على الفلاحين وإغلاق بعض المصانع، ما أدى إلى هجرة داخلية(…)”.
ولم يفُت المسؤول السياسي والحكومي ذاته أن يشدد على أن “إصلاح الصحة لا يتحمل التأخير، لأنها أساس الكرامة”، بتعبيره، قبل استعراضه “خطة العمل الصحية التي تتضمن 10 مشاريع استعجالية ستنفذ خلال الأشهر الستة قادمة، قبل نهاية الولاية الحكومية الحالية، وتشمل: تحديث المستشفيات والمستعجلات، توفير الأدوية وتعميم خدمات الإسعاف، تحسين خدمات التدبير والنظافة والنفايات بجيل جديد من الصفقات، وكذا تفعيل بوابة ‘Chikaya santé’ كآلية لتتبع شكايات المواطنين”.
ولم تخلُ كلمة أخنوش من “عرض المشاريع الصحية في جهة بني ملال خنيفرة”، زافّاً للساكنة خبر “انتهاء أشغال المستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح (سعة 250 سريرا) متم 2025″؛ فضلا عن مستشفيات جديدة في أزيلال (120 سريرا)، واويزغت، وأڭلموس.
وزاد المتحدث مستدلاً بـ”مراكز لتصفية الدم بخنيفرة، ومراكز نقل الدم وإعادة التأهيل ببني ملال”، فيما “يرتقب أن يكون المستشفى الجهوي ببني ملال (450 سريرا) جاهزاً نهاية 2026″، لافتا إلى أن المركز الاستشفائي الجامعي (CHU) سيكون جاهزاً في 2027 (520 سريرا)، وذاكراً حصيلة “118 مركزا صحيًا للقرب، 72 منها تشتغل بالفعل”.
“زعيم التجمعيين” تطرق، كذلك، إلى أن “مشروع قانون المالية 2026 هو ميزانية انتقالية تُوازن بين الدعم الاجتماعي والتحفيز الاقتصادي في إطار النموذج التنموي الجديد”، حسب توصيفه، معلناً “مشاريع استثمارية جارية ومستقبلية كبرى” بالجهة، تهم قطاعات مشغّلة: منطقة صناعية جديدة بواد زم لجلب المستثمرين وخلق فرص الشغل، وتهيئة سوق المنتجات التضامنية بخنيفرة، مع تعزيز الجهة بمنطقة الأنشطة الاقتصادية؛ كما استدل بنتائج برنامج “فرصة” الذي موّل 1614 مشروعا في هذه الجهة، “منها أكثر من ألف مشروع ناجح، وخلق أكثر من 21.000 فرصة عمل على الصعيد الوطني”.
وفي سياق “المنجَز الحكومي” لأربع سنوات قال أخنوش: “المشاريع والإصلاحات التي نعمل عليها كل يوم، منذ تحملنا المسؤولية، ليس لها إلا هدف واحد: تغيير ملموس ومباشر على حياة المواطنين. إنها أربع سنوات من العمل الجاد و’المعقول’ من أجل تغيير نريده أن يكون جذريًا وليس ترقيعيًا”، مستدركاً: “ربما لم نُسوِّق عملنا جيدًا لأن نيتنا كانت هي العمل أولًا، ومواصلة العمل الجاد من أجل تحقيق التحول الوطني الذي أراده الملك”.
“حققنا خلال هذه الفترة تقدمًا كبيرًا، ومازال يجب أن نكمل في طريقنا نحو التغيير والإصلاح (..) فتنزيلا للورش الملكي عرفت بلادنا تحولًا تاريخيا في مجال الحماية الاجتماعية: دعم مباشر لأزيد من 4 ملايين أسرة، ضمنها 5 ملايين طفل، وأزيد من مليون من كبار السن من 60 سنة فما فوق”، يورد رئيس الحكومة، وأضاف بنبرة فخر: “اليوم، المغاربة جميعًا أصبح لديهم الحق في التغطية الصحية نفسها، وجلالة الملك أعطى تعليماته من أجل استكمال ورش الحماية الاجتماعية، الذي يروم حفظ كرامة اجتماعية مستدامة لجميع المغاربة. هذا هو الأساس الاجتماعي، وهذا هو هدفنا الرئيسي، رغم أنه يتطلب وقتًا حتى يتحقق. ومع ذلك، ورغم التقدم الملحوظ الذي نراه ونعيشه، نحن على دراية تامة بكل ما تبقى إنجازه، في كل إقليم وفي كل جهة”.
المصدر:
هسبريس