آخر الأخبار

قوة التعلم الذاتي والمنهج .. "مدرسة 1337" تتميز في بطولة البورصة

شارك

في إنجاز يعد ثمرة مزيج من قوة التعلم الذاتي وتكامل البرمجة مع المجال المالي وقيمة منهج التعليم التعاوني القائم على المشاريع الجماعية وتفجير الإبداع، تمكّن نور الدين آيت بوقري، طالب بمدرسة 1337 بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، من نيل المركز الثاني ضمن نسخة 2025 من بطولة البورصة.

همّت المسابقة، التي توّج ضمنها آيت بوقري، وهو طالب في السنة الأولى تخصص هندسة البرمجيات، تدبير محفظة افتراضية بقيمة مليون درهم يتم استثمارها بشكل افتراضي في أسهم مدرجة ببورصة الدار البيضاء.

وبعد ما يقارب خمسة أسابيع من منافسة محتدمة بين 2124 طالبا مغربيا وأجنبيا من جامعات مغربية مختلفة وطلبة مغاربة بالخارج، جرى يوم الثلاثاء الماضي تتويج الستة الأوائل بجوائز من بورصة الدار البيضاء، والاستفادة لاحقا من تكوين متخصص في مجال المالية، وسنة كاملة من برنامج إرشاد وتوجيه مقدمة من أعضاء جمعية شبكة لندن-المغرب.

هسبريس التقت آيت بوقري، الذي يستكمل دراسته حاليا في مجالات الأتمتة وأدوات التطوير المعلوماتي (Development Tools)، “بهدف التخصص لاحقا في الهندسة السحابية”، بحرم مدرسة “1337”، وكشف خبايا ومميزات الدارسة بالمدرسة ودور حرصه على التعلم الذاتي، وكذا مرونة توقيتها في الحفاظ على شغف التداول، وصولا إلى التتويج ضمن بطولة البورصة.

مصدر الصورة

وقبل التحاقه، حصل نور الدين (23 سنة) على شهادة البكالوريا في العلوم الرياضية (ب)، ودرس السنة الأولى من الإجازة بكلية العلوم السملالية بمراكش-تخصص الرياضيات التطبيقية وعلوم الإعلاميات. إلا أنه في السنة الثانية، تعرّف على مدرسة 1337 عن طريق صديق كان قد اجتازها من قبل، وكان يروي له العديد من مميزات التكوين في البرمجة بها.

وقال الطالب ذاته لهسبريس: “بعد قيامي بالتحريات والاطلاع على العرض التكويني للمدرسة فالإعجاب بها، أكملت كافة الإجراءات اللازمة للتسجيل سنة 2023″، وصولا إلى الغوص في المسبح، وهو وفق “1337”، “اندماج لمدة 4 أسابيع فعالم لكود (…) بدون عطلة نهاية أسبوع”، من أجل العمل على مشاريع معلوماتية مع التعرف على الآخرين وتبادل تقييم المشاريع معهم.

البرمجة والتداول

وصف آيت بوقري هذه التجربة بأنها “فريدة”، مشيرا إلى أن مستواه في البرمجة تطور بشكل كبير خلال هذه الفترة وباقي الزمن التكويني بالمدرسة. ويرجع الفضل في ذلك إلى “طريقة التعلم التعاوني مع الزملاء (Peer Learning)”؛ إذ يرى أنها “من أهم الأسباب التي جعلته يكمل دراستها بـ1337، حيث تعتمد هذه الطريقة على الاشتغال في المشاريع العملية من دون وجود أساتذة تقليديين، ما يجعل الطالب يبحث عن إجابات للأسئلة التي تراوده عبر الإنترنت أو لدى زملائه”.

كذلك، تتميّز المدرسة، وفق الطالب ذاته، “بالمرونة في إدارة الوقت؛ إذ لا يوجد جدول محدد، بل يتحمل الطالب مسؤولية تنظيم وقته بنفسه، مع الالتزام بالمواعيد النهائية لإنجاز المشاريع”.

بالانتقال إلى شغفه بالتداول المالي، أكد نور الدين أن البرمجة ساعدته في تطوير مهاراته في هذا المجال، موضحا: “عند التحاقي بالمدرسة لأول مرة، كنت أحمل معارف محدودة في مجال التداول، فقسمت وقتي إلى فترتين: الدراسة صباحا بالمدرسة، واستغلال فترة بعد الظهر لتطوير مهاراتي في هذا المجال”.

وأضاف متفاعلا مع سؤال لهسبريس: “بالفعل، أحيانا تتطلب بعض المشاريع البرمجية مدة زمنية محددة لإنجازها، مثل شهرين. ولذلك، عند التأخر، أخصص كامل وقتي للبرمجة، وبعد الانتهاء أعود لممارسة أنشطة التداول المالي”.

تميز بالمسابقة

“جاءت مشاركتي في بطولة البورصة، نسخة 2024، بعد التعرف عن المسابقة عبر إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنني مهتم بمتابعة الأخبار المالية”، يقول نور الدين، الذي لم يحل في هذه النسخة ضمن الستة الأول، وعزا ذلك إلى أنه لم يكن يمتلك “صورة واضحة وشاملة” عن الأسواق المالية المغربية، رغم خبرته آنذاك “المتواضعة” في إدارة استثمارات ومحافظ افتراضية ناجحة على منصات مثل “US Stocks” و”Binance Stocks”، بما في ذلك فهم كيفية توازن الاستثمارات والسندات.

وتابع: “معرفتي بتلك الأساسيات لم تكن كافية لتحقيق نتيجة جيدة في البطولة الوطنية للبورصة؛ إذ كان ينقصني فهم آليات السوق المغربي: مميزاته ومكوناته”. وقد عزم، بعد حفل جوائز نسخة 2024، على المشاركة في نسخة 2025، مع العمل لاحقا على التعمق بشكل أكبر في المجال المالي المغربي.

مصدر الصورة

وقال عن أجواء المسابقة خلال نسخة هذه السنة، إن “أغلب المتسابقين كانوا من تخصصات مالية واقتصادية، خصوصا الستة الأوائل الذين يعد غالبيتهم طلبة بالمدارس المتخصصة في الاقتصاد والتدبير ونحوهما”.

وبخصوص سر هذا التميّز لطالب في البرمجة بين طلاب متخصصين، أجاب: “ما جعلني قادرا على المنافسة في المجال المالي هو التعلم الذاتي المستمر، وإدارة محافظ افتراضية لاختبار ما أتعلمه في التداول والبورصة”. ووصل إلى قناعة بأن “طالب البرمجة يمكنه تعلم أي مجال مالي؛ إذ تتصل البرمجة بعدد من المجالات المالية، والجهود المبذولة في البرمجة يمكن تطبيقها على مجالات أخرى متعددة”.

طموحات مستقبلية

في المستقبل القريب، يتطلّع نور الدين إلى إنهاء الدروس المشتركة في مدرسة “1337”، ليجري إثر ذلك تدريبا في الهندسة السحابية أو البرمجة.

وقال: “إذا توفرت فرصة تجمع المجالين فستكون أفضل، على أن أعود بعد ذلك لتطوير مهاراتي في الكلاود والمجال المالي قبل الالتحاق بسوق العمل لأصبح محترفا يجمع بين البرمجة والمجال المالي، قادرًا على تقديم حلول للمشكلات المزمنة في القطاع المالي”.

وسجّل أن هذا الطموح يأتي “في وقت تستثمر فيه العديد من الشركات الناشئة في هذا المجال الواعد”، مشيرا إلى ما يشهده المغرب من “مرحلة شاملة من التحول الرقمي، وأن أي قطاع يسعى للتطور على الصعيد التكنولوجي، خصوصا في مجال التكنولوجيا المالية، سيجد أمامه فرصا كثيرة”.

وخلص في ختام حديثه لهسبريس إلى أن “هذا حافز لي لمزيد من البحث والتعلم، خصوصا حول أسواق البورصة المغربية”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا