اعتبر خوسيه بونو، وزير الدفاع الإسباني الأسبق ورئيس مجلس النواب سابقا، أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي بشأن قضية الصحراء يمثل “بصيص أمل” حقيقيا للصحراويين بعد خمسة عقود من المعاناة، مؤكدا في الوقت ذاته أن خيار الاستفتاء الذي طُرح سابقا أثبت أنه “غير قابل للتطبيق”.
جاء ذلك في مقال رأي نشره عبر صحيفة Elespanol البارزة، أكد فيه بونو أن اعتراف الأمم المتحدة بمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره الأساس “الأكثر جدية ومصداقية واستدامة” يمثل “نقطة تحول تاريخية” ومخرجا واقعيا لإنهاء النزاع.
وأشار الوزير الأسبق إلى أن الأهمية القصوى، بمعزل عن قضايا السيادة، تكمن في إنهاء معاناة الصحراويين، خاصة في مخيمات تندوف بالجزائر، مستشهدا بتقارير صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (2020) والمفوضية الأوروبية (2007).
وترسم تلك التقارير صورة قاتمة للوضع الإنساني، حيث يعاني 7.6% من سوء التغذية الحاد، و28% من تأخر النمو، بينما تصل نسبة فقر الدم إلى 50% بين الأطفال و52% بين النساء في سن الإنجاب، مع فرصة لا تتجاوز 1% للوصول إلى التعليم الجامعي.
وفي تحليله، شدد الوزير الإسباني الأسبق على أن “الواقع والزمن قد فرضا منطقا آخر” بعد أن أثبت خيار الاستفتاء الذي طُرح قبل ثلاثين عاما أنه “غير قابل للتطبيق”.
وأضاف أن هذا المنطق الجديد يقوم على الحوار والتسوية والحلول الواقعية، معتبرا أن “مسار الحكم الذاتي يبرز باعتباره السبيل الوحيد القادر على توفير الاستقرار والكرامة والمستقبل” للصحراويين.
ودعم رأيه بالإشارة إلى التنمية الملموسة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمغرب، قائلا: “في زياراتي للمنطقة، تمكنت من التحقق من ذلك.. مدن مثل العيون والداخلة لديها اليوم بنى تحتية حديثة وجامعات وموانئ وحياة اقتصادية نابضة بالحياة”، مما يثبت أن مقترح الحكم الذاتي “ليس وعدا خطابيا، بل مشروع قيد التنفيذ بالفعل”.
ودعا بونو بلاده إسبانيا إلى تحمل “مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية” وعدم البقاء على الهامش، مقترحا أن تكون تجربتها في الحكم الذاتي مصدر إلهام لنموذج صحراوي ضمن السيادة المغربية.
كما أشاد رئيس منطقة كاستيا لا مانشا، بالدور الاستراتيجي للمغرب، واصفا إياه بأنه “البلد الأكثر تقدما وحداثة في العالم العربي” وشريك لا غنى عنه لأوروبا في مجالات الأمن والتجارة والهجرة.
وخص بونو بالذكر مبادرة الملك محمد السادس في خطابه الأخير، الذي مد فيه يده للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، معتبرا إياها دليلا على “رؤية رجل دولة ودبلوماسية رفيعة المستوى”، مضيفا أن هذا “الفعل الرمزي العميق يظهر رقي ونضج الدبلوماسية الملكية المغربية” القائمة على الحوار والتعاون.
واختتم مقاله بالتأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي، المدعوم بقوة من الأمم المتحدة، يمثل “فرصة تاريخية” لتحقيق المصالحة والاستقرار، وأن الصحراويين “لا يحتاجون إلى مزيد من الخطب أو الوعود، بل يحتاجون، مرة واحدة وإلى الأبد، إلى حياة يسودها السلام والحقوق والأمل”.
المصدر:
العمق