أعلن “المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات” عن تشكيل لجنة تحضيرية مؤقتة ستتولى إعداد وتحضير “المناظرة الوطنية حول الدبلوماسية الموازية” المرتقب تنظيمها في غضون الأشهر المقبلة، في سياق إسناد ودعم جهود الدبلوماسية الرسمية للوصول إلى “مرحلة حسم النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.
وجاء هذا الإعلان ضمن أشغال الدورة الثالثة والعشرين للجمعية العمومية للمركز، المُنظمة بمدينة الرباط تحت شعار “50 سنة من النزاع حول الصحراء.. من أجل قراءة واقعية في متطلّبات الحسم”، اليوم السبت.
وستُناط بهذه اللجنة التحضيرية المؤقتة مهام “التفاعل مع مختلف الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين وإعداد خاطرة طريق وتحديد المخاطبين بشأن المناظرة الوطنية نفسها”، في أفق “جعل هذا المشروع ذا بعد وطني واتخاذه كمساهمة ومساندةٍ فِعلية للدبلوماسية الرسمية المغربية، وفي سبيل الطيّ النهائي لملف الصحراء”.
وخلال اللقاء الذي حضره مجموعة من الباحثين، قال عبد الفتاح بلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إن “هذا الإعلان يأتي استكمالا للتصور الذي أُعلن عنه سابقا ضمن أشغال الدورة الثانية والعشرين للمركز، والذي يدعم خلق شراكة مؤسساتية مع الأطراف الحكومية وغير الحكومية أيضا، بخصوص نفس الموضوع”.
وأكد بلعمشي أن “هذا التوجّه يبقى ذا أهمية بالغة، خصوصا أمام ما تشهده القضية الوطنية بعد 50 سنة من تدبير هذا النزاع، وفي سياق تمكّن المغرب من تحقيق مكاسب سياسية وحقوقية وقانونية كذلك”.
وتمسّك رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بـ”الأدوار الرئيسية والكبرى التي يمكن للمجتمع المدني، لاسيما العلمي منه، الاضطلاع بها، بالعودة دائما إلى التوجيهات الاستراتيجية التي حدّدها الملك محمد السادس خلال افتتاح الملك لأشغال السنة التشريعية الجارية”.
وزاد المتحدث ذاته: “نحتاج إلى مواكبة سياسية مجتمعية للاستحقاقات الرياضية الكبرى التي سينظّمها المغرب خلال السنوات المقبلة، وكذا إذكاء روح المواطنة والعمل على دعم القدرات الجماعية للوصول إلى فهم حقيقي ومسؤولٍ للأدوار الرئيسية للمجتمع المدني العلمي والأكاديمي”.
كما شرح بلعمشي لهسبريس بأن “الأمل معقود على جعل هذا المشروع مشروعا وطنيا يتجاوز المركز ويفتح الباب أمام الطاقات التي يزخر بها المجتمع العلمي والأكاديمي المغربي، والتي تظل مدعوة إلى الانخراط في تشكيل الدبلوماسية المغربية الموازية، بغرض دعم المجهودات التي تقوم بها نظيرتها الرسمية”.
وبعدما أكّد التوجّه نحو تنظيم الحدث الأكاديمي ذاته في غضون الأشهر القليلة المقبلة، سجّل رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات أن “هذه التحركات تأتي في إطار سياق حسّاس ولا يقبل التراخي؛ بل يحتاج إلى تكثيف المجهودات الجماعية للوصول إلى مرحلة حسم هذا الملف، ثم التطلع إلى ملفات أخرى ذات أهمية وأبعاد اقتصادية وثقافية وحضارية”.
من جانبهم، سار باقي أعضاء المركز، الذين حضروا أشغال الدورة الثالثة والعشرين لجمعيته العمومية، على المنوال نفسه، بتشديدهم على أن “السياق يستدعي التأسيس لدبلوماسية موازية، تقودها بالأساس الطاقات الأكاديمية والعلمية، في أفق تخليد خمسينية المسيرة الخضراء في نونبر المقبل، لما لذلك من أهمية كبرى”.
وتم أيضا خلال اللقاء المذكور عرض حصيلة عمل “المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات” منذ 30 يونيو 2024، سواء على مستوى العمل البحثي أو العمل من داخل الجامعات المغربية، لاسيما بجامعات: ابن زهر بأكادير، محمد الخامس بالرباط، شعيب الدكالي بالجديدة، والقاضي عياض بمراكش.