تحسين مناخ الأعمال.. المغرب يحل ثالثا في ترتيب البلدان الإفريقية الجاذبة للاستثمار

مصدر الصورة

حقق المغرب قفزة نوعية في مؤشر الجاذبية التجارية في إفريقيا، محرزا المركز الثالث في أحدث تصنيف لشركة Bloom Consulting، ويعكس هذا الإنجاز نجاح المغرب في تعزيز بيئته الاستثمارية، مدعومًا بعوامل عدة من بينها جاذبيته الاقتصادية، واستقراره الاجتماعي، وتشجيعه للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتطوير بنيته التحتية الرقمية.

واستند هذا التصنيف إلى بيانات شاملة جمعت على مدى عامين، بدءًا من عام 2021 وحتى عام 2023، مبرزة بشكل خاص الجاذبية الرقمية للمغرب، والتي تم قياسها بدقة باستخدام أداة تحليلية متطورة ابتكرتها الشركة.

وتعتمد هذه الأداة على فحص دقيق لحجم عمليات البحث الإلكتروني المتعلقة بالاستثمار والعوامل الاقتصادية والاجتماعية في كل دولة، حيث تم تحليل أكثر من 22 مليون مجموعة من الكلمات المفتاحية بأكثر من 20 لغة، وبفضل هذه الأداة، تمكنت الشركة من الحصول على رؤية استثنائية لسلوك المستثمرين على الإنترنت وآليات اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.

وأكدت نتائج التحليل استقرار تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نحو المغرب وزيادة جاذبيته الاستثمارية، ووفقًا لشركة Bloom Consulting، ويعود هذا التحسن إلى الارتفاع الملحوظ في التأثير الرقمي للمغرب على منصات التواصل الاجتماعي ومختلف القنوات الرقمية، مشيرا إلى أن المغرب نجح في توظيف هذا الحضور الرقمي بكفاءة لجذب اهتمام المستثمرين العالميين، مما عزز مكانته كقوة اقتصادية صاعدة في القارة الأفريقية.

هذا، ويعمل المغرب على القيام بسلسلة من الإصلاحات لتحسين مناخ الأعمال، حيث ساهم الاستقرار السياسي والرؤية الاقتصادية الواضحة، بالإضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية، في جذب المستثمرين الأجانب، كما أن المشاريع الكبيرة في مجالات الطاقة المتجددة والسيارات والزراعة قد جعلت من المغرب قوة اقتصادية في إفريقيا.

وكشف التقرير السنوي لشركة Bloom Consulting لعامي 2024 و 2025 عن تحولات جوهرية في ترتيب الدول الأفريقية الأكثر جاذبية للاستثمار، مسجلا تصدر جنوب أفريقيا قائمة الدول الأكثر جذبًا للاستثمار الأجنبي المباشر، وذلك على الرغم من تراجع حضورها الرقمي.

ويعكس هذا التغيير حسب المصدر ذاته، مرونة الاقتصاد الجنوب أفريقي وقدرته على اجتذاب الاستثمارات في مختلف القطاعات، مما يؤكد مكانته كقوة اقتصادية رائدة في القارة.

واعتبر التقرير، أن التراجع الحاد في الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتدهور الأداء الرقمي لنيجيريا أدي إلى فقدانها موقعها الريادي السابق. وعلى الرغم من استقرار الطلب الرقمي وتصنيفها الائتماني المرتفع، فإن هذه الانخفاضات تؤكد الطبيعة شديدة التنافسية لسوق التجارة الإفريقية.

وشهد تصنيف عامي 2024 و 2025 تقدمًا ملحوظًا للسنغال، حيث قفزت 11 مركزًا لتحتل المرتبة السابعة ضمن قائمة الدول الأفريقية الأكثر جاذبية للاستثمار، ويعود هذا الارتقاء إلى الإصلاحات الاقتصادية الجريئة التي نفذتها البلاد، والتي شملت تنويع القطاعات الصناعية وتطوير البنية التحتية.

وحسب المصدر ذاته، فإن الارتفاع الكبير في تصنيف استراتيجية علامة الدولة (CBS Rating ©) لبوركينا فاسو من درجة C إلى درجة BB يشير إلى تحسن ملحوظ في حضورها الرقمي في مجال التجارة.

وإلى جانب الأداء المستقر في مجالات أخرى، أوضح التقرير أن هذا التطور يؤكد ديناميكية المشهد التجاري في بوركينا فاسو، ومثلما فعلت السنغال، فقد نجحت بوركينا فاسو في بناء حضور رقمي قوي لم يكن موجودًا في التصنيفات السابقة.

وفي السياق ذاته، سجلت المؤسسة تراجعا في تصنيف غانا، وهو ما يعود بشكل أساسي إلى عدم قدرتها على مواكبة التحسينات التي حققتها دول أخرى مثل المغرب ومصر في مختلف المؤشرات الاستقرارية، وهو ما يظهر الطبيعة التنافسية المتزايدة لسوق التجارة الأفريقية.