آخر الأخبار

بوتين: الرئيس الروسي يشيد بالاستيلاء على مدينتي بوكروفسك وفوفشانسك

شارك
مصدر الصورة

أعلنت روسيا الاثنين أنها سيطرت على مدينة بوكروفسك شرقي أوكرانيا، التي تُعدّ خط إمداد استراتيجياً للقوات الأوكرانية، إضافة إلى مدينة فوفشانسك في شمال شرق البلاد.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن الاستيلاء على مدينة بوكروفسك الرئيسية شرقي أوكرانيا، سيُمكّن الجيش من مواصلة مهامه في عملياته الهجومية في أوكرانيا، في الوقت الذي يتوجّه فيه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو.

يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أيرلندا مساء الاثنين لتلقي إحاطة شخصية من رئيس الوفد الأوكراني المفاوض رستم عمروف، الذي أكد إحراز "تقدم كبير" في محادثات فلوريدا، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من العمل بشأن القضايا "الصعبة".

وكان زيلنسكي قد التقى الرئيس الفرنسي في باريس صباح الاثنين؛ حيث أكد على ضرورة عدم مكافأة روسيا على غزوها أوكرانيا، قائلاً إن أولوياته خلال محادثات السلام هي الحفاظ على السيادة والحصول على ضمانات أمنية قوية.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو قالت إنه يُظهر جنوداً روساً يرفعون عَلَمهم في الساحة المركزية لمدينة بوكروفسك، ولم يُقرّ المسؤولون الأوكرانيون بسقوط أيٍّ من المدينتين في أيدي الروس.

ونقلت الوكالات الروسية عن بوتين قوله خلال زيارةٍ له يوم الأحد إلى أحد مراكز القيادة: "هذا تطورٌ مهم. جميعنا نُدرك مدى أهميته. سيضمن ذلك حلولاً للمهام التي حددناها في بداية العملية العسكرية الخاصة".

وتُشير روسيا إلى غزوها المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف لأوكرانيا بأنه عملية عسكرية خاصة.

وأضاف بوتين: "تُمسك القوات المسلحة الروسية بزمام المبادرة بثقة، وتُواصل تنفيذ مهام العملية. وتتقدم القوات الروسية في جميع الاتجاهات تقريباً".

ونُقل عن بوتين قوله إن أوكرانيا لم تتمكن من الرد على تقدم الجيش الروسي، مُشيراً إلى النجاحات المُسجلة جنوباً في منطقة زابوريجيا.

وفي تصريحاته، وصف بوتين الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الأوكرانية في القتال بأنها "مأساة الشعب الأوكراني".

أهمية بوكروفسك وفوفشانسك

مصدر الصورة

ومنذ أشهر عدة، تدور معارك في بوكروفسك التي كان يقطنها نحو 60 ألفاً قبل الحرب. وقد تسلّل مئات الجنود الروس إلى المدينة منذ سبتمبر/أيلول، ما أدى إلى إضعاف دفاعات القوات الأوكرانية.

وتتمتع المدينة بأهمية استراتيجية كبرى لوقوعها عند تقاطع طرق وخطوط سكك حديد تؤدي إلى آخر معاقل القوات الأوكرانية في شرق البلاد.

وسيُصعّب سقوط المدينة إيصال الإمدادات إلى القوات الأوكرانية في محاور أخرى من الجبهة، كما يوفر للقوات الروسية منصة للتقدم غرباً حيث الدفاعات الأوكرانية أقل كثافة، وشمالاً باتجاه مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين.

كما يهدد سقوطها بتطويق الحامية الأوكرانية في مدينة ميرنوغراد المجاورة.

وكانت كييف قد أرسلت تعزيزات إلى بوكروفسك مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، بينها قوات خاصة، ونفت أي حصار لقواتها في المنطقة.

أما فوفشانسك في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، فهي محور معارك منذ مايو/أيار 2024، وقد دُمّرت بشكل شبه كامل. وظلت خطوط القتال فيها ثابتة لأشهر قبل التقدم الروسي الأخير.

ووصف وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف السيطرة على فوفشانسك بأنها "خطوة مهمة نحو تحقيق النصر وتحقيق أهداف" موسكو في أوكرانيا.

وقد أظهر تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب الذي يعمل مع "مشروع التهديدات الحرجة" أن الجيش الروسي حقق في نوفمبر/ تشرين الثاني أكبر تقدم له على الجبهة في أوكرانيا منذ عام.

ففي شهر واحد، سيطرت روسيا على 701 كيلومتر مربعة في أوكرانيا، وهو ثاني أكبر تقدم لها بعد التقدم الذي أحرزته في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024 والبالغ 725 كيلومتراً مربعاً، وذلك باستثناء الأشهر الأولى من الحرب في ربيع 2022.

تفاؤل أمريكي كبير

مصدر الصورة

على الرغم من ذلك، أبدى البيت الأبيض الاثنين "تفاؤلاً كبيراً" بإمكان التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، حيث يلتقي ويتكوف الثلاثاء الرئيس الروسي، على أن ينضم إليهما صهر الرئيس ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، وذلك بعد أكثر من ثلاث سنوات من غزو روسيا لأوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت "أعتقد أن الإدارة متفائلة جداً"، مضيفة أن الرئيس دونالد ترامب وفريقه "عملوا بجد من أجل هذه المساعي ويريدون جميعاً أن تنتهي هذه الحرب".

وأضافت "في الأمس فقط، أجروا محادثات جيدة جدا مع الأوكرانيين في فلوريدا والآن بالطبع، المبعوث الخاص ويتكوف في طريقه إلى روسيا" حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي.

وقد أنهى المفاوضون الأوكرانيون والأمريكيون يومين من الاجتماعات في فلوريدا، حيث عملوا على مراجعة خطة سلام وُصِفت بأنها منحازة لروسيا.

في حين بدا الرئيس الأوكراني أشد حذراً؛ حيث نشر على منصة إكس أن المحادثات كانت "بناءة للغاية"، لكن هناك "بعض القضايا الشائكة التي ما زالت قائمة ويتعين حلها".

وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن "المسألة الإقليمية هي الأصعب"، إذ تواصل روسيا مطالبة أوكرانيا بالتخلي عن مناطق شرق دونباس التي لا تزال تسيطر عليها، وهو ما تؤكد كييف أنها لن تفعله أبداً.

وشدّد زيلينسكي على أن إرساء "أمن حقيقي" يقتضي الحرص على عدم نيل روسيا "أي مكافأة" عن هذه الحرب.

"لا توجد حالياً أي خطة سلام نهائية"

مصدر الصورة

وجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني بعد لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، حيث انضم زيلينسكي إلى مكالمة هاتفية مع قادة أوروبيين، من بينهم قادة المملكة المتحدة وألمانيا وبولندا وإيطاليا.

وفي الخميس الماضي، صرّح بوتين بأن الأمريكيين عرضوا على روسيا مسودة خطة سلام، وأنها قد تُشكل "أساساً" لاتفاق مستقبلي لإنهاء الحرب.

وأثارت مسودة خطة السلام الأمريكية الروسية الأولية، التي نُشرت في نوفمبر/تشرين الثاني، حالة من الذعر في كييف وأوروبا.

إلى جانب ميلها الشديد لمطالب موسكو، حددت المسودة أيضاً كيفية استثمار مليارات الدولارات من الأصول الروسية المجمدة حالياً في المؤسسات المالية الأوروبية، وشروط وصول كييف إلى أسواق الاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، صرح ماكرون بأنه "لا توجد حالياً أي خطة سلام نهائية تُذكر"، كما أصرّ على أن أي مقترح من هذا القبيل لا يمكن التوصل إليه إلا بمساهمة من أوكرانيا وأوروبا.

ويسعى القادة الأوروبيون جاهدين للمشاركة في المفاوضات منذ تسريب خطة السلام، وحثّوا الولايات المتحدة على إشراكهم في صياغة أي اتفاق مستقبلي.

وقال ماكرون إن المسألة الإقليمية "لا يمكن حسمها إلا من قِبل الرئيس زيلينسكي"، مشيراً إلى أن قضايا الأصول الروسية المجمدة، والضمانات الأمنية، والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تحتاج إلى إشراك الدول الأوروبية.

وتحرص كييف وشركاؤها الأوروبيون على منح أوكرانيا ضمانات أمنية - مثل عضوية الناتو - تحميها من التعرض لهجوم جديد؛ لكن روسيا تعارض ذلك بشدة، كما استبعد دونالد ترامب أيضاً انضمام أوكرانيا إلى التحالف العسكري.

في الوقت نفسه، أشاد الرئيس الفرنسي بجهود إدارة دونالد ترامب لإنهاء الصراع، الذي بدأ عام 2014 بضم روسيا غير الشرعي لشبه جزيرة القرم، وجاء بعد ذلك غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وأضاف: "ننتظر الآن الرد الروسي: هل هم مستعدون لوقف القتال وتحقيق السلام؟ أود أن أشير إلى أن الروس رفضوا ثلاث أو أربع مرات، لذا لا يبدو أنهم في عجلة من أمرهم".

وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية الأخيرة في الوقت الذي يتورط فيه زيلينسكي في فضيحة فساد خطيرة.

ففي يوم الجمعة، استقال رئيس مكتبه، أندريه يرماك، الذي قاد أيضاً الوفد الأوكراني في محادثات السلام، بعد أن داهم محققو مكافحة الفساد منزله، على الرغم من أنه لم يُتهم بارتكاب أي مخالفات، كما أُقيل وزيران من الحكومة.

وقال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية يوم الأحد إن أوكرانيا لديها "بعض المشكلات الصغيرة الصعبة"، في إشارة إلى الفضيحة، لكنه كرر وجهة نظره بأن روسيا وأوكرانيا تريدان إنهاء الحرب.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا