كشفت وسائل إعلام مصرية عن واقعة إنسانية صادمة في حي المشروع الأميركي بحلوان جنوبي القاهرة، عُرفت إعلاميا باسم قضية "فتيات الكهف"، وذلك بعد العثور على شقيقتين وطفلة صغيرة وقد أمضين نحو 18 شهرا في عزلة تامة داخل شقة مظلمة بعيدا عن المجتمع.
وتشير التفاصيل إلى أن الشقيقتين، اللتين مرّتا بتجارب زواج فاشلة وانفصال مرير، انسحبتا من الحياة العامة قبل عام ونصف، وقررتا إغلاق باب شقة الأسرة على نفسيهما برفقة طفلة هي ابنة إحدى الشقيقتين، ليعشن في عزلة خانقة أشبه بالكهف. وأدى طول هذه العزلة إلى تدهور واضح في حالتهن الصحية والنفسية، إذ بدت عليهن علامات الهزال والضعف، وسط روايات تتحدث عن إصابتهن بحالة اكتئاب حاد وخوف مرضي من الآخرين.
القضية خرجت إلى العلن عقب تداول منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما استدعى تدخّل وزارة التضامن الاجتماعي عبر فريق التدخل السريع، الذي توجه إلى مكان الواقعة.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن الفريق التقى شقيقتهن الصغرى التي أوضحت أن الأختين تعيشان في شقة الأسرة منذ طلاقهما قبل عامين برفقة الطفلة، مشيرة إلى أنهما تعانيان من اضطرابات نفسية تتمثل في خوف مفرط من التعامل مع المجتمع. وأضافت أنها قررت نشر قصتهما عبر مواقع التواصل بعد أن عجزت عن مساعدتهما بمفردها.
وأكدت وزارة التضامن الاجتماعي أن حالة الأختين تتطلب متابعة علاجية متخصصة في مجال الصحة النفسية، بالإضافة إلى توفير دعم اجتماعي وإنساني لهما وللطفلة.
من جانبها، نقلت صحف محلية مصرية عن جيران الأسرة قولهم إن الشقيقتين تنتميان إلى عائلة ميسورة الحال ولديهما 3 أشقاء ذكور و3 شقيقات، مشيرين إلى أن الضغوط النفسية وفشل زيجاتهما كانا السبب المباشر وراء عزوفهما عن الاختلاط بالآخرين، ما أدى إلى الوضع المأساوي الحالي.
وتواصل السلطات حتى الآن جهودها لإقناع الشقيقتين بالخروج من الشقة والتوجه إلى العلاج تحت إشراف مؤسسات الرعاية الاجتماعية، في وقت تبديان فيه مقاومة واضحة لفكرة مغادرة العزلة التي فُرضت على حياتهما منذ ما يقرب من عامين.
وأشارت وزارة التضامن إلى أن فريق التدخل السريع قام بتوجيه ذوي الشقيقتين للتواصل مع الأمانة العامة للصحة النفسية، باعتبار أن الأختين ليستا محتجزتين، وأن حالتهما النفسية تحتاج إلى تدخل متخصص خارج نطاق اختصاص الوزارة، التي لا تتوفر لديها مؤسسات مهيأة للتعامل مع مثل هذه الحالات.