وسط مشهد درامي مزدحم بالأعمال والوجوه، تواصل الفنانة أسماء أبو اليزيد ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الوجوه النسائية في جيلها، بفضل اختياراتها المدروسة والدقيقة، وحضورها الهادئ، وأدائها الذي يجمع بين البساطة والعمق.
وفي موسم درامي شهد تنوعًا في القضايا والمعالجات، برزت أبو اليزيد بقوة بمسلسل "فات الميعاد" الذي يُعرض حاليا، وأثار نقاشًا واسعًا حول قضية العنف الأسري، ولاقى ردود فعل جماهيرية كبيرة، كما شاركت في تجربة من نوع مختلف تمامًا في مسلسل "مملكة الحرير"، الذي ينتمي لعوالم الفانتازيا والدراما التاريخية.
وفي حديثها مع "العربية.نت"، كشفت الفنانة أسماء أبو اليزيد عن دورها في العملين وما دفعها للمشاركة فيهما، وكواليس التصوير ومشاهد العنف التي جمعتها بالفنان أحمد مجدي، كما تحدثت عن طموحاتها الفنية.
قالت أسماء أبو اليزيد، إن مسلسل "فات الميعاد" شكّل لها تجربة مميزة على المستوى الفني والإنساني، مؤكدة أن الشخصية التي قدّمتها ليست بعيدة عن الواقع، بل تمثل نموذجًا متكررًا في عدد كبير من البيوت المصرية. وأوضحت أن قصة العمل لامستها منذ قراءة السيناريو لأول مرة، مضيفة: "جذبتني القصة من اللحظة الأولى.. لأنها ببساطة متكررة من حولنا".
وأشارت إلى أن شخصية "بسمة" في المسلسل لم تكن كما يصفها البعض بـ"الضعف أو السذاجة"، بل امرأة تصارع ظروفًا مركبة وتحاول الحفاظ على بيتها قدر الإمكان. وقالت: "كل سيدة تواجه أزمتها بطريقتها، وهناك عدد من السيدات يفضلن إعطاء المزيد من الفرص للشريك للحفاظ على استقرار المنزل.. وهذا ليس ضعفا".
وأضافت أبو اليزيد أن مشاهد العنف التي جمعتها بالفنان أحمد مجدي كانت صعبة من الناحية النفسية، رغم أنها نُفذت بأساليب فنية تضمن سلامة الفريق، وأكدت أن مجدي كان حريصًا على أن يطمئن عليها بعد كل مشهد.
وأوضحت أن المسلسل ناقش قضية العنف الأسري بجرأة، لكنها شددت على أن العمل لم يكن دعائيًا أو مباشرًا، بل ركّز على البُعد الإنساني والنفسي للشخصيات.
وعن ردود الفعل، أشارت الفنانة إلى أنها فوجئت بحجم التفاعل مع شخصية "بسمة"، وعبّرت عن امتنانها لرسائل عديدة وصلتها من سيدات تعرّفن على أنفسهن في تفاصيل الشخصية. وقالت: "كثير من الزوجات أرسلوا لي يروون تجاربهم مع عنف الأزواج، وكيف اتخذن قرارهن مثل بسمة.. وهذا ما أشعرني أن ما قدمته له معنى".
وفي سياق آخر، تحدثت أسماء أبو اليزيد عن مشاركتها في مسلسل "مملكة الحرير"، مشيرة إلى أن التجربة مختلفة تمامًا عن أي عمل سابق لها. وقالت إن المسلسل ينتمي إلى نوعية أعمال الفانتازيا، ويدور في عالم متخيل بعيد عن الواقع المعاصر.
وأوضحت أنها تقدم في المسلسل شخصية "الأميرة جليلة"، وهي شخصية قوية ومعقدة، تحمل مزيجًا من التقاليد والصراع الداخلي، مؤكدة أن العمل استلزم تحضيرات خاصة من حيث الشكل والأداء.
وأضافت أنها تحب الأدوار التي تتطلب منها نوع من التحدي، و"مملكة الحرير" كان يحتاج أن تعمل على الحركة، والصوت، وطريقة الكلام "كأنك تعيش بالفعل في حقبة أخرى".
كما أشارت إلى أن العمل استعان بفريق متخصص في الأزياء والماكياج والديكور التاريخي، ما ساهم في إقناعها بالدخول في هذا العالم المختلف، فكل شيء جرى العمل عليه بعناية ودقة شديدة.
وعن طموحاتها الفنية، أكدت أنها تتمنى العمل مع المخرج مروان حامد، كما تحلم بمشاركة الفنان كريم عبدالعزيز في عمل درامي أو سينمائي، واصفة ذلك بأنه سيكون "خطوة مهمة جدًا" في مشوارها الفني.
و شددت أبو اليزيد على أهمية أن يظل الممثل صادقًا مع نفسه في اختياراته، موضحة أن "الفكرة ليست في عدد الأدوار، لكن في أثر كل تجربة، وهل تصل للناس أم لا".
وعن علاقتها بالسوشيال ميديا، أوضحت أنها ليست نشطة جدًا، ولا تفضل مشاركة تفاصيل حياتها بشكل مفرط، مؤكدة أنها تحرص على الاحتفاظ بخصوصيتها: "أشارك فقط بما أحبه ويعبر عني، لا أنشر لمجرد التواجد والانتشار".