في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كشف تقرير مواقع "وايرد" التقني عن التوسع في استخدام نماذج اللغة العميقة والذكاء الاصطناعي للتحكم في المسيرات الخاصة بالجيش الأميركي، إذ كان الكاتب ويل نايت حاضرا لاختبار مباشر منذ أكثر من عام لمسيرات " أندوريل " التي تعتمد على نموذج يشبه " شات جي بي تي ".
تضمن الاختبار 4 مسيرات مصغرة يطلق عليها "موستانغ" (Mustang) يتم التحكم فيها من قبل نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل يشبه أدوات الدردشة التقليدية.
ويشير نايت في تقريره إلى أن هذه النماذج الاختبارية المصغرة هي تجربة مباشرة وحية لما تعمل "أندوريل" على تطويره لصالح الجيش الأميركي عبر مجموعة من الطائرات المقاتلة المصممة للطيران جنبا إلى جنب مع الطائرات المأهولة ضمن مشروع يدعى "فيوري".
ولا يمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي غريب عن القطاع العسكري والأتمتة بشكل عام، ولكن المختلف في محاولة "أندرويل" هي آلية التواصل مع الذكاء الاصطناعي التي كانت بسهولة طلب نص من "شات جي بي تي".
يظهر عرض "أندوريل" الاختباري التجسيد الحقيقي لمفهوم الأسلحة الذكية، وهو سلاح يمكنك أن تتحدث معه بصوتك وتطلب منه مهاجمة هدف ما ليأتيك الرد بالتأكيد أو النفي أو يتحاور معك ويقدم لك النصيحة.
وفي تجربة "أندوريل" طلب كولبي الذي كان مسؤولا عن التجربة من نموذج الذكاء الاصطناعي بصوته الهادئ أن يعترض الطائرة المعادية، وفي ثوان جاء الرد بصوت أنثوي من الحاسوب بالتأكيد على استقبال الأمر ليبدأ خلال ثوان بمهاجمتها.
لم يحتج كولبي أو غيره للتحكم في المسيرات أو توجيهها أو حتى الضغط على أي زر، كل ما احتاج إليه هو أمر صوتي واضح وصريح ليبدأ الذكاء الاصطناعي القاتل في تنفيذ الأمر.
وتعبر هذه الآلية عن التوجه الجديد في عالم الأسلحة والمسيرات المسلحة، إذ أثبتت المسيرات المسلحة التي يتم التحكم فيها عن بعد كفاءتها في الحرب الأوكرانية وغيرها، لذلك سعت "أندوريل" لتعزيز قدراتها أكثر.
تتسابق الشركات بشكل عام في الوقت الحالي لبناء نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر ذكاء أو حتى نماذج الذكاء الاصطناعي العام، وهو السباق العلني الذي تشارك فيه كافة الشركات.
ولكن خلف الأبواب المغلقة، تتسابق الشركات لصنع الذكاء الاصطناعي القاتل المقبل، وهو نموذج يستطيع الاستفادة من أنظمة الذكاء الاصطناعي اللغوية وقدراتها في تنفيذ الأوامر العسكرية وتبسيط مهام سلسلة القيادة والتحكم.
ويشير التقرير إلى ميزانية الدفاع التي أقرها ترامب لعام 2026 وتصل إلى تريليون دولار تضم بندا مخصصا لتقنيات الذكاء الاصطناعي العسكري تبلغ قيمته 13.4 مليار دولار.
كما يضيف بأن كلا من " غوغل " و"آنثروبيك" و" أوبن إيه آي " و"إكس إيه آي" المطورة لنموذج " غروك " حصلت جميعا على عقود تصل قيمة العقد الواحد منها إلى 200 مليون دولار.
وتهدف هذه العقود لتطوير مجموعة من الأسلحة والتقنيات الجديدة التي يمكن استخدامها في ساحة الحروب والمعارك، كما أنها تمثل زيادة مهولة عن العقد الذي انسحبت منه "غوغل" عام 2018 وكان متعلقا بتطوير منظومة "مافن" للتعرف على الأجسام الطائرة الغريبة.
وبعد انسحاب "غوغل" من هذا العقد، تقدمت "بالانتير" لتطويره حتى أصبح أحد أهم الأنظمة التي يعتمد عليها الجيش الأميركي بشكل عام وأبرزها من بين أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة.
ويذكر أيضا بأن "أندوريل" و"ميتا" يعملان معا على تطوير خوذ واقع معزز مخصصة للعساكر في عقد تتخطى قيمته 159 مليون دولار تقريبا.
تؤكد إميليا بروباسكو، التي تدرس استخدام الذكاء الاصطناعي عسكريا في جامعة جورج تاون في حديثها مع "وايرد" أن نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية ليست مستعدة للتحكم في الأسلحة والمسيرات والطائرات.
وذلك بسبب وجود الأخطاء التقنية بها فضلا عن حوادث الهلوسة المتنوعة التي تظهر أثناء استخدام النموذج، ولكنها تبرَع حاليا في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها بفضل قدرتها على التعامل مع المعلومات الضخمة.
وتضيف قائلة "الطموح الذي يخيفنا قليلا هو أن الذكاء الاصطناعي ذكي للغاية لدرجة أنه يستطيع منع الحرب أو مجرد القتال والفوز بها"، مشبهة الذكاء الاصطناعي بالسلاح السحري الذي ينهي المعركة بضغطة زر.
المصدر:
الجزيرة