انخفضت قيمة أسهم " آبل " بعد الانتهاء من حدث "آيفون 17" المقام في الأسبوع الماضي، ووصل هذا الانخفاض في مجمله إلى 3.23% من قيمة السهم وتسبب في انخفاض قيمة الشركة بأكثر 112 مليار دولار، وفق تقرير نشره موقع "بيزنس ستاندرد".
وسارعت منصات التواصل الاجتماعي في التقاط الخبر والحديث عنه بشكل مستمر، في إشارة إلى أن "آبل" تعاني وأن إطلاق "آيفون 17" سيئ وسيتسبب في انخفاض قيمة الشركة الكلية.
وبينما تحمل هذه المنشورات جزءا من الحقيقة، فإن الواقع أعقد من ذلك كثيرا وبه الكثير من التفاصيل المختلفة التي تساهم في تشكيل الصورة النهائية للحقيقة.
اعتاد خبراء المال والمهتمون بالأسواق المالية على التذبذب المختلف في قيمة أسهم الشركات، سواء كان تذبذبا إيجابيا يشهد ارتفاع قيمة السهم للأعلى أو سلبيا يؤدي لانخفاضها.
ولا يقتصر هذا التذبذب على "آبل" فقط، إذ تعاني منه الكثير من الشركات وهو أمر أشبه بالواقع الذي يجب أن تتعامل معه هذه الشركات.
كما أن التذبذب لا يعني بالضرورة أن الشركة تواجه متاعب مالية أو أن إدارتها قامت بخطوة خاطئة تودي بحياة الشركة واقتصادها بأكمله.
وربما كانت "تسلا" إحدى أكثر الشركات التي تعاني من مثل هذه التذبذبات، ولكنها ما زالت محافظة على مكانتها ضمن أغنى شركات العالم فضلا عن حفاظها على مكانة إيلون ماسك في قائمة أغنى رجال العالم.
ويمكن القول إن أسهم "آبل" ذاتها تعرضت لاهتزازة أكثر شراسة في أبريل/نيسان هذا العام، إذ انخفضت قيمة أسهم الشركة من 223 دولارا للسهم الواحد إلى 181 دولارا للسهم الواحد، وهو انخفاض يوازي 18% من قيمة السهم، وفق بيانات البورصة الأميركية.
ولم يقترن انخفاض أبريل/نيسان الماضي بأي حدث كبير لدى الشركة، إذ أقامت "آبل" حدثين خلال هذا العام، الأول كان في يونيو/حزيران والثاني كان في سبتمبر/أيلول.
وتجدر الإشارة إلى أن قيمة أسهم "آبل" بدأت ترتفع مجددا بعد الانخفاض المؤقت، إذ سجلت اليوم نموا بمقدار 1.76% عن السابق ومن المتوقع أن تستمر في النمو مع ارتفاع الإقبال على أجهزة "آيفون" الجديدة.
يشير تقرير "بيزنس ستاندرد" إلى أن الانخفاض حدث بسبب استياء المستثمرين من "آيفون 17" والشكوك حول قدرة "آبل" في تقديم ابتكارات تقنية جديدة، فضلا عن تعثر الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، يذكر التقرير التسريبات الكبيرة عن الهاتف وغياب المفاجآت في المؤتمر كأحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إحباط المستخدمين، وذلك إلى جانب انخفاض ربحية الهواتف ودفع الشركة أكثر من مليار دولار كضرائب للولايات المتحدة مما أدى إلى انخفاض أرباحها.
وربما كانت الضرائب المدفوعة من قبل الشركة إحدى أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الإحباط، إذ يذكر التقرير أن المستثمرين شعروا بالاستياء لأن "آبل" لم تقم برفع قيمة الهواتف مما يعني استمرارها في دفع الضرائب وخفض أرباحها.
كما خفضت عدة مؤسسات مالية مثل "فيليب سيكورتيز" (Philip Securities) و"دي إيه دافيدسون" (DA Davidson) تصنيف أسهم "آبل" مشيرين إلى أن الشركة تواجه أزمة في "الإبداع"، وفقا للتقرير.
وجه عملاء "آبل" ومحبوها ضربة موجعة لتوقعات المستثمرين والمؤسسات المالية التي شككت في نجاح "آيفون 17″، إذ تسبب الإقبال الواسع على الهاتف في الصين بتوقف متجر "آبل" وخوادمها مؤقتا، وفق تقرير نشرته "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
ويتابع التقرير الحديث عن الإقبال الواسع للمستخدمين مشيرا إلى أن الطلبات على أجهزة "آيفون 17" في الخمس دقائق الأولى من إتاحة الطلب على الهاتف تجاوزت معدل الطلبات على هواتف "آيفون 16" خلال اليوم الأول من إتاحة الطلب الخاص بها، مما يشير بشكل واضح إلى أن إقبال المستخدمين على "آيفون 17" أكثر من الجيل السابق.
وشهد "آيفون 17" القياسي معدل الطلب الأعلى في المتاجر الصينية، وذلك رغم غياب "آيفون آير" الجديد عن الأسواق لأن الشركة أعلنت تأخر وصوله إلى الصين.
كما يواجه المستخدمون صعوبة في الحصول على الهواتف الجديدة مباشرة من المتاجر في قوانغتشو، مقاطعة قوانغدونغ التي تعد معقل تصنيع أجهزة "آبل" بالصين، إذ يمتد وقت تسليم الهواتف حاليا في الصين إلى أبعد من 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وتكرر الأمر أيضا في المتاجر الأخرى حول العالم، إذ ذكر العديد من المستخدمين أن وحدات الطلب المسبق لأجهزة "آيفون 17 برو ماكس" نفدت خلال دقائق من إتاحة الطلب.
ويشير موقع "ماك رومرز" التقني إلى أن الأجهزة التي كانت مخصصة للطلب المسبق للهاتف في الولايات المتحدة نفدت جميعا مع توقعات بتأخر الدفعة التالية وتسليمها حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
ولا يختلف الأمر كثيرا في الإمارات، إذ نشر موقع "غالف نيوز" (Gulf News) تقريرا عن نفاد وحدات الطلب المسبق للهواتف مع وجود إقبال واسع على أجهزة "آيفون 17 برو" تحديدا.
ويشير هذا الإقبال الواسع إلى شهية المستخدمين لامتلاك الهواتف الجديدة في مختلف الدول، مما يؤكد أن المستخدمين أحيانا لا يهتمون بتحليلات الخبراء أو الترقيات الموجودة في الجيل الجديد من الهواتف.