في دراسة جديدة أجرى العلماء من كلية لندن الجامعية تجربة فريدة حيث حاولوا إعادة إنشاء العملية التي ربما أدت إلى ظهور أول كائن حي على الأرض منذ أكثر من 4 مليارات سنة.
ووفقا لإحدى الفرضيات الرئيسية المعروفة باسم "عالم الحمض النووي الريبي (RNA)" نشأت أشكال الحياة الأولى بفضل قدرة سلاسل قصيرة من الحمض النووي الريبي على التكاثر ذاتيا، وذلك قبل وقت طويل من ظهور هياكل معقدة مثل الحمض النووي (DNA) والبروتينات.
واستخدم الباحثون في التجربة ثلاثي النوكليوتيدات (تري نيوكليوتيدات)، وهي لبنات بناء صناعية للـ "RNA" لا توجد في الطبيعة الحديثة، ولكن ربما كانت موجودة قبل مليارات السنين فقاموا بتعريض جزيئات الحمض النووي الريبي لدورات من التسخين والتبريد وجعلوا الأحماض تؤثر عليها في الماء.
كانت النتائج مذهلة، حيث استطاعت خيوط الحمض النووي الريبي أن تنمو لدرجة أنها بدأت تتصرف مثل الجزيئات البيولوجية التي يُحتمل أن تكون قادرة على أداء وظائف كيميائية مفيدة.
والمثير للاهتمام أن التجارب أظهرت أن عملية تكرار الحمض النووي الريبي لا تعمل في المياه المالحة، مما يعني أن الجزيئات الحية الأولى ربما ظهرت في مصادر المياه العذبة، مثل الينابيع الساخنة أو البرك الحرارية المائية.
وهذه الأماكن وفرت التقلبات اللازمة في درجات الحرارة والبيئة الكيميائية المناسبة لتطور الحياة.
وهكذا، قرّبت هذه الدراسة البشرية من فهم العمليات الأساسية لنشأة الحياة، وتفتح آفاقا لمزيد من الأبحاث في مجال البيولوجيا التركيبية.
المصدر: Naukatv.ru.