وسّعت السلطات التركية نطاق التحقيق في حادث تحطّم طائرة رجال الأعمال التي أودت بحياة رئيس أركان الجيش الليبي وسبعة أشخاص آخرين، وذلك عقب إقلاعها من مطار إيسنبوغا في أنقرة باتجاه العاصمة الليبية طرابلس.

وأفادت مصادر رسمية تركية لوكالة الأناضول بأن التحقيق يُجرى تحت إشراف مكتب رئيس الادعاء العام في أنقرة، بمشاركة نائب رئيس الادعاء وأربعة مدّعين عامّين، في إطار تدقيق شامل يطال جميع الجوانب الفنية والبشرية المرتبطة بالحادث.

وفرضت الأجهزة الأمنية طوقًا أمنيًا محكمًا حول موقع التحطّم جنوب قرية كيسيكافاك في قضاء هايمانـا، حيث جرى تأمين كامل حطام الطائرة، بما في ذلك الصندوق الأسود الذي يُعد عنصرًا حاسمًا في تحديد أسباب الحادث.

وفي موازاة ذلك، باشرت الجهات المختصة عمليات تشريح الجثامين وإجراء فحوصات السموم لمعرفة الأسباب الدقيقة للوفاة، بينما تتواصل الإجراءات في معهد الطب الشرعي بالعاصمة أنقرة.

كما يركّز التحقيق على ظروف الطيارين قبل الإقلاع، بما يشمل حالتهم الصحية والنفسية، وأنماط النوم، واحتمالات تعاطي الكحول أو الأدوية، إضافة إلى مراجعة دقيقة لسجلات الصيانة الفنية للطائرة وقطع الغيار المستخدمة.

وشملت التحقيقات أيضًا مصادرة تسجيلات كاميرات المطار وكافة الاتصالات اللاسلكية بين الطائرة وبرج المراقبة، فضلًا عن أخذ عينات من الوقود والطائرة نفسها لاستبعاد أي تلوّث أو خطأ في نوع الوقود المستخدم.

وبالتوازي، طلبت النيابة العامة تقارير الأرصاد الجوية في وقت الحادث، مؤكدة أن التحقيق سيشمل أي احتمال لخلل هيكلي أو عيب في تصميم الطائرة، مع توسيع دائرة المسؤولية في حال ثبوت ذلك.