استعرض المهندس علي العابد، وزير التربية والتعليم بحكومة الوحدة الوطنية، التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع التعليم في ليبيا في حوار مفتوح أجرته الكاتبة إيناس احميدة على منصة “الصباح”من ضعف البنية التحتية إلى أزمة نقص الكتب المدرسية، مرورًا بتطوير جودة المدخلات والمخرجات من خلال إعداد المعلمين وتأهيل الإدارات التعليمية، ومعالجة القصور في التقويم والقياس، بهدف تحقيق إصلاح شامل ومستدام.
تميز العابد بالشفافية والجرأة في الاعتراف بالتحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية، مؤكدًا أن من الضروري إعادة الأنشطة الثقافية والمسرحية والموسيقية إلى المناهج الدراسية.
واعتبر أن لهذه الأنشطة دورًا بالغ الأهمية في دعم العملية التربوية وتنمية مهارات الطلاب، مؤكداً أن المدرسة ليست فقط مكانًا للتعلم الأكاديمي، بل يجب أن تكون بيئة متكاملة تنمي كافة جوانب شخصية الطالب.
كما تحدث الوزير عن أهمية دور الأخصائي الاجتماعي داخل المدارس، مشددًا على ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، وهو ما يعزز بيئة تعليمية سليمة تساعدهم على التفوق والتطور.
ورغم كونه حديث العهد بالوزارة، إلا أن العابد استفاد من تجربته السابقة في وزارة العمل، ما منحه القدرة على فهم أعمق لاحتياجات العملية التعليمية بشكل شامل.
وأكد الوزير أنه لم يقتصر على البقاء في مكتبه، بل قام بزيارة المدارس بشكل ميداني، مستمعًا للمعلمين والمديرين والمختصين، بل التقى بأولياء الأمور لمناقشة واقع الطلاب واستماع إلى مشكلاتهم بشكل مباشر.
وكشف العابد خلال حديثه عن شخصية متابِعة ومهتمة بحجم المسؤولية، معترفًا أن النجاح في إصلاح التعليم لا يمكن أن يتم بمفرده، بل يتطلب التعاون المجتمعي مع الخبراء والمعنيين لضمان تجاوزه التحديات وتحقيق نتائج ملموسة ومستدامة.
وأكد الوزير خلال الحوار على الحاجة إلى خطة وطنية مكثفة وطويلة المدى لإصلاح التعليم، مشيرًا إلى أن الوزارة ستجمع آراء جميع الأطراف المعنية عبر مؤتمر قريب يهدف إلى تحديد الأولويات وتطوير حلول واقعية تتجاوز معالجة المشاكل اليومية.
وفي الختام، شدّد العابد على أن جهود الوزارة مستمرة لحل المشكلات الآنية، مثل توفير الكتب المدرسية، معالجة الاكتظاظ في المدارس، ومتابعة المباني التعليمية المتعطلة، بما يسهم في خلق بيئة تعليمية ملائمة لتلبية تطلعات الطلاب والمجتمع.