أجرى رئيس هيئة الرقابة الإدارية، عبد الله قادربوه، اليوم الثلاثاء، زيارة ميدانية إلى مستشفى طرابلس المركزي، رفقة عدد من المسؤولين والمختصين في الهيئة، وذلك استنادًا إلى تقارير رقابية صادرة عن لجان متابعة المستشفيات العامة، والتي أشارت إلى تفاقم الأوضاع وتدهور مستوى الخدمات الصحية داخل المستشفى.
وخلال الجولة، وقف وفد الهيئة على جملة من المخالفات والملاحظات الخطيرة، تمثّلت في انهيار شبه كامل للبنية التحتية، وسوء إدارة منظومة الأدوية، حيث لوحظ تلف عدد كبير من الأصناف الدوائية نتيجة سوء التخزين وغياب الرقابة على عمليات الحفظ والتوزيع، إلى جانب عدم الاستفادة من الأجهزة الطبية المتوقفة منذ سنوات.
كما كشفت الزيارة عن اختلالات كبيرة في الانضباط الوظيفي، شملت حالات غياب وتأخر عن العمل، وضعفًا واضحًا في المتابعة الإدارية، بالإضافة إلى نقص حاد في الكوادر الطبية والطبية المساعدة، وغياب الصيانة الدورية للأجهزة، ما أثّر سلبًا على جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
وأشار التقرير إلى أن المستشفى تحول من مرفق علاجي إلى بؤرة محتملة للأوبئة، في ظل استقباله لحالات إيواء أجنبية دون أوراق ثبوتية، بعضها مصاب بأمراض سارية، ما يثير مخاوف إضافية تتعلق بالصحة العامة.
وفي ختام الزيارة، أصدر رئيس الهيئة قرارًا بإحالة المسؤولين عن هذه المخالفات إلى الإدارة العامة للتحقيق وإيقافهم عن العمل، مشددًا على ضرورة وضع رؤية إصلاحية شاملة لمعالجة الخلل البنيوي والإداري الذي يعاني منه المستشفى، ومؤكدًا أن الهيئة، بموجب قانونها رقم (20) لسنة 2013م وتعديله، ستواصل أداء دورها الرقابي ولن تتهاون في محاسبة المقصرين واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لضمان تحسين مستوى الخدمات الصحية وتلبية تطلعات المواطنين.