أثار خبر وفاة الناشط السياسي والإعلامي عبد المنعم المريمي، أمس الجمعة، موجة احتجاجات غاضبة.
ووفق بيان صادر عن مكتب النائب العام، نُقل المريمي إلى أحد مستشفيات طرابلس بعد إصابته بجروح خطيرة إثر “قفزه من سلم في الطابق الثالث” داخل مبنى النيابة العامة، وذلك بعد ساعات من اعتقاله على يد قوات الأمن، غير أن ظروف وفاته الغامضة فجّرت موجة من الغضب الشعبي، تخللتها أعمال شغب وقطع طرق وإشعال للإطارات في مناطق متفرقة.
ينتمي عبد المنعم المريمي إلى جيل من المثقفين الشباب الذين مزجوا بين النشاط السياسي والعمل الثقافي. تخرّج في كلية اللغات بجامعة طرابلس عام 1999، متخصّصاً في اللغة الإسبانية، وعمل لاحقاً في وزارة الثقافة والتنمية المعرفية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية.
برز اسمه إعلامياً من خلال المسلسل الكرتوني الرمضاني “يوميات الحاج حمد”، الذي لقي رواجاً واسعاً في البلاد، وأسهم في ترسيخ صورته ككاتب يتمتع بحس اجتماعي ساخر، كما كتب عدداً من الأغاني المعروفة، من بينها “لو تقدر تنساني” و”أمير الروح” التي لحنها وأداها الفنان الشاب جيلاني.
لكن المريمي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى وجه بارز في الحراك السياسي، ودعا إلى إصلاحات شاملة وتغيير في قيادة السلطة التنفيذية، ما جعله في مرمى التوترات الأمنية والسياسية المتزايدة في البلاد.
وفاته المفاجئة، بعد فترة قصيرة من اعتقاله، أثارت علامات استفهام واسعة، بينما يطالب ناشطون بفتح تحقيق شفاف في ملابسات الوفاة، محذرين من خطر الانزلاق نحو مزيد من العنف والفوضى.