كشف عدد من الصحفيين الليبيين عن تفاصيل تعرضهم لأعمال عنف جسدي وتحريض رقمي، خلال مشاركتهم في ورشة عمل نُظمت بالتنسيق مع لجنة حماية الصحفيين (CPJ)، ضمن برنامج “بصيرة” الذي أطلقته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حيث روى بعضهم حوادث اعتداءات خطيرة.
وشهدت الورشة، التي حضرها 25 صحفياً وصحفية، مناقشات معمقة حول التهديدات الرقمية، خاصة الإساءة عبر الإنترنت، وأساليب الحماية من التحرش الإلكتروني وإدارة مخاطره، وذلك في ظل تزايد استهداف العاملين في المجال الإعلامي.
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود تعزيز سلامة الصحفيين الليبيين ومساعدتهم على التصدي للتحديات الرقمية المتزايدة التي تهدد عملهم واستقلاليتهم.
وقالت إيلا ستابلي من لجنة حماية الصحفيين (CPJ) التي قادت التدريب: “إنها مشكلة عالمية. لم أصادف بعد بلداً لا يحدث فيه سوء المعاملة عبر الإنترنت”، مضيفة أن الأشكال الأكثر شيوعاً هي الرسائل المزعجة أو نشر المعلومات الشخصية (doxing)، وأن الوضع أسوأ بالنسبة للنساء.
وناقشت لجنة حماية الصحفيين سبب حدوث التحرش، وأبرزت أنه غالباً ما يكون لأن المتحرش يريد تغيير سردية معينة أو منع صحفي من تتبع بيانات أو معلومات معينة. ولأن الصحفيين يعملون في المجال العام، فهم أكثر عرضة للتهديدات والمخاطر.
وقالت ستابلي: “لم يتخذ العديد من الصحفيين أي خطوات لحماية أنفسهم رقمياً”، مشيرة إلى أنها شاركت نماذج تقييم المخاطر التي طورتها لجنة حماية الصحفيين لمساعدة الصحفيين عالمياً على دراسة بعض المخاطر قبل قيامهم بالمهام.
وأضافت ستابلي أن المضايقات والتحرش تؤثر على حرية التعبير. فإذا مُنع الصحفيون من الإبلاغ عما يريدون، غالباً ما يكون هناك انتشار أكبر للمعلومات الخاطئة والمضللة، وهذا يؤدي إلى الارباك وانعدام الثقة بين عامة الناس.
وشددت لجنة حماية الصحفيين على أن الصحفيات يواجهن مضايقات أكثر من نظرائهن الذكور، وسلطت الضوء على دراسة عالمية حديثة استمرت ثلاث سنوات أجراها المركز الدولي للصحفيين بدعم من اليونسكو. ووجدت الدراسة ما يلي:
كما سلط المشاركون الضوء على مخاوفهم بشأن ظهور الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن استخدامه لمضايقة الصحفيين من خلال قدرته على مسح الإنترنت والعثور على بيانات تاريخية وغير دقيقة.
وأضافت ستابلي: “يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل التحرش أسرع لأنه يسهل على المتحرشين العثور على المعلومات. عليك إزالتها من المصدر الأصلي وحتى ذلك الحين قد لا يكون كافياً”، وأوصت بأن أفضل حماية هي أن تكون أكثر وعياً بما يتم نشره والحد منه حتى لا ينتشر على الإنترنت في المقام الأول.
ونوهت البعثة الأممية بأنه ستُعقد جلسات أخرى حول هذه القضية، وقضايا أخرى، ضمن برنامج “بصيرة” في يوليو، وأوضحت أن الصحفيين وغيرهم من المهنيين الإعلاميين مدعوون للتسجيل في برنامج “بصيرة”، بما في ذلك ورشة عمل بصيرة القادمة حول كيفية حماية الصحفيين أنفسهم من التحرش عبر الإنترنت.