تستعد الأكاديمية الليبية والمدربة الدولية، الدكتورة كريمة القويري، لتوقيع مذكرة تفاهم مع منظمة السلام الإيطالية، واصفة إياها بأنها “مذكرة تختص بتدريب النساء المهجرات والشباب من كل المدن الليبية ومن دول الجوار بسبب الحروب، وتأهيلهم لسوق العمل بما يمكنهم من الاندماج المجتمعي وكسب الرزق والمساعدة في إعالة أسرهم”.
وأكدت القويري في تصريح خاص لشبكة “عين ليبيا”، أن المذكرة تولي اهتمامًا خاصًا بالفئات المعوزة والأشخاص ذوي الإعاقة، دون فرض أي رسوم أو تكاليف، مشيرة إلى أن هذه الجهود تُبذل “دون أن نتحصل على أي تمويل مالي أو دعم لوجستي”.
وحول خلفية التعاون مع المنظمة الإيطالية، أوضحت القويري أن ثمة سوابق تعاون مع مؤسسات دولية مثل “براجما” الأمريكية و”كيمونكس”، حيث تم تأهيل مجموعة من النساء والشباب لتدريس رياض الأطفال بطريقة “مونتيسوري”، ووصفت التعاون بأنه “مثمر وأدى إلى حصولهن على فرص عمل بعد التدريب والتأهيل”.
وأضافت أنها تعرفت على مركز السلام عبر “المركز العربي الأوروبي للسلام” ومؤسسة براجما، مشيرة إلى أن التعاون مع منظمة كيمونكس تم عن طريق “منظمة فرصة عمل في مصراتة”.
وأشارت القويري إلى أن مجالات مذكرة التفاهم ستشمل “الدعم الكامل في مجال التدريب والتأهيل لضمان نتائج وجودة التدريب”، وستستهدف النساء والشباب المهجرين والمعوزين وذوي الاحتياجات، بهدف تأهيلهم لسوق العمل ومنحهم فرصًا حقيقية للتوظيف.
وأكدت أن النساء الليبيات والمهجرات سيستفدن بشكل مباشر من الاتفاقية، حيث سيتم استهدافهن بمجموعات تدريبية تؤهلهن لسوق العمل، كما ستُعتمد شهادات التخرج من وزارة العمل الليبية، الجهة المخولة لاعتماد البرامج التدريبية، كما سيتم التنسيق مع منظمات مختصة في التوظيف مثل “منظمة فرصة عمل”، إلى جانب أيام التوظيف التي تنظمها المؤسسات الوطنية والعمالية، والتي ستوفر مقابلات وفرص عمل مباشرة عبر منصات إلكترونية.
وأضافت القويري أن الاتفاقية تتضمن “مدة زمنية محددة قابلة للتجديد باتفاق الطرفين”، موضحة أن من شأنها دعم مسيرة التمكين لعدد كبير من النساء والشباب، سواء المهجرين محليًا أو القادمين من دول أخرى نتيجة النزاعات، وتأهيلهم للحصول على فرص عمل سواء في ليبيا أو في بلدانهم بعد العودة.
كما عبّرت عن توقعها بأن تفتح هذه الاتفاقية الباب أمام “شراكات جديدة مع مؤسسات ومنظمات متخصصة في التطوير الاقتصادي وخلق فرص عمل”، مشيرة إلى أن تطبيق المذكرة على أرض الواقع سيتم من خلال برامج تدريبية وبعثات متبادلة وتعاون مؤسسي مباشر.
وفي ختام حديثها، وجهت القويري رسالة إلى المرأة الليبية والعربية، قالت فيها: “المرأة قادرة على أن تكون في المقاعد الأمامية وتؤدي دورها على أكمل وجه. التعليم والتثقيف هما مفتاح النجاح، والمرأة التي تثق في نفسها تستطيع أن تغير مجتمعها وتبني وطنها جنبًا إلى جنب مع الرجل. لا ينبغي تهميش المرأة أو إقصاؤها، بل يجب تمكينها لتقود مختلف الميادين، بما في ذلك السياسة والحكم. المرأة الليبية تستحق أن تكون في مقدمة صنع القرار وأن تحقق التقدم والازدهار”.
من هي الدكتورة كريمة القويري؟