تجدد الاشتباكات المسلحة في منطقة الدبابشة بمدينة صبراتة صبيحة عيد الأضحى، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وسط حالة من الذعر بين السكان وإغلاق تام للطرق المؤدية إلى وسط المدينة.
وكلف رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، آمر منطقة الساحل الغربي العسكرية بفتح تحقيق فوري وشامل في أحداث الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة صبراتة، مؤكدًا أنه “لا تهاون مع أي جهة تهدد أمن المواطنين أو تسعى لزعزعة الاستقرار”.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، في بيان صحفي، أن هذا القرار يأتي استكمالًا لتعليمات سابقة أصدرها الدبيبة يوم أمس، بتكليف القوات العسكرية المختصة بالتدخل العاجل ميدانيًا لفضّ الاشتباك وتأمين المدينة.
وكانت جمعية الهلال الأحمر قد أعلنت حالة الطوارئ في المدينة، مطالبة الأهالي بالبقاء في منازلهم والابتعاد عن أماكن الاشتباكات، مخصصة الرقم: 0920924642 لأي طارئ.
كما دعت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان المدنيين إلى البقاء في منازلهم وتجنّب مناطق الاشتباكات، مطالبة بفتح ممرات إنسانية عاجلة.
واندلعت الاشتباكات، صباح الخميس، بعد هجوم شنّته مجموعة مسلحة على مصيف “ليبرتون”، المعروف بكونه أحد المواقع الخاضعة لسيطرة أحمد الدباشي، الملقب بـ”العمو”.
وأفادت مصادر إعلامية أن الهجوم جاء كردّ فعل على اتهامات موجهة لـ”العمو” بالتورط في مقتل الشاب محمد الخضراوي، أحد أبناء مدينة الزاوية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة هروب مهاجرين غير قانونيين من أوكار للهجرة غير النظامية تابعة لـ”العمو”.
وفي سياق متصل، قال السفير الليبي الأسبق لدى مجلس الأمن، إبراهيم الدباشي، وهو من أبناء مدينة صبراتة، إن “المشهد في المدينة مأساوي ومؤلم، حيث تحولت أجواء العيد إلى ساحة حرب”.
وكتب عبر صفحته على فيسبوك: “فجأة توقف التكبير في المسجد، وارتفع صوت الرصاص وقذائف الـ«آر بي جي»، وانتشرت المصفحات بين المنازل وفي محيط المسجد”.
وأضاف: “كان على الجميع البقاء في المنازل. ضاعت صلاة العيد وضاعت معها الفرحة. صراع بين المسلحين تحركه ثارات وانتقامات ونزاع على مكاسب غير مشروعة بين من تمولهم السلطة القائمة وتدّعي أنهم يتبعونها. عدد الضحايا من الشباب في تزايد. أسأل الله أن يحقن الدماء ويجمع شمل الليبيين”.