آخر الأخبار

“بلاك أوت”.. في ظل استمرار انقسام المؤسسات.. لما تشهد شبكة الكهرباء بالمنطقة الشرقية إطفاءات متكررة؟

شارك

شهدت المنطقة الشرقية خلال الأيام الماضية إطفاء تاما للتيار الكهربي مرتين متتالتين، على الرغم من استقرار شبكة الكهرباء في عموم ليبيا، وعدم دخول الذروة الصيفية بعدُ، وهو ما أثار تساؤلات عن أسباب حالة عدم استقرار الكهرباء مع وجود وزارة مستقلة للكهرباء وتكليف رئيس لشركة الكهرباء تابع للحكومة المكلفة من البرلمان؟

إطفاء تام
وزارة الكهرباء والطاقات المتجددة بحكومة حماد أعلنت، أمس الاثنين، انقطاع التيار عن مدينة المرج وعدد من مناطق الجناح الشرقي وصولًا إلى طبرق، نتيجة احتراق المحول رقم (1) بقدرة 63 ميجاوات داخل محطة المرج جهد 220 ك.ف.

نقل الأحمال
وقالت الوزارة إنها باشرت اتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة التغذية الكهربائية إلى المنطقة عبر نقل الأحمال من المحول المتضرر إلى المحول الثاني بقدرة 100 ميجاوات، و الكشف عن مدى الأضرار بمحطة 30 ك.ف التي قد تستغرق صيانتها أكثر من يومين.

الإطفاء الأول
انقطاع التيار عن كامل المنطقة لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقة إطفاء تام على عموم المنطقة الشرقية بدءا من بنغازي إلى طبرق يوم الجمعة الـ 23 من مايو الجاري.

شحن من الجناح الغربي
وكانت الشركة العامة قد أعلنت بدء عملية إعادة بناء الجناح الشرقي من الشبكة العامة بشكل تدريجي، وذلك بعد نجاح عملية شحن خطوط نقل الطاقة من الجناح الغربي، ما أتاح تزويد المنطقة الشرقية بالطاقة اللازمة لتشغيل محطات الإنتاج.
وأوضحت الشركة أن سبب الفصل يعود إلى فصل مفاجئ لأحد محولات الضغط العالي بجهد 220/30 ك.ف في مدينة بنغازي، ما أدى إلى توقف وحدات التوليد بالمنطقة الشرقية.

قرار أحادي
وفي مارس الماضي، قرر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، نقل المقر الرئيسي للشركة العامة للكهرباء من العاصمة طرابلس إلى مدينة بنغازي، بالإضافة إلى إنشاء فروع للشركة في مناطق عدة، وذلك بموجب قرار نشرته الحكومة مؤرخ في 20 فبراير الماضي.

10 فروع والعبدلي مديرًا للشركة

وبموجب المادة الثانية من القرار، تقرر أيضا تأسيس فروع للشركة العامة للكهرباء في كل من طرابلس وبنغازي و(الجنوبية) بسبها و(الوسطى) في مصراتة وطبرق و(الجبل الغربي) بالزنتان وسرت و(الجبل الأخضر) في البيضاء و(أجدابيا-الواحات) بأجدابيا و(الغربية) الزاوية، في قرار يعكس انقسام مؤسسات الدولة المستمر.

تاريخ مرتبط بالانقطاعات
“العبدلي” ارتبط اسمه في الشارع الليبي بانقطاع التيار الكهربائي، خاصة في الذروة الصيفية، حيث كلفته حكومة الوفاق منتصف عام 2020 برئاسة مجلس إدارة الشركة، خلفا للرئيس السابق عبدالمجيد حمزة.

وبعد عامين من توليه منصبه بعد وعود متكررة بتحسين أداء الشبكة، أوقفت حكومة الوحدة مجلس الإدارة برئاسة وئام العبدلي، عن العمل وأحالته إلى التحقيق، وكلفت مدير شركة الخدمات العامة، محمد إسماعيل، مديرا عاما للشركة مؤقتا.

وفي يوليو 2022، كلّف الدبيبة بوصفه رئيسا للجمعية العمومية للشركة العامة للكهرباء، مجلس إدارة جديد برئاسة محمد عمر المشاي الذي بقي في منصبه حتى الآن

تهم بتهريب الوقود

وفي فبراير الماضي، اتهم تقرير خبراء مجلس الأمن، شركة الكهرباء بأنها مصدر لتهريب الوقود، مستندًا في ذلك إلى ارتفاع الطلب على المنتجات النفطية بالقدر الذي ليست بحاجة له في سير عملها، إلى جانب ارتفاع ميزانية الشركة بشكل مفاجئ بمقدار 5 مليارات دولار خلال الفترة 2022-2023، وذلك من 3.7 إلى 8.7 مليارات دولار، دون ارتفاع في إنتاج الكهرباء بشكل متناسب.

من جهتها، انتقدت الشركة ما ورد في تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة لعام 2024.

وقالت إن التقرير يفتقر إلى الدقة والموضوعية، علاوة على استناده إلى مصادر غير موثوقة، بما في ذلك منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ومستندات مزورة، دون التحقق من صحتها عبر القنوات الرسمية.

وأوضحت الشركة أنها كانت الجهة الأولى التي أبلغت عن وجود عجز وفاقد في إمدادات الوقود، لافتة إلى أنها خاطبت مكتب النائب العام منذ سبتمبر 2024 للتحقيق في هذا الفاقد واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنه، مؤكدة أنها تخضع للرقابة الدورية من ديوان المحاسبة والأجهزة الرقابية الأخرى.

وزارة مستقلة
وتعاني مناطق عدة بالمنطقة الشرقية تذبذبا في خدمات الكهرباء وتكرارا للانقطاعات، خاصة في مواسم الذروة الشتوية والصيفية، على الرغم من وجود وزارة مستقلة للكهرباء والطاقات المتجددة منذ تكليف الحكومة الليبية في مارس 2022، بينما تشهد المنطقة الغربية استقرار ملحوظا في التيار الكهربائي.

ليبقى التساؤل ملحا عن الأسباب الحقيقة وراء عدم استقرار الشبكة وانقطاعاتها المتكررة؟

الرائد المصدر: الرائد
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا