اتهم حزب “صوت الشعب” بعثة الأمم المتحدة للدعم السياسي في ليبيا بأنها تحوّلت من راعية للحل السياسي إلى “مغذية للأزمة”، محمّلًا إياها مسؤولية تعقيد المشهد السياسي وإطالة أمد المرحلة الانتقالية، وداعيًا إلى اعتصام شعبي مفتوح أمام مقر البعثة في العاصمة طرابلس.
وفي بيان شديد اللهجة تلقت شبكة “عين ليبيا” نسخة منه، قال الحزب إن البعثة، ومنذ انطلاق عملها قبل أكثر من عقد، رعت سلسلة من الاتفاقات والمبادرات التي لم تفضِ إلى حلول جذرية، بدءًا من اتفاق الصخيرات عام 2015، مرورًا بملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف وتونس عام 2020، وصولًا إلى اللجان الاستشارية والقاعدة الدستورية، التي بقيت دون تفعيل، واعتبر أن تلك المسارات ساهمت في “تكريس الانقسام وشرعنة الأجسام السياسية المنتهية الولاية”.
واتهم الحزب البعثة الأممية بتجاهل مطالب الليبيين في إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات حرة، مشيرًا إلى أن الآليات التي اعتمدتها للحوار قامت على “المحاصصة والترضيات”، وأسفرت عن إعادة تدوير النخب السياسية المتنازعة ومنحها “شرعية دولية مفتعلة” دون أي تفويض شعبي.
وأضاف البيان أن أداء البعثة ساهم في “تآكل ثقة الليبيين بأي مسار تقوده أطراف خارجية”، معتبرًا أن استمرار الجمود المؤسسي والانقسام السياسي أتاحا المجال للفوضى والفساد ونهب المال العام.
وبناءً على ما وصفه بـ”المسؤولية الوطنية والأخلاقية”، دعا الحزب الليبيين إلى الدخول في اعتصام مفتوح أمام مقر البعثة في طرابلس، للضغط من أجل إنهاء “الدور السلبي” الذي تمارسه، والمطالبة برحيل “كافة الأجسام السياسية المتصارعة على السلطة”، والدعوة إلى مسار سياسي “وطني مستقل نابع من الإرادة الليبية، دون وصاية أجنبية”.
وختم الحزب بيانه بالقول إن “الصمت الشعبي لم يعد مقبولًا أمام عبث البعثة بمستقبل ليبيا”، مؤكدًا أن الوقت قد حان لـ”تحرك وطني يعيد القرار إلى أصحابه الحقيقيين: أبناء وبنات الشعب الليبي”.