شارك النائب بالمجلس الرئاسي، عبدالله اللافي، في الاحتفالية التي نظمتها نقابة صحفيي طرابلس والمنطقة الغربية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال اللافي: “إن الصحافة في وجداننا ليست أداة إعلامية فحسب، بل هي مدرسة وطنية لتربية الضمير الجمعي، ولتشكيل وعي يرفض الإملاء ويقاوم التضليل. ولا تنسوا أن المجتمعات القوية تُبنى حين تكون الكلمة فيها حرة، والصحفي فيها آمنًا في ساحات عمله، يحظى بالدعم لا بالريبة، وبالتمكين لا بالتضييق”.
وأكد أن الصحفيين ليسوا في موقع الانهزام، مضيفًا: “لا يليق بكم أن تقبلوا بلغة الإحباط أو التسليم بالأمر الواقع. أنتم، كما عهدناكم، أهل رباط في ساحة الكلمة الحرة، مقاتلون أشداء في معركة الوعي، وجنود أوفياء على جبهة الحقيقة، نعم، الباب قد يكون موصدًا أحيانًا، لكنكم بمثابرتكم، بشجاعتكم، وبإيمانكم بعدالة رسالتكم، لستم مجرد من يُحدث ثقوبًا في جدار العتمة، بل أنتم من يصنع الفتح حين يتسلح بالصبر والإرادة والعلم”.
وشدّد اللافي على أن موقع الصحافة في مشروع بناء الدولة جوهري وأساسي، قائلاً: “من موقعي هذا، لا أتعامل مع الصحافة كطرف في معادلة نزاع، بل كركن أصيل في مشروع بناء الدولة، وكسند ضروري في ترسيخ قيم الحرية والمساءلة والشفافية، وإنني أؤكد لكم أن التزامي بحرية الصحافة ليس تعهدًا إعلاميًا، ولا موقفًا مؤقتًا، بل هو قناعة راسخة وجهاد مستمر من أجل تمكين هذه المهنة من أداء دورها النبيل دون خوف أو إملاء أو مساومة”.
كما أشار إلى أن الدولة الجادة في مشروعها لا تخشى الصحافة، بل تعتبرها أداة إصلاح، موضحًا: “إن السلطة التي تؤمن بذاتها وبمشروعها لا تخشى الصحافة، بل تتكئ عليها؛ فهي الكاشف عن مواطن الضعف، والمحفّز على الإصلاح، وهي المرآة التي تعكس صورة الوطن كما هي، لا كما نحب أن نراها”.
واختتم اللافي كلمته بتوجيه تحية تقدير إلى الصحفيين، مؤكدًا أن دعم حرية الصحافة يظل أولوية وطنية: “لن نرضى بثقوب في جدار الحرية، بل نعمل معًا على فتح الأبواب على مصراعيها، لن نقبل أن تكون الصحافة في ليبيا مجرد ممارسة محدودة بشغف مكبوت؛ بل نريدها سلطة رابعة حقيقية، تمارس دورها بلا خوف ولا مساومة، وتكتب مستقبل هذا الوطن بأحرف من نور وإخلاص”.